الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

تصعيد متبادل.. هل انتهت تداعيات الضربة الأميركية على الحشد الشعبي؟

تصعيد متبادل.. هل انتهت تداعيات الضربة الأميركية على الحشد الشعبي؟

Changed

الحشد الشعبي العراقي
ردّ الحشد الشعبي العراقي على الضربات الأميركية باستهداف قاعدة عسكرية في ريف دير الزور (أرشيف - غيتي)
فتحت الضربة الأميركية الأخيرة الباب واسعًا أمام ردود الفعل المتبادلة، في ظل استمرار تهديد قوّات الحشد بـ "الثأر" و الرد على واشنطن.

شهد العراق، يوم أمس، موجة من التصعيد بين القوات الأميركية وفصائل الحشد الشعبي، بعد تنفيذ الطائرات الأميركية غارات على مراكز للحشد على الحدود السورية العراقية.

وفتحت هذه الضربة الباب واسعًا أمام ردود الفعل المتبادلة، خصوصًا في ظل استمرار تهديد قوّات الحشد بـ "الثأر" و الرد على القوات الأميركية.

وسارعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى تبني ذلك الهجوم، موضحة أن الرئيس جو بايدن هو من أعطى الأوامر لتنفيذ الغارات.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي: "تم اختيار هذه الأهداف لأن هذه المنشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران، تشارك في هجمات بطائرات مسيّرة ضد أفراد ومنشآت أميركية في العراق".

وتبع هذا الاعتراف توعّد من قوات الحشد بالرد؛ حيث أكد الأمين العام لكتائب "سيد الشهداء"، المنضوية تحت لواء "الحشد الشعبي" في العراق أبو آلاء الولائي أن عملية الردّ على الغارات الأميركية "ستكون قاسية"، وحذّر من أن "عملية الرد على أي رد (أميركي) ستكون أمرّ وأقسى".

ورأى الولائي أن استعراض الحشد الشعبي العسكري، بحضور رسمي ضم رئيس الوزراء وباقي القيادات الأمنية والوزراء مثّل "صفعةً كبيرة بوجه الاحتلال الأميركي الذي كان يسعى لانتزاع الصفة الرسمية عن الحشد".

الرد العراقي

وترجمت مساء أمس تلك التهديدات العراقية على أرض الواقع؛ حيث استهدفت قوات الحشد قاعدة أميركية بريف دير الزور في سوريا.

وأفادت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" بأن القاعدة العسكرية الأميركية في حقل "العمر" النفطي في ريف دير الزور تعرّضت لاستهداف بقذائف صاروخية.

ويرى الباحث في الشؤون العسكرية أمير الساعدي، في حديث إلى "العربي"، أن "قوات الحشد الشعبي تقوم بالضغط على القوات الأميركية للخروج من البلاد، في سيناريو شبيه بأفغانستان، وهو ما يتوافق مع بعض الرؤى الإقليمية".

وأكد متحدث عسكري أميركي أن قوات أميركية تعرضت لهجوم بعدة صواريخ، أمس الإثنين، لكن التقارير الأولية لم تشر إلى أي إصابات.

وذكر الكولونيل وين ماروتو المتحدث باسم التحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة، في تغريدة على تويتر، أن الهجوم وقع الساعة 7:44 بالتوقيت المحلي وأنه يجري حاليًا تقييم الأضرار.

ولفت الى أن القوات الأميركية في سوريا ردت على نيران الصواريخ بإطلاق قذائف مدفعية دفاعًا عن النفس.

ضربة استفزازية

في هذا السياق، يعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة لندن سعد ناجي أن الإدارة الأميركية الجديدة تفتقر للاستراتيجية الواضحة تجاه العراق أو المنطقة.

ويلفت ناجي، في حديث إلى "العربي" من لندن، إلى أن الضربة الأميركية الأخيرة أظهرت "الضعف في الرؤية الأميركية"، حيث استهدفت طائراتها مراكز للحشد الشعبي بضربات "غير مبررة".

ويقول: "الضربة الأميركية جاءت استفزازية، وأتت من الجو؛ وبالتالي لن يكون لها تأثير على أرض الواقع".

ويضيف: "لن تؤثر هذه الضربات على عمل الفصائل المسلحة، بل كل ما قامت به هو خلق الرغبة في الثأر، والدخول في دوامة الرد المتبادل".

ويشير إلى أن الجهة التي ترغب بالقيام بعملية كهذه عليها متابعتها بمحاولات أخرى على الأرض، لكن في الحقيقة "لم يحصل شيء من هذا القبيل"، ما يدل على "ضعف" الإدارة الأميركية الجديدة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close