الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

قادت تظاهرات ضد لوكاشنكو.. حكم بالسجن 11 عامًا على معارضة بيلاروسية

قادت تظاهرات ضد لوكاشنكو.. حكم بالسجن 11 عامًا على معارضة بيلاروسية

Changed

ماريا كولينسيكوفا
كوليسنيكوفا هي القائدة البارزة الوحيدة لاحتجاجات العام الماضي غير المسبوقة في بيلاروسيا (غيتي)
كانت كوليسنيكوفا ضمن ثلاثي نسائي إلى جانب زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا وفيرونيكا تسيبكالو، قدن مسيرات الصيف الماضي ضد الرئيس البيلاروسي.

قضت محكمة في بيلاروسيا بسجن ماريا كولينسيكوفا التي تُعدّ بين أبرز شخصيات المعارضة، أحد عشر عامًا اليوم الإثنين بعدما قادت تظاهرات غير مسبوقة ضد الرئيس ألكسندر لوكاشنكو العام الماضي.

كما حُكم على محاميها ماكسيم زناك بالسجن عشر سنوات، وفق خدمة الإعلام التابعة للمرشّح الرئاسي السابق فيكتور باباريكو، الذي أدارت كوليسنيكوفا حملته الانتخابية.

وكوليسنيكوفا هي القائدة البارزة الوحيدة لاحتجاجات العام الماضي غير المسبوقة التي لا تزال في بيلاروسيا، حيث لا تزال محتجزة منذ عام، بعدما قاومت محاولة لترحيلها قسرًا عبر تمزيق جواز سفرها.

تنديد ألماني

وسارعت ألمانيا إلى التنديد بالحكم، إذ قالت متحدثة باسم وزارة خارجيتها للصحافيين: "تدين الحكومة الألمانية الحكم غير المبرّر ضد ماريا كوليسنيكوفا وماكسيم زناك، وتحويل المنظومة القضائية إلى أداة للقمع السياسي في بيلاروسيا".

وينفّذ لوكاشنكو الذي يتولى السلطة منذ عام 1994، حملة أمنية ضد المعارضة منذ الاحتجاجات التي اندلعت عندما أعلن فوزه في انتخابات متنازع عليها.

وفي تسجيل مصوّر من المحكمة بثّته وسائل الإعلام الروسية، ظهرت كوليسنيكوفا التي كانت مكبّلة داخل قفص الاتهام وهي ترسم إشارة قلب بيديها، وهو أمر قامت به مرارًا خلال مسيرات المعارضة.

وكانت تبتسم فيما ظهر جليًا على شفتيها أحمر الشفاه الداكن الذي تشتهر به.

وقال زناك الذي وقف إلى جانبها: "سعداء برؤيتكم أيها المتفرّجون الأعزاء"، وذلك في تسجيل مصوّر قبل تلاوة الحكم.

وتحوّلت كوليسنيكوفا (39 عامًا) والتي كانت عازفة ناي في الأوركسترا السمفونية البيلاروسية، إلى رمز للحراك الاحتجاجي في البلاد.

وتم توقيفها في سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما وضع عناصر استخبارات في بيلاروسيا كيسًا على رأسها وزجّوا بها في حافلة صغيرة واقتادوها إلى الحدود الأوكرانية.

وقاومت محاولة لطردها من البلاد عبر القفز من السيارة بحسب تقارير إعلامية.

"بطلان"

وكانت كوليسنيكوفا ضمن ثلاثي نسائي إلى جانب زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا وفيرونيكا تسيبكالو، قدن مسيرات الصيف الماضي ضد الرئيس البيلاروسي.

وفرّت تسيبكالو وتيخانوفسكايا التي ترشّحت للرئاسة مكان زوجها المسجون من بيلاروسيا.

ووصفت تيخانوفسكايا التي باتت تقيم في ليتوانيا، كلًا من كوليسنيكوفا ومحاميها بـ"البطلين" بعد صدور الحكم. 

وقالت على تويتر: "يريدنا النظام أن نراهما محطّمين ومرهقين. لكن انظروا: إنهما يبتسمان ويرقصان".

وألهمت النساء الثلاث معًا موجة من التظاهرات النسائية.

عقوبات غربية

وعمل زناك (40 عامًا) إلى جانب كوليسنيكوفا لصالح باباريكو، الذي يُعد من بين أقوى معارضي لوكاشنكو، والذي حكم عليه في يوليو/ تموز بالسجن 14 عامًا بتهم تتعلّق بالاحتيال.

وفرضت دول غربية عقوبات على نظام لوكاشنكو على خلفية طريقة تعامله مع ناشطي المعارضة في الداخل والخارج.

وتعرّض رئيس بيلاروس لموجة تنديدات دولية واسعة في مايو/ أيار، عندما أُجبرت طائرة ركاب على تحويل مسارها والهبوط في مينسك ليتم اعتقال معارض كان على متنها.

وتسلّطت الأضواء دوليًا مجددًا على بيلاروسيا في أغسطس/ آب، بعدما قالت رياضية إن فريقها حاول إجبارها على مغادرة أولمبياد طوكيو ومنحتها بولندا تأشيرة إنسانية. وكذلك منحت وارسو تأشيرة إنسانية لرياضية بيلاروسية ثانية أعلنت أنه "خطير" بالنسبة إليها أن تبقى في بلدها، وفق ما أفادت وكالة الأنباء البولندية الإثنين.

وعُثر على ناشط معارض في المنفى مشنوقًا في حديقة في أوكرانيا.

لكن مع تراجع زخم الاحتجاجات وسعي السلطات للقضاء على ما تبقى من جيوب المعارضة، لم تظهر أي مؤشرات تدل على استعداد لوكاشنكو للتنحي، فيما لا يزال يحظى بدعم حليفته الأهم روسيا.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close