الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

واشنطن "تستخلص العبر" من حرب أفغانستان.. الحياة تعود تدريجيًا إلى كابل

واشنطن "تستخلص العبر" من حرب أفغانستان.. الحياة تعود تدريجيًا إلى كابل

Changed

تنتظر حركة طالبان تحديات بالجملة مع اكتمال الانسحاب الأميركي من أفغانستان أولها تشكيل حكومة جامعة (غيتي)
تنتظر حركة طالبان تحديات بالجملة مع اكتمال الانسحاب الأميركي من أفغانستان أولها تشكيل حكومة جامعة لكل أطياف الشعب الأفغاني (غيتي)
أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي أنهما يشعران بـ"الألم والغضب" بعد سيطرة طالبان على أفغانستان.

تعود الحياة تدريجيًا إلى ما يشبه المعتاد في العاصمة الأفغانية كابل، مع إنجاز الانسحاب الأجنبي من البلاد، في وقتٍ يبدو المطار أكثر هدوءًا رغم فوضى أحداثه.

وفي حين تبحث حركة طالبان عمّن يقدّم المساعدة في إدارة المطار، ترى في قطر التي احتضنت مفاوضات السلام في أفغانستان شريكًا مثاليًا لتقديم الدعم الفني والتقني.

وفي هذا السياق، أفاد مراسل "العربي" في كابل نقلًا عن مصادر في طالبان أنّ الحركة طلبت رسميًا من قطر المساعدة على تشغيل مطار كابل في أسرع وقت ممكن.

وأضاف مراسلنا أنّ طائرة قطرية تقلّ فريقًا فنيًا حطّت في مطار كابل.

في الوقت ذاته، أعلنت الحكومة البريطانية أنّها أرسلت وفدًا إلى الدوحة للقاء ممثلين عن حركة طالبان لتنسيق خروج آمن لرعاياها من أفغانستان.

واشنطن تشعر بـ"الألم والغضب"

في غضون ذلك، تعهّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي "استخلاص العبر" من حرب أفغانستان، مؤكّدين أنهما يشعران بـ"الألم والغضب" بعدما سيطرت على البلد حركة طالبان، العدوّ اللدود للولايات المتّحدة طوال سنوات الحرب العشرين.

وفي أول تصريح علني له منذ انتهت منتصف ليل الإثنين-الثلاثاء عمليات الإجلاء الفوضوية لـ124 ألف مدني من مطار كابل، قال أوستن: إنّه "لا توجد عملية مثالية على الإطلاق".

وأضاف الجنرال السابق الذي حارب في أفغانستان: "نريد استخلاص كل العبر الممكنة من هذه التجربة".

وخصّص وزير الدفاع حيّزًا من كلامه للإشادة بما وصفها "تضحيات" العسكريين الأميركيين الذين تعاقبوا على الخدمة في أفغانستان منذ 2001 والذين بلغ عددهم التراكمي 800 ألف عسكري سقط منهم في الحرب 2461 عسكريًا، 13 منهم قتلوا في تفجير انتحاري في الساعات الأخيرة من الانسحاب.

كيف سيتعامل الجيش الأميركي مع ما جرى في أفغانستان؟

بدوره، اعترف رئيس الأركان الجنرال مارك ميلي الذي حارب أيضًا في أفغانستان بأنّ الأيام القليلة الماضية كانت "صعبة للغاية من الناحية العاطفية".

وأضاف: "نحن جميعًا ممزّقون بين الألم والغضب والحزن والأسى من جهة، والفخر والصلابة من جهة أخرى". 

وتابع: "سنتعلّم من هذه التجربة"، مؤكّدًا أنّ "ما أوصلنا إلى تلك الحالة ستتم دراسته على مدى سنوات".

وأكّد رئيس الأركان أنّ الجيش الأميركي سيتعامل مع ما جرى في أفغانستان بشفافية وسيستقي العبر من هذه التجربة.

وقال: "نحن، العسكريون، سنتعامل مع هذا الأمر بتواضع وشفافية وصراحة. هناك العديد من الدروس التكتيكية والعملية والاستراتيجية التي يمكن استخلاصها".

"إنّها الديمقراطية"

من جهته أقرّ أوستن بأنّ انتهاء حرب شنّتها الولايات المتّحدة في 2001 للإطاحة بحركة طالبان من السلطة هو أمر قد يكون صعبًا على الجنود الذين فقدوا في أفغانستان إخوة سلاح، وكذلك على أسر العسكريين الذين سقطوا في هذا البلد.

وقال: "أعلم أنّ الأيام القليلة الماضية كانت صعبة بالنسبة إلى كثر منّا. لا ينبغي أن تتوقّعوا من قدامى المحاربين في أفغانستان أكثر من سواهم من الأميركيين. لقد سمعت آراءً قوية للغاية خلال الأيام القليلة الماضية. هذا مهمّ جدًا. إنّها الديمقراطية".

واندلعت الحرب في نهاية 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول التي أودت بحياة 2977 شخصًا في الولايات المتّحدة في يوم واحد ودبّرها زعيم تنظيم القاعدة الذي كان متمركزًا في أفغانستان أسامة بن لادن الذي رفضت حركة طالبان تسليمه لواشنطن.

لكن ما كان يفترض أن يقتصر على عملية عسكرية "انتقامية" تطوّر إلى مشروع ضخم لإعادة بناء أفغانستان لمنع طالبان من العودة إلى السلطة، وهو أمر حصل في غضون أيام قليلة وحتى قبل أن ينجز الأميركيون انسحابهم من كابل.

وخسرت الولايات المتحدة نحو 2500 جندي ودفعت 2313 مليار دولار على مدى 20 عامًا بحسب دراسة أجرتها جامعة براون. وخرجت من أفغانستان وقد تضررت سمعتها بسبب عجزها عن توقع الانتصار السريع لطالبان وطريقة إدارتها لعمليات الإجلاء.

وفي تكرار للانتقادات التي وجهت إليهم على مدى 20 عامًا، غادر الأميركيون وسط أنباء عن "هفوة محتملة" أخيرة الأحد مع سقوط صاروخ على سيارة في كابل كانت تقل عشرة أفراد من العائلة نفسها بينهم أطفال. وقال الجيش الأميركي: إنه يحقق في الأمر.

وتم الانسحاب بشكل طارئ لأن واشنطن لم تتوقع انهيار الجيش والحكومة الأفغانيين بهذه السرعة ووصول طالبان إلى السلطة بعد سيطرتها على كل المدن الكبرى في عشرة أيام.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close