الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

ملف إيران أولوية.. ما أبعاد زيارة مدير المخابرات الأميركية لإسرائيل؟

ملف إيران أولوية.. ما أبعاد زيارة مدير المخابرات الأميركية لإسرائيل؟

Changed

يريد رئيس الحكومة الإسرائيلي اقتناص الفرصة بهذه الزيارة، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس جو بايدن، وقبل أن تستأنف المباحثات النووية الشهر المقبل.

أجرى مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز محادثات في إسرائيل، الأربعاء، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.

وبحسب بيان أصدره مكتب بينيت، فإن البحث تركز على الوضع في الشرق الأوسط مع التركيز على إيران وإمكانات توسيع التعاون الإقليمي وتعزيزه.

وأشار البيان إلى لقاء بيرنز بدافيد بَرْنياع الرئيس الجديد لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) وبحث الجانبان في برنامج إيران النووي و"تحديات إقليمية أخرى".

عقاب دولي

ويحاول بينيت، الغاضب من إيران، منع التئام الاتفاق النووي، الذي عجز سلفه بنيامين نتنياهو عن القضاء عليه.

وتُتهم إيران هذه الأيام، من قبل إسرائيل والغرب، بضرب أمن البحار، بعدما استُهدفت أكثر من سفينة تملكها شركات إسرائيلية، آخرها ميرسر ستريت، رغم نفي إيران مسؤوليتها، وعدم تقديم الغرب أي أدلة لاتهاماته.

ويريد بينيت اقتناص الفرصة بهذه الزيارة، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس جو بايدن، وقبل أن تستأنف المباحثات النووية الشهر المقبل.

وتقدّم إسرائيل حججًا لأميركا بأن "إيران لا تريد العودة للاتفاق النووي"، وأن "طهران تماطل في مشروعها النووي عبر سياساتها في المنطقة"، وأن الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي "ليس أهلًا للثقة، ولا فائدة من التفاوض معه".

ويعمل رئيس الحكومة الإٍسرائيلية على إصدار "عقاب دولي" لا يتوقف على التراجع عن الاتفاق النووي، ويصل إلى معاداة طهران وتضييق الخناق عليها.

حدود اللعب مع إيران

في هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر حسن البراري أن هذا التحرك الأميركي يأتي "انسجامًا مع الاستراتيجية الأميركية المبنية على الرغبة في العودة إلى الاتفاق النووي، دون توتير العلاقات الإسرائيلية الإيرانية".

ويوضح، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أن مدير المخابرات الأميركي كان قد قام بعدد من الاجتماعات السرية مع مسؤولين إيرانيين في سلطنة عمان قبل إبرام الاتفاق النووي عام 2015، وبالتالي فهو خبير بشؤون المنطقة.

ويقول: لا يأتي المسؤول الأميركي إلى إسرائيل بصفته الحالية فقط، بل كخبير أيضًا، بهدف طمأنة إسرائيل والتأكيد على أن هناك حدودا للعب مع إيران.

ويضيف: "واشنطن لا تريد أن تقوم أي جهة بدور المفسد للجهود الأميركية، خصوصًا أن المفاوضات كانت قريبة جدًا في فيينا، لولا الانتخابات الإيرانية".

ويشير إلى أن "الهدف الأساس من الزيارة هو طمأنة إسرائيل من أن أميركا بجانبها، وتأكيد رغبة واشنطن بأن تنضوي تل أبيب ضمن الجهود الأميركية لوقف المشروع النووي الإيراني".

مستوى العلاقات

من جهته، يشير الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت إلى أن هذه الزيارة ترتبط بالزيارات الأميركية الأخيرة، وأبرزها زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل.

ويوضح، في حديث إلى "العربي" من حيفا، أن هذه الزيارات تدل على مستوى العلاقة القائمة بين واشنطن وتل أبيب في عهد الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

ويؤكد أن "الهدف الرئيس في ما يتعلق بإيران، هو تنسيق الرد المشترك على الاستفزازات الإيرانية في البحر".

ويلفت إلى أن "المسؤول الأميركي سيتطرق خلال زيارته إلى الضفة الغربية، إلى المسألة الفلسطينية ودعم السلطة برئاسة محمود عباس، بوجه الصعود السياسي لحركة حماس".

حشد الحلفاء

بدوره، يرى الباحث في شؤون الخليج شيغورد نيوباور أن هذه الزيارة تؤكد نهج الرئيس جو بايدن القائم على تعدد الأطراف.

ويشير، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن هذا النهج ظهر أيضًا من خلال تحسين العلاقات مع الأردن والسعودية.

ويؤكد نيوباور أن واشنطن تريد أيضًا من زيارة الضفة الغربية وقف صعود حركة حماس في وجه السلطة الفلسطينية.

ويضيف: "إدارة بايدن تحاول حشد حلفائها في المنطقة، لزيادة الضغط على إيران والتحضير للرد على الهجمات الإيرانية في البحر".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close