الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

محادثات السلام الأفغانية.. الجولة الثانية تنتهي "بالتوافقات الممكنة"

محادثات السلام الأفغانية.. الجولة الثانية تنتهي "بالتوافقات الممكنة"

Changed

أعلن وفدا الحكومة الأفغانية وطالبان الالتزام بمواصلة المفاوضات حتى التوصل إلى تسوية تلبي مصالح الشعب الأفغاني وفق المبادئ الإسلامية.

انتهت جولة محادثات السلام الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الأحد بالتوافقات الممكنة، إن جاز التعبير.

وأعلن وفدا الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في ختام الجولة الالتزام بمواصلة المفاوضات حتى التوصّل إلى تسوية تلبّي مصالح الشعب الأفغاني وفق المبادئ الإسلامية.

وتحت سقف السلام المنشود، تلا زعيم الحركة الملا هبة الله أخوند زاده بيانًا تعهد فيه بإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية متينة وجيدة مع العالم كله، إن قامت إمارة طالبان الإسلامية في البلاد. ولا تستثنى من ذلك الولايات المتحدة نفسها. 

وأكد أنه "يؤيد بشدة" تسوية سياسية للنزاع في أفغانستان، مشيرًا إلى تصميم طالبان على التوصل إلى حل، لكن الحكومة هي من يهدر الوقت.

"إنقاذ ما يمكن إنقاذه"

تعليقًا على التطورات، يرى الباحث أول في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني عبد الفتاح محمد سعد، أن "البيان الختامي المشترك كان يُمكن أن يطلق عليه: إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الجولة من المفاوضات، وأنه كان ربما دون سقف توقعات الكثيرين".

ويذكّر في حديث إلى "العربي" من الدوحة، بمطالب طالبان وبينها الإفراج عن السجناء والهدنة المؤقتة، قائلًا: "يبدو أن الفريقين لم يستطيعا التوصل إلى هذه النقطة، نظرًا ربما لضعف الثقة بينهما ولمسألة الضمانات إذا ما تم إطلاق هؤلاء. كما أن المواجهات لم تتوقف على الأرض أثناء هذا الحوار، وكأن كل فريق يريد كسب نقاط والسيطرة على مناطق جديدة".

ويرى أن "إصرار الوفدين على الاستمرار بالمفاوضات يُعطي مؤشرًا على أن هناك فرصة حقيقية في هذه المرحلة؛ بأن يتحرك الطرفان نحو حل سياسي".

وإذ يلفت إلى أن في الحركة جناحَين أحدهما عسكري والآخر سياسي، يشير إلى أن الأخير وجّه رسائل إيجابية منها ما يتعلق بالتقاء المصالح الوطنية والقيم الإسلامية وجاء على لسان نائب زعيم الحركة.

ويردف: "أما على الصعيد الميداني، فقد تحصل مواجهات مع الحكومة على الأرض وتتباين المواقف عن التصريحات السياسية. وهذا أمر يحصل دائمًا في مناطق النزاع".

"بيان دون التوقعات المرتفعة"

بدوره، يعتبر الأكاديمي والباحث السياسي ذاكر جلالي، أن البيان المشترك كان دون التوقعات التي كانت مرتفعة نوعًا ما.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من كابُل، إلى أننا لم نرَ في البيان الختامي أي شيء على علاقة بإزالة شخصيات من قيادات طالبان من القوائم السوداء، أو الإفراج عن سجناء من الطرفين، أو التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

غير أنّه يعتبر أن "مواصلة اجتماعات على مستوى عالٍ من التمثيل يمثل بارقة أمل للناس، حول إمكانية الوصول إلى نتائج ملموسة". 

وفيما يشير إلى "الهوة الواسعة في منظور كلا الجانبين فيما يتعلق بمستقبل النظام السياسي بالبلاد"، يشدد على أن "لبّ المشكلة يكمن في الفهم المتباين لهذه المسألة، والسبب الأساسي الذي لم يدفع بالمباحثات إلى نتيجة إيجابية على الرغم من التمثيل العالي للوفدين".

"طالبان تتبع استراتيجية مزدوجة"

من ناحيته، يلفت الباحث السياسي حسين إحساني، إلى أن طالبان تتبع الاستراتيجية المزدوجة؛ حيث العنف على الأرض من قبل المقاتلين، في حين يؤكد بعض ممثلي الحركة في المكتب السياسي بالدوحة على الحل السياسي".

ويشير في حديث إلى "العربي" من كابُل، إلى أن البيان الأخير لهبة الله أخوند زاده يؤكد على الحل السياسي، ويصرّ إلى جانبه على الاستقرار وإنشاء الإمارة الإسلامية. 

ويوضح أنه "متشائم من هذه الاستراتيجية المزدوجة". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close