الجمعة 17 مايو / مايو 2024

9 عواصم ولايات أفغانية "في قبضتها".. طالبان تتقدم وبايدن "ليس نادمًا"

9 عواصم ولايات أفغانية "في قبضتها".. طالبان تتقدم وبايدن "ليس نادمًا"

Changed

تشهد أفغانستان حركة نزوح جماعي للمدنيين على وقع تقدم حركة طالبان المتواصل (غيتي)
تشهد أفغانستان حركة نزوح جماعي للمدنيين على وقع تقدم حركة طالبان المتواصل (غيتي)
باتت طالبان التي تحقق تقدّمًا بوتيرة متسارعة منذ بدء انسحاب القوات الأجنبية، تسيطر على عواصم تسع ولايات من أصل 34 تضمّها أفغانستان.

كشف نائب أفغاني، اليوم الأربعاء، أن حركة طالبان استولت على مدينة فايزاباد في شمال أفغانستان، وهي تاسع عاصمة ولاية يسيطر عليها المقاتلون في أقل من أسبوع، في وقت أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن أنّه "ليس نادما" على قراره سحب قواته، داعيًا الأفغان الى التحلي "بعزيمة القتال".

وقال النائب ذبيح الله عتيق لوكالة فرانس برس: "في وقت متأخر من ليل أمس كانت القوات الأمنية لا تزال تقاتل طالبان منذ عدة أيام، لكنها تعرضت لضغط شديد"، مضيفًا: "طالبان استولت على المدينة الآن، والجانبان تكبدا خسائر فادحة".

وكان مقاتلو حركة طالبان فرضوا سيطرتهم على مدينتي فراح، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه في غرب أفغانستان، وبل خمري، عاصمة ولاية بغلان في شمال البلاد، وسط نزوح جماعي للمدنيين على وقع تقدم الحركة المتواصل.

وقال مأمور أحمد زاي النائب عن ولاية بغلان لفرانس برس: إن مقاتلي "طالبان هم الآن في المدينة، لقد رفعوا رايتهم في الساحة المركزية وعلى مكتب الحاكم"، موضحًا أن القوات الأفغانية انسحبت.

وأفاد ضابط شارك الأحد في المعارك ضد الحركة بأن "مقاتلي طالبان أحرقوا أماكن عدة في المدينة بينها مطعمان".

بايدن: على الأفغان التحلّي بعزيمة القتال

في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في حوار مع الصحافيين في البيت الأبيض: "لست نادمًا على قراري"، في إشارة إلى قرار سحب القوات الأجنبية من أفغانستان.

ومن المفترض أن يُنجز الانسحاب بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري، بعد 20 عامًا على غزو القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة أفغانستان إثر هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

وأضاف بايدن أن على الأفغان "أن يتحلوا بعزيمة القتال" و"عليهم أن يقاتلوا من أجل أنفسهم، من أجل أمتهم".

وتبدي الولايات المتحدة بشكل متزايد استياءها إزاء ضعف القوات الأفغانية التي عمل الأميركيون على تدريبها وتمويلها وتسليحها.

وأشار المتحدث باسم الخارجية الاميركية نيد برايس إلى أنّ القوات المسلحة الأفغانية "متفوقة عددًا بشكل كبير" على طالبان ولديها "القدرة على إلحاق خسائر أكبر" بمقاتلي الحركة.

وقال: "فكرة أن تقدم طالبان لا يمكن وقفه لا تعكس الواقع على الأرض".

طالبان تتقدم بوتيرة متسارعة

ومنذ الجمعة، استولت طالبان على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غرب البلاد عند الحدود مع إيران وعلى شبرغان معقل زعيم الحرب عبد الرشيد دوستم وعلى قندوز الكبيرة الواقعة في شمال شرق البلاد، وكذلك على ثلاث عواصم هي ساري بول وتالقان وإيبك.

ويبدو أن الحركة لا تفكر في إبطاء الوتيرة السريعة لتقدمها في الشمال، حيث ضيقت الخناق على مزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ. وفي حال سقطت، تخرج هذه المنطقة عن سيطرة الحكومة بالكامل.

ولطالما اعتُبر شمال أفغانستان معقلًا للمعارضة في وجه طالبان، فهناك واجه عناصر الحركة أقوى مقاومة عندما وصلوا إلى السلطة في التسعينيات.

والثلاثاء، هاجم مقاتلو طالبان أحياء في الضواحي الملاصقة لمزار الشريف، مما دفع الهند إلى حث مواطنيها على مغادرتها، لكن تم صدهم، بحسب وكالة فرانس برس.

محادثات "سلام" مستمرة في الدوحة

وفيما تحتدم المعارك في الشمال وحول قندهار ولشكركاه في الجنوب، وهما معقلان تاريخيان لطالبان، تستضيف الدوحة اجتماعًا دوليًا مع ممثلين من قطر والولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة وأوزبكستان وباكستان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وبدأت المحادثات بين الأطراف الأفغان في سبتمبر/ أيلول الماضي في الدوحة عاصمة قطر، في إطار اتفاق السلام المبرم في فبراير/ شباط 2020 بين طالبان وواشنطن الذي ينص على انسحاب القوات الأجنبية الكامل من أفغانستان.

ورغم تضاؤل الآمال في أن تؤدي المحادثات إلى نتيجة ملموسة، حث المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد طالبان على "وقف هجومها العسكري والتفاوض على اتفاق سياسي".

ودفعت أعمال العنف عشرات آلاف المدنيين إلى الفرار من منازلهم في جميع أنحاء البلاد، حيث اتُهمت حركة طالبان بارتكاب العديد من الفظائع في الأماكن الخاضعة لسيطرتها. 

طالبان "تريد استقالة" حكومة أشرف غني

ويعتبر المستشار السابق للرئيس الأفغاني طارق فرهادي أنّ السؤال الأكبر هو "كيف يمكن أن تقنع الطرف الرابح في أي حرب أن يوقف المكاسب من أجل المفاوضات".

وإذ يشير فرهادي، في حديث إلى "العربي"، من جنيف، أنّ حركة طالبان، إذ تتقدّم على الأرض، تحاول فرض ثمن أغلى وتكلفة أعلى لأي نوع من الاتفاق، وهي تريد استقالة حكومة أشرف غني.

ويلفت إلى أنّ عناصر الحركة قالوا إنهم لا يريدون أن يحكموا بأنفسهم، "لكن من المؤكد أن خطة المجتمع الدولي كانت تقوم على أن يتوصل الطرفان إلى حكومة مشتركة، وهذا يبدو بأنه لن يحصل الآن لأنّ طالبان رفعت من الثمن المقابل الذي تريده".

ويعرب عن اعتقاده "بأننا سنشهد المزيد من سفك الدماء إلى أن نرى نوعًا من التوازن في أرض المعركة"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّه "ما من فرصة أمام القوات الأفغانية لاستعادة معظم الأراضي التي فقدت السيطرة عليها". ويلفت إلى أنّ معظم هذه القوات "انهارت"، والجنود "يستسلمون".

ويخلص إلى أنّه "على الحكومة الأفغانية أن تقدم بعض التنازلات وأن تقبل بحكومة انتقالية حيث لا نرى قيادة الحكومة من الأطراف نفسها في كابل".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close