الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

سحب تمويل "القبة الحديدية" الإسرائيلية يثير الجدل في الكونغرس الأميركي

سحب تمويل "القبة الحديدية" الإسرائيلية يثير الجدل في الكونغرس الأميركي

Changed

قدّمت الولايات المتحدة أكثر من 1.6 مليار دولار لإسرائيل لتطوير وبناء نظام القبة الحديدية (غيتي)
قدّمت الولايات المتحدة أكثر من 1.6 مليار دولار لإسرائيل لتطوير وبناء نظام القبة الحديدية (غيتي)
أثار الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي عاصفة من ردود الفعل الغاضبة، بعدما سحبوا مبلغ مليار دولار مخصّصة لتمويل القبة الحديدية في إسرائيل.

أعلن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي ستيني هوير أمس الثلاثاء، أنّ المجلس سيصوّت "قبل نهاية الأسبوع" على مشروع قانون يتضمّن تمويلًا لمنظومة الدرع الصاروخية الإسرائيلية، وذلك ردًا على الجدل الحادّ الذي أثاره سحب الديمقراطيين هذا التمويل من مشروع قانون آخر.

وقال هوير أمام المجلس: "لقد تحدّثت إلى وزير الخارجية (الإسرائيلي) يائير لابيد قبل ساعتين فقط، وأخبرته أنّ هذا النصّ سيُقرّ في المجلس". 

"إقرار النص بآلية معجلة"

وأكّد زعيم الأغلبية الضئيلة أنّه يعتزم أن يطرح "على التصويت قبل نهاية هذا الأسبوع مشروع قانون سيموّل بالكامل القبّة الحديدية"، مشدّدًا على أنّ هذه المنظومة "دفاعية" و"أساسية تمامًا" لأمن إسرائيل.

وأوضح أنّه سيستخدم لإقرار هذا النصّ آلية معجّلة، تقضي بأن تتمّ الموافقة عليه بأغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين أو بتصويت شفهي بالإجماع. 

وبعد إقراره في مجلس النواب، يتعيّن على مجلس الشيوخ إقرار النصّ بدوره كي يحال إلى الرئيس جو بايدن لتوقيعه ونشره قانونًا نافذًا. 

وأكّد هوير أنّ "الرئيس يريد أن تتمّ الموافقة على هذا النصّ"، وكذلك يفعل جميع القادة الديمقراطيين في الكونغرس.

ردود فعل غاضبة

وفي وقت سابق من الثلاثاء، أثار الديمقراطيون في مجلس النواب عاصفة من ردود الفعل الغاضبة بعدما سحبوا من مشروع قانون آخر مبلغ مليار دولار مخصّصة لتمويل هذا النظام المضادّ للصواريخ.

وبحسب وسائل إعلام أميركية، فإنّ الديمقراطيين سحبوا هذا المبلغ من مشروع قانون مخصّص لتمويل الحكومة الفدرالية، بعد ضغوط مارسها عليهم نواب من الجناح اليساري للحزب رفضوا أن يتمّ الربط في نصّ واحد بين القبّة الحديدية وتمويل حكومتهم.

وما أن سُحب هذا التمويل من مشروع قانون تمويل الحكومة الفدرالية حتى سارع القادة الديمقراطيون إلى التأكيد على أنّ تمويل القبة الحديدية سيتمّ، ولكن في مشروع قانون الميزانية السنوية لوزارة الدفاع الأميركية، مشدّدين على أنّه لن يكون هناك أي "انقطاع" في هذا التمويل.

لكنّ الخطوة الديمقراطية كانت كافية لإثارة حنق الأقلّية الجمهورية وغضب بعض الديمقراطيين المعتدلين.

وسارع زعيم الأقليّة الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي إلى اتّهام خصومه الديمقراطيين "بالإذعان لنفوذ نوابهم الراديكاليين المعادين للسامية"، في حين أعرب بعض الديمقراطيين الوسطيين عن أسفهم للخطوة التي أقدم عليها زملاؤهم.

وكان القادة الجمهوريون قد أعلنوا أنّهم لن يصوّتوا في مجلس الشيوخ لصالح مشروع القانون، الذي سُحب منه تمويل القبة الحديدية، في قرار يعني عمليًا وأد هذا النصّ في المهد.

لكنّ هذا الأمر لم يمنعهم مع ذلك من أن يصبّوا جام غضبهم على خصومهم الديمقراطيين. 

وكتب السناتور المحافظ تيد كروز في تغريدة على تويتر: "أمر مأسوي. الزعماء الديمقراطيون يستسلمون لليسار المعادي للسامية". 

كما أعرب عدد من الديمقراطيين المعتدلين عن غضبهم من الضغط الذي مارسه زملاؤهم اليساريون.

وكتب النائب دين فيليبس في تغريدة على تويتر: "لا أصدّق أنّ بعض الزملاء الديمقراطيين" يفضّلون أن يصوّتوا ضدّ قانون لتمويل الحكومة، "على أن يدافعوا عن أحد أهمّ حلفائنا".

بدورها، رأت النائبة الديمقراطية إليسا سلوتكين، وهي محلّلة سابقة في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، أنّ الاعتراض على تمويل "القبة الحديدية" خطوة "غير مسؤولة"، أظهرت "الرغبة في مهاجمة شيء ما، أيّ شيء، ما دام يتعلّق بدولة إسرائيل".

والولايات المتحدة قدّمت بالفعل أكثر من 1.6 مليار دولار لإسرائيل لتطوير وبناء نظام القبة الحديدية، وفقًا لتقرير هيئة أبحاث الكونغرس الأميركي العام الماضي. وهذا يعكس الدعم القوي الدائم لإسرائيل بين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.

وأوضح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في بيان، أن سحب التمويل "تأجيل فني"، وأن زعماء الحزب الديمقراطي الأميركي أكدوا له أنه سيتم تحويل مبلغ تمويل القبة الحديدية قريبًا.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close