الأحد 5 مايو / مايو 2024

أزمة سد "النهضة".. مبادرة أوروبية على وقع الملء الثاني

أزمة سد "النهضة".. مبادرة أوروبية على وقع الملء الثاني

Changed

أكدت إثيوبيا أنها ملتزمة بإنهاء العملية الثلاثية حول سد النهضة التي يقودها الاتحاد الإفريقي
تصر أديس أبابا على تنفيذ ملء ثانٍ للسد بالمياه في يوليو وأغسطس حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه (أرشيف - غيتي)
دعا الاتحاد الأوروبي إثيوبيا ومصر السودان إلى الاستفادة من خبرات دول التكتل لحل ملف سد "النهضة" المتعثر بعدما بدأت أديس أبابا عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه.

توقعت إثيوبيا، أمس السبت، الانتهاء من الملء الثاني لسد " النهضة" في موسم الأمطار الحالي.

وقال عضو فريق التفاوض الإثيوبي جيديون أسفاو، في مقابلة مع وكالة أنباء بلاده الرسمية: "إن عملية بناء السد وصلت إلى أكثر من 80%، ومن المتوقع الانتهاء من الملء الثاني للسد في موسم الأمطار الحالي".

واعتبر أسفاو أن المرحلة الثانية لملء السد تمثل "حدثًا تاريخيًا لإثيوبيا لتوليد الطاقة، والتخفيف من فقر الطاقة في البلاد".

ولم يقدم المسؤول الإثيوبي تفاصيل بشأن كمية المياه التي سيحتجزها خزان السد خلال الملء الثاني.

لكن خبير الموارد المائية وأستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة عباس شراقي قال في تصريحات إعلامية سابقة: إن الجانب الإثيوبي نجح في الانتهاء من تعلية الممر الأوسط لسد النهضة بارتفاع 4 أمتار إضافية؛ ما يمكّنه من تخزين حوالي 6 مليارات متر مكعب من المياه، خلال يوليو/ تموز الجاري.

وأضاف أنه مع الاستمرار في تعلية الممر الأوسط إلى 30 مترًا كما هو مقرر، يمكن للإثيوبيين خلال أغسطس/ أب استكمال المتبقي من الحصة المراد تخزينها وهي 13.5 مليار متر مكعب.

وكانت إثيوبيا أخطرت دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان في 5 يوليو/ تموز ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراء أحادي الجانب.

وتصر أديس أبابا على تنفيذ ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو وأغسطس، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بالخرطوم والقاهرة، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.

في المقابل، تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولًا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.

وفي 8 يوليو/ تموز الجاري، خلص مجلس الأمن الدولي، إلى ضرورة إعادة مفاوضات "سد النهضة" تحت رعاية الاتحاد الإفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.

من جهته، اختتم وزير الري المصري، محمد عبد العاطي زيارته إلى الكونغو، التي تترأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي وذلك بعد بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات إدارة المياه. وطلب عبد العاطي من الكونغو مشاركة أطراف دولية لدعم منهجية التفاوض بشكل فاعل.

مبادرة الاتحاد الأوروبي

وبعد فشل مجلس الأمن في حل الأزمة، يدخل الاتحاد الأوروبي على الخط هذه المرة. فقد أعرب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي بيتر ستانو عن أسف الاتحاد بشأن الخطوة المنفردة التي اتخذتها إثيوبيا بالملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق.

وأضاف ستانو: "الاتحاد الأوروبي يشجع كل الأطراف على الاستمرار في المحادثات بخصوص السد ومستعد لتعزيز دوره ومشاركته لحل أزمة سد النهضة بشرط موافقة الأطراف المعنية".

كما أشار إلى أن لدى الاتحاد الأوروبي خطة كبيرة في مجال إدارة الموارد المائية وحل النزاعات الإقليمية.

هل ستقبل إثيوبيا بالمبادرة الأوروبية؟

ويستبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون، عاطف عبد الجواد أن تقبل إثيوبيا وساطة الاتحاد الأوروبي، حيث أعلنت سابقًا أنها لن ترضى سوى بوساطة الاتحاد الإفريقي.

ويقول في حديث إلى "العربي" من واشنطن: "لقد رفضت إثيوبيا في السابق الوساطة الأميركية التي طُرحت في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، ولم تكن راضية بوساطة مجلس الأمن". ويرى أن الإدارة الأميركية الحالية تتخذ موقفًا محايدًا من الأزمة.

في المقابل، يعتبر عبر الجواد أن المبادرة الأوروبية بسيطة للغاية حيث ترسل الدول المعنية بأزمة "النهضة" خبراء إلى أوروبا للاستدلال حول آلية تعاطي الدول الأوروبية مع موارد نهر الدانوب المائية.  ويضيف: "نهر الدانوب يمر بعشر دول ويمكن التعلّم من التجربة الأوروبية".

كما يشير إلى أن مصر والسودان وإثيوبيا اتفقوا على النقاط الأساسية في أزمة السد، لكن تبقى مشكلتان وهما آلية حل النزاعات في حال حدوثها في المستقبل، وآليات التعامل مع المياه في مواسم الجفاف.

ويؤكد عبد الجواد أن مصر يجب أن تبدأ البحث عن بدائل، حتى في حال حل النقاط الخلافية في مفاوضات ملف "النهضة". ويعتبر أن النيل ليس ملكًا لدولة واحدة وأن استعمال موارده حق لجميع الدول التي يمر فيها النهر.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close