أصيب اليوم الخميس شاب فلسطيني بجروح خطرة، بالإضافة إلى إصابة حالات بالاختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، فيما اقتحم الاحتلال ومستوطنوه مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، في الوقت الذي أدانت فيه وزارة الخارجية الفلسطينية جرائم الإعدامات الميدانية بحق الفلسطينيين.
وفي السياق، أُصيب بعد ظهر اليوم الخميس، شاب فلسطيني بجروح حرجة في الرأس والصدر، في حين أصيب عدد آخر بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، كما أصيب مصورون صحافيون بجروح، خلال المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب تشييع جثمان الشهيد الطفل محمد مؤيد العلامي (11 عامًا) في بلدة بيت أمر، جنوب الضفة الغربية المحتلة.
#صور.. مواجهات عنيفة مع الاحتلال في بيت أمر بالخليل في أعقاب تشييع جثمان الشهيد الطفل محمد العلامي. pic.twitter.com/SVIH4Lg3fn
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 29, 2021
وأفادت وزارة الصحة في رام الله، بوصول إصابة حرجة بالرصاص الحي إلى مستشفى الميزان بالخليل، وأدخلت إلى غرفة العمليات.
وشاركت جماهير غفيرة من أهالي بلدة بيت أمر والبلدات المجاورة في تشييع جثمان الشهيد الطفل العلامي إلى مثواه الأخير في مقبرة البلدة.
فلسطينيون يشيعون جثـــمان الشــهيد الطفل محمد العلامي في بيت أمر شمال #الخليل.#فلسطين pic.twitter.com/nuBZm0MEeU
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 29, 2021
واستشهد العلامي أمس الأربعاء، متأثرًا بجروح حرجة في الصدر أصيب بها برصاص الاحتلال في بلدة بيت أمر، شمال الخليل (جنوبي الضفة)".
الاحتلال يخطر بوقف العمل في منشآت زراعية بالأغوار
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، اقتحمت قوات الاحتلال اليوم الخميس، منطقة أم الجمال بالأغوار، وأخطرت عدة عائلات بوقف العمل في منشآتها.
وقال مسؤول ملف الأغوار بمحافظة طوباس معتز بشارات: إن "قوات الاحتلال اقتحمت الخربة، وأخطرت بوقف العمل في منشآت زراعية تعود لأربعة مواطنين، وهم: عادل محمد عليان عوض، وسليمان محمد كعابنة، وحمد عليان عوض، وفاطمة نصار سليمان كعابنة.
كما اقتحم مستوطنون اليوم المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية، شمال نابلس في الضفة الغربية.
وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم: إن "عددًا من مسؤولي المستوطنات اقتحموا الموقع الأثري في البلدة، وسط إجراءات عسكرية مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف أن قوات الاحتلال أغلقت الموقع الأثري والطرق المؤدية إليه، لتأمين اقتحام المستوطنين، مشيرًا إلى أن الأشهر الماضية شهدت اقتحامات أسبوعية من قبل المستوطنين، لهذا الموقع.
وزارة إسرائيلية تمنح المستوطنين آلاف الدونمات بالضفة
في غضون ذلك، منحت وزارة الزراعة الإسرائيلية المستوطنين تراخيص بالسيطرة على آلاف الدونمات الزراعية الفلسطينية المحيطة بـ 6 بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وفقًا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وبينت الصحيفة أن منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية حصلت على رد من الحكومة الإسرائيلية بأنها خصصت 8500 دونمًا من الأراضي الفلسطينية لصالح تلك البؤر لغايات الرعي والأعمال الزراعية.
وقالت: إن الوزارة دعمت 3 منظمات إسرائيلية ترسل متطوعين للعمل في تلك البؤر بمبالغ تصل لنحو 4 ملايين شيقل سنويًا.
وعقبت الوزارة الإسرائيلية قائلة إنها منحت تصاريح الرعي والزراعة بناءً على توصيات من الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال.
الاحتلال يجمد قرار تهجير ثلاث عائلات من حي الشيخ جراح
وعلى صعيد تطورات حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، أصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، قرارًا بتجميد تهجير ثلاث عائلات من حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
وقال المحامي سامي ارشيد: إن محكمة الاحتلال العليا وافقت على طلب تقدم به والمحامي حسني أبو حسين، لتجميد قرار تهجير عائلات (الدجاني، وحماد، والداهودي) من حي الشيخ جراح، الذي كان من المفروض أن يدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من مطلع شهر أغسطس/آب المقبل.
وأضاف أن المحكمة المذكورة وافقت على تجميد القرار المقدم لها باسم العائلات الثلاث، إلى حين الانتهاء من إجراءات طلب الاستئناف المنظور فيه أمام المحكمة ذاتها.
ومن المقرر أن تنظر محكمة الاحتلال في الثاني من شهر أغسطس المقبل في قرار إخلاء أربع عائلات أخرى في حي الشيخ جراح، وهي: (الجاعوني، واسكافي، والكرد، والقاضي).
وكانت سلطات الاحتلال قد أصدرت في سبتمبر/أيلول 2020 قرارًا بإخلاء أربع عائلات من الحي، وهي: (اسكافي، والكرد، والجاعوني والقاسم)، وتبعه قرار آخر في الشهر الذي يليه يقضي بإخلاء ثلاث عائلات أخرى، وهي: (الدجاني، وحماد، والداهودي)، لصالح مستوطنين يدعون ملكيتهم للأرض.
الخارجية: البيانات "لا تسمن ولا تغني من جوع"
وعلى المستوى الرسمي، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين "جرائم الإعدامات الميدانية المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين المسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين، دون أي مبرر ودون أن يشكلوا أي خطر على جنود الاحتلال".
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تلك الجرائم الممنهجة والمتعمدة، باعتبارها أحد أشكال تعامل الاحتلال مع الفلسطينيين، "وسط جنون من الاستباحة ليس فقط لحياة الفلسطيني، وإنما أيضًا لأرضه وممتلكاته ومقدساته ومصادر رزقه وصموده في وطنه".
وأكدت الوزارة أن "صمت المجتمع الدولي على جرائم الإعدامات الميدانية، أو الاكتفاء ببعض بيانات الإدانة الشكلية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، أو تكديس القرارات الأممية التي لا تنفذ، بات يشجع دولة الاحتلال ومستوطنيها على ارتكاب مثل تلك الجرائم، إن لم يكن تواطؤًا معها وتغطية عليها".
وطالبت الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه جريمة الاحتلال والاستيطان، والخروج من دائرة الإسهاب في تشخيص الحالة وإطلاق المطالبات والمناشدات لدولة الاحتلال، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لإجبار دولة الاحتلال على الالتزام الفوري بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وطالب مجلس الأمن خلال جلسة أمس الأربعاء إسرائيل بوقف هدم ومصادرة الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية وتسهيل إعادة الإعمار في غزة والسماح بدخول المساعدات.