الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

أفغانستان.. طالبان تسيطر على مدينة جلال آباد وواشنطن تجلي دبلوماسييها

أفغانستان.. طالبان تسيطر على مدينة جلال آباد وواشنطن تجلي دبلوماسييها

Changed

حركة طالبان تواصل تقدمها في أفغانستان
حركة طالبان تواصل تقدمها في أفغانستان (غيتي)
تواصل حركة طالبان تقدمها والسيطرة على مزيد من المدن في أفغانستان فيما بدأت الولايات المتحدة بإجلاء دبلوماسييها من سفارتها في كابُل.

سيطرت حركة طالبان، صباح الأحد، على مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان، بحسب ما أفاد سكّان، لتُصبح بذلك العاصمة كابُل آخر مدينة كبيرة لا تزال تحت سيطرة الحكومة. 

وقال أحمد والي، وهو من سكّان جلال آباد: "استيقظنا هذا الصباح (ووجدنا) أعلام طالبان البيضاء في كلّ أنحاء المدينة. إنّهم في المدينة. دخلوا من دون قتال". 

كما أعلنت حركة طالبان من جهتها على وسائل التواصل الاجتماعي أنّها سيطرت على المدينة.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة: "قبل لحظات دخل المجاهدون جلال آباد عاصمة ننغرهار. كل المناطق الآن تحت سيطرتهم".

واشنطن تجلي دبلوماسييها

في غضون ذلك، قال مسؤولان أميركيان لـ"رويترز": إن الولايات المتحدة بدأت في إجلاء دبلوماسييها من سفارتها في كابُل.

وقال أحد المسؤولين: "لدينا مجموعة صغيرة من الناس تغادر الآن ونحن نتحدث، وأغلب الموظفين مستعدون للمغادرة... السفارة تواصل عملها".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن أمس السبت، رفع عديد القوات الأميركية المرسلة إلى أفغانستان للمشاركة في إجلاء طاقم السفارة ومدنيين أفغان إلى خمسة آلاف عنصر.

وحذّر بايدن حركة طالبان الزاحفة إلى كابل من عرقلة هذه المهمة ومتوعدًا إياها برد عسكري أميركي سريع وقوي إذا ما هاجمت مصالح أميركية.

تقدم شامل

وكانت الحركة سيطرت أيضًا على مزار شريف عاصمة ولاية بلخ مستكملة بذلك استحواذها على عواصم الولايات التسع التي تشكّل الشمال الأفغاني الذي يُعد معقلًا تقليديًا لأشرس معارضي الحركة ومن أبرزهم قائد الحرب الأوزبكي عبد الرشيد دستم.

وشدد الرئيس الأفغاني أشرف غني على أن إعادة التعبئة العامّة للقوات المسلحة في أفغانستان أولوية قصوى مشيرًا إلى وجود مشاورات موسّعة لوقف القتال.

ودخلت الحركة خلال ساعات عواصم ولايات باكتيكا وكونر وباكتيا على الحدود الباكستانية.

الحركة تعين حكامًا للولايات

وبدأت طالبان تتصرف كأنها دولة وفرزت شرطة لتأمينِ الطرقات، كما عيّنت حكامًا للولايات وفرقًا لجَرد الممتلكاتِ العموميةِ، كما احتفلت بتدشين إذاعتها.

ولم يبقَ للحكومة الافغانية سوى تسع ولايات أو أقل، بينها كابل التي تحيط بها طالبان من ستِ ولايات مجاورة.

ردود فعل عربية وأجنبية

وفي المواقف، حث وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حركة طالبان على خفض التصعيد ووقف إطلاق النار بما يسهم في تسريع الجهود للتوصّل إلى تسوية سياسية شاملة في البلاد.

جاء ذلك خلال اجتماعه في الدوحة برئيس المكتب السياسي لحركة طالبان، الملا عبد الغني برادر.

وأشار بيان الخارجية القطرية إلى أن اللقاء ناقش آخر التطورات الميدانية في أفغانستان وجاء متابعة لمفاوضات السلام الأفغانية الجارية في الدوحة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن عقد جلسة في مجلس الأمن بشأن أفغانستان سيكون مفيدًا إذا ساهم الأمر بمفاوضات عملية.

وأبدى لافروف تأييد بلاده لتسوية سياسية في أفغانستان على أساس قرارات مجلس الأمن.

ورأى أن عقد اجتماع في مجلس الأمن بشأن الأمن في أفغانستان يمكن أن يكون مفيدًا معربًا عن قلق بلاده من التطورات الأخيرة ومن أن يمتد الوضع إلى منطقة آسيا الوسطى.

وقال:" نحافظ على اتصالاتنا مع جميع القوى في أفغانستان، ونرى أن تشكيل توافق ليس بالأمر السهل، الحكومة الأفغانية تأخرت في استئناف المفاوضات في ظل هذا الوضع قررت طالبان حل الوضع بالوسائل العسكرية".

وتعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بدعم بريطانيا لأفغانستان لمنعها من أن تصبح ملاذًا للمتطرفين.

هل تحتاج طالبان إلى تسوية سياسية؟

وفي هذا الإطار، يرى رئيس المركز العربي في واشنطن خليل جهشان أنه من الصعب التفاؤل في ظل هذه التطورات بأن تُحْدِثَ المساعي السياسية أي خرق لوقف تقدّم طالبان.

وأكد جهشان في حديث لـ "العربي" من واشنطن أن "سقوط العواصم الإقليمية في البلاد يشكل انتصارًا كبيرًا لطالبان التي ترى أنها لا تحتاج لا إلى الشرعية الدولية ولا إلى الاتفاق مع أي مجموعة داخلية لإنجاز أي تسوية".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تصبّ اهتمامها في الوقت الحالي على الإسراع في إخلاء مواطنيها لا أكثر ولا أقل، معتبرًا أنها لم تتعلم من دروس الماضي التاريخية ولم تطبق دروس فيتنام لذلك وأن سياستها وصلت إلى طريق مسدود.

وقال: إن قطر تحاول أن تقنع طالبان بأن الحل العسكري لا يجدي نفعًا على المدى الطويل، وتصر على أن تلتزم الحركة وعدها بعدم المس بالعاصمة لوضع حد للأزمة الإنسانية فضلًا عن الأزمة السياسية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close