السبت 18 مايو / مايو 2024

بعد تقدم جبهة تحرير تيغراي.. إثيوبيا تهدد بنشر "قدرات دفاعية كاملة"

بعد تقدم جبهة تحرير تيغراي.. إثيوبيا تهدد بنشر "قدرات دفاعية كاملة"

Changed

استولى مقاتلو جبهة تحرير شعب تيغراي على موقع لاليبيلا التاريخي في أمهرة المدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي بدون قتال (غيتي)
استولى مقاتلو جبهة تحرير شعب تيغراي على موقع لاليبيلا التاريخي في أمهرة المدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي بدون قتال (غيتي)
جاءت تصريحات السلطات غداة استيلاء المقاتلين على لاليبيلا، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في أمهرة، في أحدث منعطف في الصراع المستمر منذ تسعة أشهر.

حذّرت السلطات الإثيوبية اليوم الجمعة من أنها قد تنشر "قدراتها الدفاعية الكاملة" بعد التقدم الذي أحرزه مقاتلو تيغراي في المناطق المجاورة ولا سيّما في أمهرة.

وأثار الخطاب التصعيدي لحكومة رئيس الوزراء أبي أحمد مخاوف من أن يصبح النزاع في إثيوبيا أعنف، رغم نداء الأمم المتحدة والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار من أجل تلبية الحاجات الإنسانية الملحة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان: "إن الحكومة تُدفع إلى تعبئة القدرة الدفاعية الكاملة للدولة ونشرها إذا بقيت مبادراتها الإنسانية لحل سلمي للنزاع بدون خطوات مماثلة من الطرف المقابل".

ولم يتضح على الفور ما هي خطط الحكومة، رغم تحرك وحدات من مناطق مختلفة نحو تيغراي في الأسابيع الأخيرة لدعم الجيش.

ويشهد شمال إثيوبيا نزاعًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعدما أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد قوات للإطاحة بجبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الحاكم في تيغراي والذي هيمن على الساحة السياسية الوطنية على مدى ثلاثة عقود قبل تسلّم أبي السلطة في 2018.

مقاتلو جبهة تحرير شعب تيغراي يتقدمون

وكانت الخطوة ردًا على هجمات نفّذتها الجبهة ضد معسكرات للجيش، بحسب أبي. وتحرّكت جبهة تحرير شعب تيغراي مذاك شرقا باتّجاه عفر وجنوبًا باتّجاه أمهرة.

والخميس، استولى مقاتلو جبهة تحرير شعب تيغراي على موقع لاليبيلا التاريخي في أمهرة المدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي بدون قتال، إذ انسحبت قوات الأمن قبل تقدمهم، بحسب وكالة فرانس برس. وتضم لاليبيلا كنائس منحوتة في الصخر تعود إلى القرن الثاني عشر وكانت وجهة سياحية بارزة في فترة السلم إضافة إلى وجود مطار فيها.

وقال الناطق باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاتشيو رضا في وقت سابق: "إن الجبهة ستواصل تأمين الطرق في شمال أمهرة لمنع القوات الحكومية من إعادة تشكيل صفوفها".

ودعا كبار المسؤولين الأميركيين بمن فيهم مديرة وكالة التنمية الدولية سامانثا باور، التي زارت إثيوبيا الأسبوع الجاري، جبهة تحرير شعب تيغراي إلى الانسحاب، وجميع الأطراف لوقف الأعمال العدائية والتركيز بدلًا من ذلك على التعامل مع "الكارثة" الإنسانية التي يشهدها تيغراي.

إلا أن غيتاتشيو قال: "لن تتم أي خطوة من هذا القبيل إلا إذا رُفع الحصار"، في إشارة إلى القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية. وأضاف: "كما ترون نحن تحت الحصار. سنتأكد من أن أي وسيلة يستخدمها أبي لمواصلة خنق شعبنا لا تمثّل مشكلة خطيرة".

 "مطاردة ساخنة"

وذكر غيتاتشيو أن المقاتلين الموالين لجبهة تحرير شعب تيغراي يشنون "مطاردة ساخنة" ضد قوات إقليم أمهرة التي اتجهت شمالًا من لاليبيلا إلى بلدة سيكوتا.

كما شدد على موقفه بأن الجبهة لا تسعى للسيطرة على أراض في أمهرة وعفر بل تركز على تسهيل إيصال المساعدات، لكنها لا تزال ملتزمة باستعادة مناطق في غرب وجنوب تيغراي احتلتها قوات أمهرة في بدايات الحرب، بحسب ما قال.

وحذّر جناح حزب الازدهار الحاكم الذي ينتمي إليه أبي في أمهرة من أن الجبهة تتحرّك باتّجاه "فخ" عبر الابتعاد عن قاعدتها في تيغراي مضيفًا "وهكذا سنتمكن من معاقبتها بلا رحمة". ورفض قادة أمهرة دعوات الولايات المتحدة وغيرها من القوى الدولية لمغادرة هذه الأراضي، وأشاروا إلى أنها تقع تاريخيًا تحت سلطة أمهرة.

"على الحرب أن تنتهي"

واختتم الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث زيارة أجراها إلى إثيوبيا الأسبوع الجاري بإعلان مفاده "على الحرب أن تنتهي".

وتؤكد الأمم المتحدة أن القتال في تيغراي ترك 400 ألف شخص في ظروف أشبه بالمجاعة فيما تشير تقديراتها إلى أن أكثر من مئة ألف طفل قد يواجهون سوء تغذية شديدًا يشكل تهديدا لحياتهم في الأشهر الـ12 المقبلة.

وصرّح منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث خلال مؤتمر صحافي  اليوم الجمعة بأن الحاجة الماسة إلى المساعدات الغذائية في تيغراي ستستمر حتى العام 2022.

وتتهم جبهة تحرير شعب تيغراي حكومة أبي بمنع وصول المساعدات إلى الإقليم فيما يندد المسؤولون المعنيون بالمجال الإنساني بالعقبات البيرقراطية وغيرها التي تعطّل وصول المعونات.

من جهتها، أوضحت الحكومة أن وقف إطلاق النار من جانب واحد الذي أعلنته أواخر يونيو/حزيران هدفه السماح بدخول المساعدات وتصر على أن هجوم الجبهة يقوّض هذه الجهود. وأعلن مكتب أبيي الجمعة أن 63 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية وصلت إلى ميكيلي، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 220 شاحنة في الأسابيع الأخيرة.

وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية: "إن تحركات المجموعة غير المسؤولة تمتحن صبر الحكومة الفدرالية وتدفعها إلى تغيير موقفها الدفاعي الذي اتخذ من أجل وقف إطلاق النار من جانب واحد لأسباب إنسانية".

"لاليبيلا موقعنا التراثي" 

وأفادت الناطقة باسم الرئيس الإثيوبي بيلين سيوم الخميس بأن أكثر من 300 ألف شخص نزحوا جراء القتال مؤخرًا في أمهرة وعفر.

ونقلت وكالة فرانس برس عن نائب رئيس إقليم أمهرة فانتا مانديفرو قوله: "إن المتمرّدين ارتكبوا انتهاكات تشمل عمليات قتل واغتصاب".

لكن غيتاتشيو رفض الاتهامات قائلًا: "الحقيقة هي أننا نعمل مع السكان لضمان تمكّنهم من المضي قدمًا بشؤونهم الحياتية بشكل طبيعي بقدر الإمكان".

من جانبها، حضت الخارجية الأميركية الخميس المقاتلين على حماية لاليبيلا، فيما اعتبر غيتاتشيو أن المخاوف في هذا الصدد في غير محلها. وقال: "نعرف ما تعنيه حماية المواقع التراثية. لاليبيلا موقعنا التراثي أيضا. عليهم ألا يقلقوا بشأن حماية قواتنا لاليبيلا".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close