الخميس 2 مايو / مايو 2024

البرهان ماضٍ بخطواته.. أي خيارات داخلية ودولية للتصدي للانقلاب؟

البرهان ماضٍ بخطواته.. أي خيارات داخلية ودولية للتصدي للانقلاب؟

Changed

دافع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان عن سيطرة القوات المسلحة على السلطة قائلًا إنه أطاح بحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لتجنب حرب أهلية.

في أول ظهور له بعد إجراءاته الاستثنائية، أعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن حالة الطوارئ مستمرة.

وعلى الرغم من الإدانات الأميركية، لم يعر البرهان اهتمامًا كبيرًا توصيف ما فعله انقلابًا، وأصر أن ما فعله هو تصحيح مسار.

في المقابل، رفض مكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ذلك ودعا لإطلاق سراح المعتقلين، وقال إن ما يجري ليس حماية للثورة ولرئيس وزرائها، وإنما تحالف ظاهره قيادة الجيش وباطنه ميلشيات وكتائب ظل وقادة سياسيون، ومشددًا على أن حمدوك هو السلطة التنفيذية المعترف بها من الشعب السوداني والعالم.

غير أن البرهان يبدو ماضيًا في خطواته، ويحيل إلغاء حالة الطوارئ إلى المستقبل المرتبط ببناء المؤسسات دون توضيحه ما يقصده بتلك الهيئات، وينسب الخلل إلى حمدوك، إذ كان مقيدًا سياسيًا حسب وصفه، ولم يستطع أن يقوم بشيء، رغم أن النقاشات معه استمرت لتوسيع المشاركة السياسية حتى ليلة ما قبل إعلان حالة الطوارئ.

غير أن المشاركة التي طالب بها البرهان حمدوك تبدو بعيدة عن رؤية الجنرال نفسه، معلنًا أن الحكومة المقبلة لن تكون إلا حكومة كفاءات ولا مشاركة لقوى سياسية فيها.

بدورها تصر القوى السياسية المدنية والاتحادات على رفضها حل الحكومة وإعلان الطوارئ، وتجدد دعوتها إلى استمرار الاحتجاجات، وترى ما حصل انقلابًا على ثورتها، باعتباره إجهاضًا لانتقالها الديمقراطي.

ويعد الانتقال الديمقراطي نقطة حاسمة في خطاب واشنطن، إزاء الخرطوم وانقلابها، وهي استنكرت على أكثر من مستوى ما جرى وأوقفت المساعدات وطالبت بعودة الحياة السياسية المدنية.

"انقلاب مكتمل الأركان"

وفي هذا الإطار، يصف أستاذ العلوم السياسية ومستشار التنمية العالمية وليد مادبو ما حصل بـ "الانقلاب المكتمل الأركان"، مشيرًا إلى أن مشكلة السودان الأساسية تكمن في شكل الدولة، وفي ضعف الأداء للمجلس السيادي والتنسيق ما بين الأعضاء أنفسهم.

ويشير في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إلى أن هناك هيكلًا بأكمله بحاجة لإعادة ترتيب حتى يتسنى للدولة أن تمضي قدمًا في التنمية والازدهار.

ويرى مادبو أن "البرهان ارتكب هذه الجريمة باسم الجيش السوداني، علمًا بأن من قام بتأمين الانقلاب هم من الميلشيات التي انضمت إليه".

ويرجح سقوط العديد من "الشهداء"، لأن الجيش والميلشيات التي لحقت به مؤخرًا، ستكون في مواجهة مع الشعب الأعزل المصمم ألا يرتد لخانة الدولة الاستبدادية، مما سيؤدي لانشقاق في أوساط الجيش المتذمر من هيمنة البرهان عليه، وسيؤدي بطبيعة الحال إلى مواجهات مع الجيش والميلشيات على حد تعبيره.

وحول المواقف العربية والإقليمية، أكد مادبو أن البرهان ما كان يقدم على هكذا خطوة لولا مباركة من مصر ودولة الإمارات.

تصحيح مسار

في المقابل، يعتبر المحلل الاستراتيجي والعسكري الفريق أول فتح الرحمن محي الدين، أن ما فعله البرهان ليس انقلابًا، إنما هو تصحيح مسار قامت به القوات المسلحة مجتمعة وليست الميلشيات.

ويؤكد في حديثه لـ "العربي" من الخرطوم أن البرهان يمثل كل القوات المسلحة في ما قام به، بما فيها قوات الدعم السريع، مشددًا على أن القوات المسلحة متحدة تمامًا.

ويشير محي الدين إلى وجود تذمر داخل القوات المسلحة لا سيما في الرتب السيادية بشكل كبير من "الأسلوب الاستفزازي" الذي كانت تمارسه الأحزاب الأربعة التي كانت تهيمن على الحكومة التنفيذية في الخرطوم.

محاولة إنقاذ قام بها فيلتمان

وحول الموقف الأميركي المندد بالانقلاب، يقول الكاتب السياسي عبد الحميد صيام، إن زيارة المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان كانت محاولة إنقاذ في المرحلة الأخيرة، وعلى الرغم من تحذيره حمدوك والبرهان، لكنه فشل إعادة السودان من حافة الهاوية.

ويشير في حديث إلى "العربي" من نيويورك، إلى أن هناك رفضًا شاملًا من قبل الأميركيين وإدانة للانقلاب، مستبعدًا أن يكون هناك مستقبل للانقلاب في ظل الضغط الدولي.

وحول العقوبات الاقتصادية، يعتقد أن واشنطن ستجمد المساعدات الطارئة التي تقدر قيمتها بـ 700 مليون دولار، وستضغط على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات المجتمع المدني التي تساعد السودان، لافتًا إلى أنه سيكون هناك "خطوات تصعيدية بقدر ما يتمادى البرهان بالاستمرار في الانقلاب".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close