الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

رئيسي يؤدي اليمين الدستورية.. إيران بمواجهة التحديات الداخلية والخارجية

رئيسي يؤدي اليمين الدستورية.. إيران بمواجهة التحديات الداخلية والخارجية

Changed

سيؤدي رئيسي اليمين الدستورية أمام البرلمان (غيتي)
سيؤدي رئيسي اليمين الدستورية أمام البرلمان (غيتي)
رجّحت وسائل إعلام محلية أن يطرح رئيسي على البرلمان أسماء مرشّحيه للمناصب الحكومية لدراسة منحهم الثقة، من دون أن ينتظر مهلة الأسبوعين التي تتيحها له القوانين.

يؤدي الرئيس الإيراني الجديد المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، اليوم الخميس، اليمين الدستورية أمام البرلمان الإيراني، في بداية ولاية من أربعة أعوام سيكون خلالها أمام تحديات تحسين وضع الاقتصاد الخاضع لعقوبات أميركية والمتأثّر بتبعات الأزمة الصحية.

ويؤدي رئيسي اليمين الدستورية أمام البرلمان في مراسم، من المقرر أن تبدأ عند الخامسة بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي (12:30 ت غ).

ورجّحت وسائل إعلام محلية أن يطرح الرئيس على المجلس، الذي يهيمن عليه المحافظون، أسماء مرشّحيه للمناصب الحكومية لدراسة منحهم الثقة، من دون أن ينتظر مهلة الأسبوعين التي تتيحها له القوانين.

وأفادت وسائل الاعلام الرسمية عن دعوة شخصيات عدة لحضور أداء اليمين، مثل الرئيس العراقي برهم صالح ورؤساء برلمانات دول مثل سوريا وأوزبكستان وطاجيكستان وأخرى إفريقية.

كما حضر إلى طهران الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا، الوسيط في المفاوضات النووية في فيينا. والتقى مورا، الأربعاء، وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، ويتوقّع أن يمثّل الاتحاد الأوروبي في حفل أداء اليمين، وفق وسائل إعلام محلية.

ملفات شائكة

وسيكون الرئيس السابق للسلطة القضائية البالغ 60 عامًا، أمام ملفات خارجية شائكة في مطلع ولايته، أبرزها التوترات مع الغرب ومفاوضات إحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي الذي انسحبت منه واشنطن أحاديًا قبل ثلاثة أعوام.

وفاز رئيسي في انتخابات يونيو/ حزيران، ويخلف المعتدل حسن روحاني الذي طبعت عهده (2013-2021) سياسة انفتاح نسبي على الغرب، كانت أبرز ثمارها إبرام الاتفاق النووي عام 2015 في فيينا، ما أتاح رفع العديد من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على الجمهورية الإسلامية.

وفي خطابه بعد تنصيبه الثلاثاء من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي، ركّز رئيسي على أولوية الوضع الاقتصادي.

وقال: "نسعى بالطبع الى رفع الحظر الجائر، لكننا لن نربط ظروف حياة الأمة بإرادة الأجانب"، مضيفًا: "لا نرى أن الوضع الاقتصادي للشعب ملائم، بسبب عدائية الأعداء، وأيضًا بسبب المشكلات والثغرات في داخل البلاد".

ودخلت إيران في أزمة اقتصادية ومعيشية حادة، عقب قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديًا من الاتفاق النووي، وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران ضمن سياسة "ضغوط قصوى" اعتمدها على مدى أعوام.

ويتولّى رئيسي منصبه، بينما تخوض إيران مع القوى الكبرى، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات لإحياء الاتفاق النووي من خلال تسوية ترفع واشنطن بموجبها عقوباتها على طهران، في مقابل عودة إيران للالتزام بتعهّدات نووية تراجعت عنها بعد الانسحاب.

كما يأتي العهد الرئاسي الجديد في ظل توتر متجدّد على خلفية توجيه الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل اتهامات لإيران باستهداف ناقلة نفط "ميركر ستريت" التي يشغّلها رجل أعمال إسرائيلي في بحر العرب الأسبوع الماضي، وهو ما نفته طهران بشدة.

تحديات عدة

وأفاد الموقع الالكتروني للرئاسة بأن رئيسي بدأ نشاطه في مقرّ الرئاسة اعتبارًا من أمس الأربعاء، فترأس اجتماعًا لمسؤولين معنيين بمكافحة كوفيد-19، إضافة الى اجتماع لوزراء في حكومة الرئيس المنتهية ولايته.

وتصدّرت صورة رئيسي خلال حفل التنصيب إلى جانب خامنئي، الصفحات الأولى للصحف الإيرانية الصادرة الأربعاء، رافقتها تحليلات عن مهماته الجديدة.

ورأت صحيفة "كيهان" المحسوبة على المحافظين المتشدّدين، أن رئيسي سيكون، خلال ولايته على رأس السلطة التنفيذية، أمام "تحديات عدة بسبب العدد المرتفع من المشكلات" التي تُواجهها البلاد، ومنها "نسبة تضخّم غير مسبوقة"، "الأسعار الخيالية للسكن"، و"الفساد".

من جهتها، أبدت صحيفة "شرق" الإصلاحية أملها في أن "تترك الألاعيب السياسية الداخلية مكانها إلى تنافسات ثقافية سليمة"، وأن يتمّ في الحكومة الجديدة الاستماع إلى "أصوات متنوّعة".

ويتوقّع أن يؤدي تولّي رئيسي للرئاسة إلى تعزيز إمساك التيار المحافظ بهيئات الحكم في الجمهورية الإسلامية، بعد الفوز العريض الذي حقّقه في الانتخابات التشريعية التي أُجريت في فبراير/شباط 2020، وشهدت استبعاد آلاف المرشّحين من المعتدلين والإصلاحيين.

ونال رئيسي نحو 62% من الأصوات في الدورة الأولى للانتخابات التي خاضها بغياب أي منافس جدّي بعد استبعاد ترشيحات شخصيات بارزة، وشهدت نسبة مشاركة (48,8%) هي الأدنى في استحقاق رئاسي منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979.

وحضّت صحيفة "جوان" المحافظة الحكومة المقبلة على "وضع مشاريع محدّدة موضع التنفيذ من أجل حلّ المشكلات الطارئة وذات الأولوية" وطي صفحة "جزء كبير من مشاغل الشعب في الوقت الراهن"، خصوصًا في مجالات المياه والكهرباء والتلقيح المضاد لفيروس كورونا.

والشهر الماضي، شهدت مناطق في جنوب غرب إيران احتجاجات على خلفية شحّ المياه، بينما سجّلت انقطاعات للكهرباء في مدن كبرى منذ أسابيع.

وتُعدّ إيران أكثر دول الشرق الأوسط تأثرًا بجائحة كوفيد-19، وسجّلت رسميًا أكثر من 92 ألف وفاة من أصل أكثر من أربعة ملايين إصابة، بينما تمضي حملة التلقيح دون السرعة المأمولة.

تحديات داخلية وخارجية

في هذا السياق، يرى الباحث السياسي محمد صالح صدقيان أن "التحديات أمام رئيسي كبيرة وتتوزع على صعيدين داخلي وخارجي".

وأوضح صدقيان، في حديث إلى "العربي" من طهران، أنه في الموضوع الداخلي، تبرز المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي.

أما خارجيًا، فيلفت صدقيان إلى أن مباحثات فيينا هي أبرز تلك الصعوبات، خصوصًا أنها توقفت بسبب تزامنها مع الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

ويتطرّق الباحث الإيراني إلى موضوع التوترات في بحر عمان، معتبرًا أن إسرائيل تقف خلف هذه الهجمات بهدف عرقلة المباحثات النووية.

 

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close