الإثنين 6 مايو / مايو 2024

أفغانستان.. منظومة دفاع جوي لحماية كابل والقوات الدولية تواصل انسحابها

أفغانستان.. منظومة دفاع جوي لحماية كابل والقوات الدولية تواصل انسحابها

Changed

أغلقت أستراليا سفارتها في كابل بسبب مخاوف أمنية عقب انسحاب القوات الأجنبية (غيتي)
أغلقت أستراليا سفارتها في كابل بسبب مخاوف أمنية عقب انسحاب القوات الأجنبية (غيتي)
أوضحت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان أنّ "نظام الدفاع الجوي حديث الإنشاء"، لكنّها لم توضح لا اسم المنظومة ولا تاريخ نشرها ولا هوية الطرف الذي أرسلها.

تتسارع التطورات في أفغانستان، على وقع التقدّم العسكري لحركة طالبان، التي باتت تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد، والتي تهدّد بـ"اجتياح" العاصمة كابل إذا لم تسفر المفاوضات عن اتفاق ملائم.

وفي هذا السياق، أعلنت السلطات الأفغانية اليوم الأحد تشغيل "نظام دفاع جوي" لحماية العاصمة كابل من التعرّض لقذائف وصواريخ.

وأوضحت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان أنّ "نظام الدفاع الجوي حديث الإنشاء دخل طور التشغيل عند الساعة 02,00 فجر هذا الأحد" (21,30 السبت بتوقيت غرينتش). وأضافت: "أثبتت هذه المنظومة فاعليتها في أرجاء العالم في صدّ الهجمات بالصواريخ والقذائف".

بيد أنّ الوزارة لم توضح لا اسم المنظومة ولا تاريخ نشرها ولا هوية الطرف الذي أرسلها. لكن طوال 20 عامًا في أفغانستان كانت القوات الأميركية قد زوّدت قواعدها بعدة منظومات من طراز "سيرام/C-RAM" القادرة على رصد القذائف وتدميرها.

وتتيح هذه المنظومة التي كانت في قاعدة باغرام، الأبرز بين القواعد الأميركية وتقع على مسافة 50 كيلومترًا شمال كابل، إصدار إشارات الإنذار ضمن النطاق الذي تغطيه.

هل يهاجم مقاتلو طالبان كابل؟

وتستكمل الولايات المتحدة انسحابها الذي بلغت النسبة المنجزة منه 90% وفق ما أعلن البنتاغون هذا الشهر، والخميس قال الرئيس الأميركي جو بايدن: إن المهمة العسكرية لبلاده على الأراضي الأفغانية تنتهي في 31 أغسطس/ آب.

وبالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من البلاد، بدأت حركة طالبان بفرض سيطرتها على مناطق جديدة ما دفع بعدد من الدول إلى إغلاق سفاراتها وقنصلياتها. وقد أعلنت الحركة هذا الأسبوع أن أفرادها باتوا يسيطرون على 85% من أراضي أفغانستان.

ولم تعد القوات الأفغانية تسيطر سوى على المحاور الرئيسية وكبرى المدن الإقليمية وسط حصار يفرضه مقاتلو طالبان حول الكثير منها والخشية من احتمال مهاجمتهم كابل في المدى المنظور، لاسيما وأنّ طالبان باتت تسيطر على عدّة مناطق مجاورة للعاصمة الأفغانية في نطاق لا يتجاوز المئة كيلومتر.

وسبق لطالبان أن نفذت سلسلة هجمات بالقذائف على القوات الأفغانية والأجنبية، كما شنّ تنظيم الدولة العام 2020 هجومًا مماثلًا على كابل.

وتبنى تنظيم الدولة أيضًا هجومًا بالقذائف في بداية العام على قاعدة باغرام التي استلمتها القوات الأفغانية في بداية يوليو/ تموز.

أستراليا تسحب "آخر جندي" من أفغانستان

في غضون ذلك، واصلت القوات الأجنبية انسحابها من أفغانستان، حيث أعلن وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتن اليوم الأحد انتهاء وجود بلاده العسكري في أفغانستان، موضحًا أن إنجاز سحب القوات الأسترالية جرى "في الأسابيع الأخيرة".

وكانت أستراليا قد أعلنت في أبريل/ نيسان أنها ستسحب ما تبقى من جنودها بحلول سبتمبر/ أيلول تماشيًا مع قرار الولايات المتحدة إنهاء عملياتها العسكرية في أفغانستان.

وأوضح الوزير في حديث متلفز أن آخر ثمانين عنصر دعم أستراليًا غادروا أفغانستان في الأسابيع الأخيرة. وقال: "هذا لا يعني أننا لن نكون ضمن حملات إلى جانب الولايات المتحدة نعتبر أن من مصلحتنا الوطنية المشاركة فيها أو من مصلحة حلفائنا".

ونشرت أستراليا 39 ألف عسكري في السنوات العشرين الأخيرة ضمن عمليات جرت بقيادة الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي في مواجهة حركة طالبان ومجموعات "إرهابية" في أفغانستان. وكلّفت هذه المهمة البلاد مليارات الدولارات وقضى خلالها 41 جنديًا أستراليًا.

ومع أن استراليا لم يعد لها وجود عسكري كبير في أفغانستان منذ سحب الوحدات المقاتلة في نهاية العام 2013 إلا أن هذه "الحرب" شكّلت عبئًا في الداخل الأسترالي وأثارت جدلًا.

فقد مارست مجموعات المقاتلين القدامى ضغوطًا على الحكومة لمباشرة تحقيق رسمي حول العدد المرتفع للانتحار في صفوف الجنود السابقين والحاليين في أفغانستان. ويجري الجيش والشرطة تحقيقات أيضًا بشأن إدعاءات مفادها أن جنودًا من وحدات النخبة في سلاح الجو ارتكبوا "جرائم حرب" كثيرة في أفغانستان.

الهند تجلي دبلوماسييها من قندهار

من جهتها، أجلت الهند نحو 50 شخصًا بينهم دبلوماسيون وأمنيون من قنصليتها في قندهار، المعقل السابق لطالبان في جنوب أفغانستان، بعد معارك شهدتها الولاية، وفقًا لما أعلنه مسؤولون ومصدر أمني اليوم الأحد.

وخلال هذا الأسبوع وقعت معارك بين طالبان والقوات الحكومية الأفغانية عند أطراف مدينة قندهار، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه وتعد مهد الحركة.

وأعلنت وزارة الخارجية الهندية في بيان أن "القنصلية العامة للهند لم تُغلق، إلا أنه بسبب القتال العنيف قرب مدينة قندهار، تم إجلاء الموظفين الهنود في الوقت الراهن".

وأكّدت الوزارة أنّه "مجرد تدبير موقت إلى أن تستتب الأوضاع، وإن موظفي القنصلية المحليين مستمرين بتسيير الأعمال".

وقال مصدر أمني إنه تم إجلاء نحو 50 موظفًا هنديًا بينهم ستة دبلوماسيين من القنصلية. ولم يتّضح بعد ما إذا كان نقل الموظفين الذين تم إجلاؤهم من القنصلية إلى كابل أم إلى نيودلهي.

وفي خطوات مماثلة، كانت روسيا قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها أغلقت قنصليتها في مدينة مزار الشريف في شمال أفغانستان. وكذلك أجلت الصين 210 من رعاياها من البلاد، خلال الشهر الحالي.

وسيطرت حركة طالبان في الفترة الأخيرة على منافذ حدودية رئيسية كما هاجمت للمرة الأولى عاصمة ولاية هي قلعة نو، كبرى مدن بادغيس في شمال غرب البلاد.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close