ما كان يُفترض أن يحدث بعد أشهر، وقع في غضون أيام؛ حيث استطاعت حركة طالبان السيطرة على مدن وولايات كثيرة في أفغانستان، توازيًا مع الانسحاب الأميركي.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، إن عددًا كبيرًا من الجنود الأفغان انضموا إلى مقاتلي الحركة في ولاية قندهار مع أسلحتهم.
وفي السياق نفسه، كشف وفد طالبان في موسكو أنّ الحركة استولت على 85% من الأراضي الأفغانية.
كما تسيطر طالبان على معظم حدود أفغانستان مع الدول المجاورة لها خصوصًا مع إيران (معبر إسلام قلعة وأبونصر) وطاجيكستان (معبر شير خان بندر) وتركمنستان (معبر تورغندي).
من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده استتباب الأمن على الحدود الإيرانية مع أفغانستان، بعد التطورات الأخيرة المتاخمة لحدود بلاده.
أمّا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فأشار إلى أن موسكو لن تتدخل في أفغانستان طالما أنّ المعارك تجري داخل الحدود الأفغانية، كما دعا حركة طالبان إلى الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع واشنطن.
"مستعدة للمواجهة"
في غضون ذلك، يؤكد الباحث السياسي الروسي، أندريه أونتيكوف، أنّ روسيا تبذل كل جهودها من أجل منع تدخل طالبان في روسيا والبلدان المجاورة، مشيرًا إلى أنّ استضافة وفد من الحركة وإجراء المشاورات معه، كان من أجل هذا الهدف.
ويشدّد أونتيكوف، في حديث إلى "العربي" من موسكو، على أنّ الطريقة الوحيدة لحماية حلفاء روسيا هو إجراء حوار مع حركة طالبان.
وعن إمكانية تدخل روسيا في الشأن الأفغاني بعد الانسحاب الأميركي، يقول الباحث السياسي إن هذا الأمر يرجع إلى تطورات الأحداث على الساحة الافغانية، لا سيّما وأن روسيا تهتم بالحفاظ على الاستقرار في آسيا الوسطى، لافتًا إلى أنّها مستعدة لمواجهة أي هجمات خارج الحدود الأفغانية.
"الحرب ليست الحل"
وكانت العاصمة طهران شهدت لقاء امتد ليومين، وجمعت خلاله وزارة الخارجية الإيرانية بين ممثلين عن حركة طالبان والحكومة الأفغانية.
واعتبر الجانبان الأفغانيان في بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية هذا الأسبوع، أن "الحرب ليست الحل للمشكلة الأفغانية ويجب تركيز جميع الجهود للتوصل إلى حل سياسي وسلمي".
واتفق الطرفان على "مناقشة القضايا التي تحتاج إلى مزيد من التشاور والوضوح، بما في ذلك إنشاء آلية للانتقال من الحرب إلى السلام الدائم، خلال الاجتماع المقبل الذي سيعقد في أقرب وقت ممكن"، دون تحديد موعد.
ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الطرفين إلى "انتهاز هذه الفرصة ووضع حد للحرب في أفغانستان في أسرع وقت ممكن"، مبديًا استعداد بلاده "لتسهيل استكمال المباحثات"، وفق ما أفادت الخارجية الإيرانية الخميس الماضي.