أثارت حادثة مقتل الناشط والمعارض نزار بنات، إثر اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية، غضب الفلسطينيين؛ حيث شهدت مدينة رام الله مظاهرات لمواطنين نددوا بـمقتل بنات.
وأفاد مراسل "العربي" في الضفة أن الشرطة الفلسطينية أطلقت قنابل الغاز لتفريق مظاهرة في رام الله؛ حيث طالب المتظاهرون برحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
كما أوضح المراسل أن الفلسطينيين تظاهروا اليوم خوفًا من أن تصبح عمليات اعتقال النشطاء السياسيين عملًا طبيعيًا في الضفة الغربية.
ولفت إلى أن الحكومة الفلسطينية شكّلت لجنة للتحقيق، ضمّت عددًا من الوزراء وبعض الحقوقيين الفلسطينيين.
من جهته، أوعز رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بتشكيل لجنة تحقيق لبحث مسألة "الوفاة"، وأكد ألا مانع للحكومة من مشاركة مؤسسات حقوقية فيها.
بعد اعتقاله وتعذيبه بوحشية.. استشهاد أبرز معارض لسلطة محمود عباس في الضفة الغربية الشهيد المغفور له بإذن الله #نزار_بنات. الشهيد نزار اعتقل بعد فيديو له طالب فيه بالكشف عن فضيحة #صفقة_لقاح_كورونا والتي وقعتها السلطة مع الاحتلال وجلبت فيها لشعبنا أكثر من مليون لقاح فاسد. pic.twitter.com/h7YZ7Jgpdk
— أدهم أبو سلمية #فلسطين 🇵🇸 (@adham922) June 24, 2021
العائلة تتهم السلطة الفلسطينية
وقال مراسل "العربي" في الخليل عميد شحادة: إن العائلة اجتمعت في منزل بنات إثر ورود خبر وفاته.
ونقل المراسل عن عائلة بنات ومحاميه قولهم: إن "قوة من جهازي الأمن الوقائي والمخابرات الفلسطينية اقتحمت المنزل الذي كان يوجد فيه بنات، وانهالوا عليه بالضرب لمدة 7 إلى 10 دقائق، وأخرجوه عاريًا من المنزل الذي كان يوجد فيه".
ولفت المراسل إلى أن المشكلة بين بنات والسلطة الفلسطينية بدأت عندما طلب من الاتحاد الأوروبي وقف دعم السلطة الفلسطينية، واصفًا إياها بـ"المستبدة".
ونقل المراسل عن المحامي قوله: إن بنات كان مطلوبًا عند النيابة العامة، وكان يرفض تسليم نفسه لأنه يعلم أن السلطة الفلسطينية "تريد أكثر من سجنه".
واعتبرت عائلة بنات أن ابنها توفي نتيجة الضرب الذي تعرّض له، وأن السلطة الفلسطينية تعاونت مع قوات الاحتلال لإلقاء القبض على بنات، لأنه كان يوجد في المنطقة "ج" في الضفة الغربية، وهي تخضع فقط لسلطة الاحتلال.
وجاء الرد الرسمي من السلطة الفلسطينية على لسان محافظ مدينة الخليل جبرين البكري، حيث أوضح أن قوة أمنية فلسطينية اعتقلت بنات بناء على مذكرة توقيف من النيابة العامة.
وأضاف: خلال الاعتقال، تدهورت حالته الصحية وتم تحويله إلى مستشفى الخليل الحكومي، حيث أعلن عن وفاته.
وأشار إلى أن النيابة العامة حضرت إلى المستشفى عقب الإعلان عن الوفاة، وباشرت في إجراءاتها.
واعتبرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" أنها تنظر "بخطورة بالغة لحادثة اغتيال الناشط نزار بنات، المرشح السابق عن قائمة الحرية والكرامة، بعد وقت قصير من اعتقاله من قبل قوة أمنية كبيرة لأجهزة السلطة عند الساعة الثالثة من فجر اليوم (الخميس)".
ونزار بنات ناشط ومعارض "مستقل"، من بلدة دورا في محافظة الخليل، وعُرف بانتقاداته اللاذعة للسلطة الفلسطينية، واعتقل من قبل الأجهزة الأمنية مرات عدة.
وشكّل بنات قائمة "الحرية والكرامة" لخوض انتخابات المجلس التشريعي، التي كانت مقررة يوم 22 مايو/ أيار الماضي، قبل صدور مرسوم رئاسي في 30 إبريل/نيسان الماضي بإلغائها.