الجمعة 3 مايو / مايو 2024

"صدام دموي" واشتباكات في بغداد.. دعوات إلى التهدئة وضبط النفس

"صدام دموي" واشتباكات في بغداد.. دعوات إلى التهدئة وضبط النفس

Changed

أطلقت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي لمنع المتظاهرين المحتجين على نتائج الانتخابات البرلمانية من اقتحام المنطقة الخضراء في بغداد (الأناضول)
أطلقت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي لمنع المتظاهرين المحتجين على نتائج الانتخابات البرلمانية من اقتحام المنطقة الخضراء في بغداد (الأناضول)
دفعت الاشتباكات في محيط المنطقة الخضراء ببغداد رموزًا سياسية عراقية للمطالبة بالتهدئة، فيما يتوقع أن يستمر التصعيد سياسيًا وشعبيًا.

إلى العراق، اتّجهت الأنظار مجدّدًا على هامش تظاهرات "جمعة الفرصة الأخيرة" في بغداد، التي انحرفت عن مسارها، وتحوّلت إلى أعمال عنف دموية أدّت إلى سقوط عدد من الضحايا.

وجاءت هذه التظاهرات بدعوة من القوى الرافضة لنتائج الانتخابات العراقية للمطالبة بإعادة العد والفوز يدويًا في محطات الاقتراع، لكن سرعان ما انقلبت إلى صدام دموي بعد اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن.

وقد دفعت هذه الاشتباكات رموزًا سياسية عراقية للمطالبة بالتهدئة، فيما يتوقع أن يستمر التصعيد سياسيًا وشعبيًا كما هدّدت اللجنة التحضيرية للمظاهرات.

وبحسب مراسل "العربي" في بغداد، فإنّ إعادة الهدوء إلى ساحات الاعتصام بعد سقوط عدد من الضحايا لا تبدو سهلة ما لم تتمّ الاستجابة لمطالب المعترضين على نتائج الانتخابات.

كيف خرجت التظاهرات عن سياقها؟

وبعد اتساع رقعة المواجهات على مداخل المنطقة الخضراء، توالت بيانات أطراف الإطار التنسيقي الذين طالبوا أتباعهم بالسلمية واتباع السياقات القانونية في التظاهر.

من جهته، وجّه القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي بإجراء تحقيق شامل في ملابسات أحداث محيط المنطقة الخضراء، فيما دعا الأطراف السياسية المختلفة إلى التهدئة واللجوء إلى الحوار.

وفي المواقف السياسية، أدان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تحول المظاهرات المحتجة على نتائج الانتخابات التشريعية إلى أعمال عنف واستصغار للدولة على حد تعبيره.

أما رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم فطالب كلًا من المحتجّين والقوات الأمنية بضبط النفس، داعيًا إلى عدم خروج الاحتجاجات عن إطارها السلمي.

في المقابل، طالب الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، بمحاسبة من أطلقوا النار على المتظاهرين، حسب روايته، كما حذر من محاولات لقصف المنطقة الخضراء تخطط لها أطراف قال إنها ترتبط بجهات مخابراتية.

الاشتباك "لن يتوسّع كثيرًا"

ويرى الباحث في شؤون الشرق الأوسط مصعب الآلوسي أنّ التصعيد جزء من حالة ضغط من قبل القوى السياسية التي خسرت الانتخابات أو على الأقل خسرت العديد من المقاعد في الانتخابات الأخيرة، ليكون لها دور أكبر في العملية السياسية وفي تشكيل الحكومة المقبلة.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، إلى أنّه من الصعب تخيّل أيّ دور لهذه القوى دون الضغط في الشارع من خلال التهديد باستخدام السلاح أو تأجيج عناصر الأمن العراقية أو من خلال التظاهر في محيط المنطقة الخضراء.

ويعتبر أنّه "تمّ استخدام السلاح نتيجة حالة من التخوف أنّ هذه القوى السياسية لن يكون لها دور فعّال في العملية السياسية العراقية في المستقبل". ويقول: "إذا أخذنا في النظر تصريحات الصدر حول محاربة الفساد والعملية السياسية بشكل عام، نحن أمام تغيير كبير في العراق، وبالتالي لن يكون هناك دور للكثير من القوى التقليدية".

لكنّ الباحث السياسي يعرب عن اعتقاده بأنّ الاشتباك لن يتوسّع كثيرًا لأنّ هناك عدة عوامل تحول دون أي صدامات شيعية شيعية داخل العراق.

ويوضح أنّ المسؤولين الإيرانيين يؤكدون أنّه لن يكون هناك صدامات مسلحة ويرفضون استخدام السلاح لتغيير الواقع على الأرض.

ويلفت كذلك على وجود تحركات لإنشاء تحالفات سياسية لسحب البساط من مقتدى الصدر والقوى السياسية الأخرى التي تسعى لتغيير فعلي على الأرض.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close