حذرت حركة طالبان، اليوم الأربعاء، من العواقب إذا لم توقف الولايات المتحدة إطلاق طائرات مسيّرة في المجال الجوي الأفغاني، وذلك بعد يوم من تصريحات أميركية اتهمت فيها الحركة بأنها "لم تقطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة".
وقالت طالبان في بيان على تويتر: "الولايات المتحدة انتهكت بتسيير هذه الطائرات في أفغانستان جميع الحقوق والقوانين الدولية، وكذلك التزامًا قطعته لطالبان في الدوحة".
وأضاف البيان: "نناشد جميع الدول، خاصة الولايات المتحدة، أن تعامل أفغانستان في ضوء الحقوق والقوانين والالتزامات الدولية.. من أجل تجنب أي عواقب سلبية".
وكان ذبيح الله مجاهد وكيل وزارة الثقافة والإعلام في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية قال: إن طائرات أميركية دون طيار انتهكت الأجواء الأفغانية مرات عدة خلال الأيام الماضية دون التنسيق مع السلطات في كابل، وهو ما يخرق الاتفاقيات الدولية والتزامات اتفاق الدوحة.
وأكد أن" الولايات المتحدة انتهكت القوانين الدولية بما يخرق تفاهمات اتفاق الدوحة والالتزامات المبرمة في قطر"، مشددًا على أنه يتحتم على واشنطن أن "تتحمل مسؤولياتها وتمتنع عن كل ما يضر اتفاق الدوحة وحركة طالبان".
واشنطن: "طالبان لا تزال منظمة إرهابية"
إلى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي: إنّ طالبان كانت ولا تزال منظمة إرهابية ولم تقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة.
وأضاف أنّ بلاده سترى ما إذا كانت الحركة ستعزز سلطتها في البلاد.
ومن جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ عملية إجلاء القوات الأميركية من أفغانستان هي الأكبر في تاريخ البلاد حيث تم تنفيذها خلال 17 يومًا، موضحًا أن الظروف لم تكن مثالية.
وأضاف أوستن خلال جلسة استماع بالكونغرس أنّ العمليات لا زالت جارية لإخراج الأميركيين الذين يرغبون في المغادرة.
About airspace of Afghanistanhttps://t.co/3SmnYkCpHN pic.twitter.com/huIue3NXD2
— Zabihullah (..ذبـــــیح الله م ) (@Zabehulah_M33) September 29, 2021
تضارب أميركي
وفي سياق متصل، أفاد مراسل "العربي" في واشنطن زيد بنيامين بأن هناك تضاربًا في تصريحات وقرارات ومواقف المسؤولين الأميركيين بالملف الأفغاني.
وأشار إلى أن جلسة الاستماع تعد "الأكثر ضررًا" لإدارة الرئيس جو بايدن، حيث غياب التنسيق بين رئيس هيئة الأركان المشتركة والرئيس الأميركي.
ونقل أن القادة العسكريين أوصوا بالبقاء العسكري في أفغانستان، إلا أن بايدن تجاهل تلك التوصية، رغم التحذيرات من الانهيار السريع للأوضاع في أفغانستان خلال أسابيع أو أشهر.
وأوضح أن القادة العسكريين كانت لديهم مخاوف حقيقية من عودة تنظيم القاعدة من جديد إلى أفغانستان، خاصة خلال 12 شهرًا إلى 36 شهرًا باعتبار أن التنظيم لديه طموحات لتوجيه ضربات للولايات المتحدة انطلاقًا من أفغانستان.
"الرد في الوقت المناسب"
بدوره، نقل مراسل "العربي" من كابل علي رباح عن قادة حركة طالبان المنضوين داخل الحكومة المؤقتة تأكيدهم أن "الرد سيكون في الوقت المناسب" في ضوء التصريحات الصادرة من واشنطن.
وأشار إلى البيان الذي أصدره المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد حول اختراق طائرات أميركية مسيرّة للأجواء الأفغانية.
وأوضح أن "هناك تخبطًا واضحًا داخل حركة طالبان بشأن التعامل مع تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، حيث يؤيد قسم إقامة حوار مع القاعدة وتنظيم الدولة، فيما يطالب القسم الآخر بضرورة اجتثاث هذه التنظيمات"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى تصريحات لوزير خارجية حكومة طالبان بأن "مكافحة الإرهاب تتطلب الاعتراف بحكومة طالبان".