الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

أفغانستان.. توقيف 4 صحافيين والمدنيون يفرون إلى مخيم في قندهار

أفغانستان.. توقيف 4 صحافيين والمدنيون يفرون إلى مخيم في قندهار

Changed

وصل أكثر من 150 ألف نازح هذا الشهر وحده إلى قندهار، بحسب مسؤوليين محليين (غيتي)
وصل أكثر من 150 ألف نازح هذا الشهر وحده إلى قندهار بحسب مسؤوليين محليين (غيتي)
تحتدم المعارك بين القوات الحكومية الأفغانية وحركة طالبان في الأرياف ما دفع الآلاف للفرار إلى قندهار مفضّلين مستقبلا مجهولًا في مخيم على مواجهة القتال.

أوقف جهاز الاستخبارات في أفغانستان أربعة صحافيين لزيارتهم بلدة حدودية تسيطر عليها حركة طالبان، واتّهمهم بـ"الدعاية" للعدو وفق ما أعلن مسؤولون الثلاثاء.

وأوقف الصحافيون الأربعة في قندهار بعد عودتهم أمس الإثنين من بلدة سبين بولداك، المنفذ الحدودي مع باكستان الذي سيطرت عليه حركة طالبان خلال الشهر الحالي.

تحقيقات عن مقتل مدنيين

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الصحافيين كانوا يجرون تحقيقات حول تقارير حكومية تتّهم طالبان بارتكاب مجازر بحق مدنيين في البلدة.

وقال وزير الداخلية الأفغاني ميروايس ستانيكزاي في بيان: "إن الدعاية بأي شكل لصالح الإرهابيين وضد المصالح القومية لأفغانستان هي جريمة". وأشار إلى أن "قوات الأمن تحقق في القضية".

وأفادت منظمة "ناي" غير الحكومية لدعم حرية الإعلام بأن الصحافيين أوقفوا بناء على أوامر المديرية الوطنية للأمن، جهاز الاستخبارات الأفغاني. وأوردت أنه "لم يتّضح بعد ما الذي جرى"، وأن ثلاثة من الصحافيين الأربعة يعملون في شبكة إذاعية محلية. وتابعت المنظمة "مضى أكثر من 24 ساعة على اعتقالهم... عائلاتهم في غاية القلق".

ودعت "ناي" الحكومة إلى إطلاق سراحهم فورًا، واعتبرت أن "الاعتقال خارج نطاق القضاء غير مقبول".

استهداف الصحافيين

ولطالما كانت أفغانستان من الدول الأكثر خطورة بالنسبة للصحافيين. ففي مايو/أيار صنّفت منظمة مراسلون بلا حدود أفغانستان في الترتيب 122 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة في العالم.

ومنذ أن وقّعت طالبان والولايات المتحدة في فبراير/شباط 2020 اتفاقًا مهّد الطريق أمام انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، قُتل عدد من الصحافيين في هجمات استهدفتهم شخصيًا.

ويأتي توقيف الصحافيين الأربعة بعد أسبوعين من مقتل مصوّر يعمل لصالح وكالة رويترز خلال تغطيته المعارك في سبين بولداك.

وقال المتحدّث باسم طالبان محمد نعيم: "إن الصحافيين الأربعة توجّهوا إلى سبين بولداك للتحقيق في مزاعم بشأن قتل مدنيين هناك". وتابع: "جريمتهم الوحيدة أنهم أرادوا كشف الحقائق".

آلاف المدنيين يهربون إلى قندهار

وعلى وقع احتدام المعارك في الأرياف، يتدفق النازحون الأفغان إلى مخيم في قندهار بحثًا عن الأمان. 

ووصل هذا الأسبوع الآلاف إلى قندهار في سيارات وحافلات وشاحنات وسيرًا على الأقدام، مفضّلين مستقبلًا مجهولًا في مخيم بالحد الأدنى في المدينة، على مواجهة القتال والمعارك المتصاعدة بين حركة طالبان والقوات الحكومية، فيما تستكمل القوات الأجنبية انسحابها.

وقال مسؤولون محليون: "إن أكثر من 150 ألف شخص وصلوا هذا الشهر وحده".

وقالت بيبي عائشة، وهي نازحة تقيم في مركز حكومي للحجاج قرب مطار قندهار: "فقدت اثنين من أبنائي في انفجار أمام منزلي". وأضافت "كانت الشوارع في حيي مليئة بالأشلاء البشرية".

تحذير من أزمة إنسانية

وتحذر منظمات إنسانية من أزمة كبرى في الأشهر القادمة، في وقت تواصل طالبان عملية عسكرية واسعة سيطرت خلالها على مساحات شاسعة من شمال البلاد.

وغادرت القوات الحكومية بعض المناطق الريفية من دون قتال، لكنها بصدد تعزيز الدفاع عن عواصم الولايات، ومن بينها قندهار، حتى مع تضييق مسلحي طالبان الخناق على المدن.

وتعد قندهار معقل طالبان ومنها تصاعد نفوذ الحركة في 1996 قبل أن تبسط سيطرتها على معظم مساحات البلاد في 2001 حتى الغزو بقيادة الولايات المتحدة. وسيكون سقوط المدينة كارثيا بالنسبة للحكومة إذ سيجعل البلد قسمين قبل الشتاء، عندما تصبح استعادة السيطرة على أراض تنطوي على صعوبة. وستكون المعركة للسيطرة على قندهار  صورة مصغرة عن المعركة للسيطرة على باقي أنحاء البلاد.

من جهة أخرى، تتواصل الحياة اليومية بشكل شبه عادي في المناطق التي تسيطر عليها طالبان من دون قتال، وخصوصًا في مناطق ريفية محافظة جدًا، لكن في أجزاء أخرى أكثر تمدنًا تدافع عنها القوات الحكومية، فإن المدنيين يُجبرون على الفرار من صدامات عنيفة أحيانًا.

الأزمة قد تمتد إلى الجوار

وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين إن عشرات آلاف الأفغان نزحوا داخل البلاد هذا العام وحده، وتحذر من امتداد الأزمة إلى جوار أفغانستان ما لم يتوقف القتال.

وكانت باكستان وإيران بشكل خاص، ملجأ لملايين الأفغان الذي فروا من الاحتلال السوفياتي الذي استمر عقدًا، ومن نظام طالبان في التسعينيات.

وبدأت المخيمات البدائية الشديدة الاكتظاظ والمستجدة في قندهار، بالتسبب في مشكلات صحية. وقال الطبيب محمد عارف شكيب لوكالة فرانس برس: "نعالج ما بين 250 و300 مريض يوميًا". وأضاف "كثيرون منهم أطفال مصابون بالإسهال والإنفلونزا وأمراض جلدية. نعاني من الضغط".

ويشعر عدد كبير من سكان المخيم بالارتباك إزاء محنتهم، وخصوصًا فيما يوشك العدو اللدود لطالبان، أي القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة التي أطاحت الحركة، على الرحيل.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close