الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

عودة التوتر بين أرمينيا وأذربيجان.. هل تتحول الاشتباكات إلى حرب شاملة؟

عودة التوتر بين أرمينيا وأذربيجان.. هل تتحول الاشتباكات إلى حرب شاملة؟

Changed

تخوف من تحول التوتر إلى حرب بين أذربيجان وأرمينيا
تخوف من تحول التوتر إلى حرب بين أذربيجان وأرمينيا (غيتي)
شهدت مناطق الحدود بين البلدين، حربًا قاسية الخريف الماضي استمرت حوالي 50 يومًا في إقليم ناغورني كارابخ المتنازع عليه.

أعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان اليوم الأربعاء أن سبعة من جنودها قتلوا وأصيب عشرة بجروح في اشتباكات على الحدود مع أرمينيا أمس الثلاثاء.

وكانت المعارك والاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان تجددت الثلاثاء بعد أن أكدت يريفان مقتل وجرح العشرات من جنودها في قصف أذربيجاني على مواقعها الحدودية.

من جهتها، حثّت موسكو الطرفين إلى الالتزام بالتهدئة وعدم الانجرار نحو التصعيد. في ظلّ تخوفات عالمية من اشتعال جبهة ناغورني كاراباخ من جديد.

جولة قتالية أرمنية – أذربيجانية 

وكانت أرمينيا قد أعلنت أمس الثلاثاء، وقفًا لإطلاق النار مع أذربيجان عقب مقتل 15 عسكريًا أرمنيًا في اشتباكات حدودية.

وأوضحت وزارة الدفاع الأرمنية في بيان لها أن هجومًا للقوات الأذربيجانية على مواقع للقوات الأرمنية أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في الجانب الأرمني.

وأضاف بيان الوزارة أن يريفان "فقدت السيطرة على موقعين عسكريين جديدين".

تقاذف المسؤولية

واتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أذربيجان بانتهاك الهدنة القائمة بين البلدين، ما دفعه إلى إقالة وزير دفاعه.

فيما تردّ أذربيجان باتهام أرمينيا "بتصعيدٍ متعمّدٍ" على الحدود، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن بلاده "تمارس أنشطتها على أراضيها في وقت تمارس فيه أرمينيا أعمالها الاستفزازية".

ووفق باكو، تهدف هذه الأعمال إلى الاستيلاء على منطقتين استعادتهما أذربيجان قبل نحو عام.

وشهدت مناطق الحدود بين البلدين، حربًا قاسية الخريف الماضي استمرت حوالي 50 يومًا في إقليم ناغورني كارابخ المتنازع عليه، خلّفت أكثر من 6 آلاف قتيل وانتهت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية روسية.

وبموجب الاتفاق، نشرت موسكو 2000 جندي تابع لها لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، وضمان حرية المرور عبر ممر "لاتشين"، حيث اتفقت الجارتان آنذاك على أن تبقي كلٍ منهما الأراضي التي سيطرت عليها، ما يعني خسارة الأرمنيين لأنحاء واسعة من الإقليم.

اتفاق "هش" يشعل حربًا جديدة؟

وبعد الأحداث الأخيرة، لا يبدو أن الاتفاق يقدم حلولًا لمسائل عالقة بين الطرفين، جديدها دور القوات الروسية الآن عقب تجدد الصراع، وقديمها الوضع القانوني للإقليم، الذي يقع ضمن حدود أذربيجان رغم أن أغلبية سكانه من الأرمن.

ومن باكو، يعلّق الكاتب الصحفي شيخ علي علييف لـ"العربي" على المستجدات الأخيرة، مستبعدًا أن تتحول الاشتباكات المسلحة إلى حرب واسعة بين أرمينيا وأذربيجان.

واتّهم علييف أرمينيا بالقيام باستفزازات وصفها بـ"محاولات تصعيدية"، منها إلقاء مواطن أرمني قنبلة يدوية على جنود أذربيجان وقوات حفظ السلام الروسية.

كما تحدّث عن "قوى معارضة لاتفاق التهدئة" في أرمينيا، تحاول على حدّ قوله "زعزعة الأوضاع على الحدود بهدف إفشال بنود الهدنة".

ويضيف الكاتب الصحفي: "أعتقد أنه ما لم تنفّذ أرمينيا مطالب البيانات الثلاثية بالكامل وبدء المحادثات حول التطبيع والتخطيط لترسيم الحدود فسنشهد تكرارًا لمثل هذه الاشتباكات المسلحة".

أين تقف روسيا وتركيا في ظلّ تجدد الاشتباكات؟

ويشير علييف في هذا السياق، إلى أن روسيا نشرت قواتها عقب الحرب الذي دارت العام الماضي بهدف حفظ السلام في جزء من أراضي كاراباخ، أي في منطقة بعيدة عن الاشتباكات الحالية؛ حيث إن القوات الروسية تتخذ مقرًا مؤقتًا لها داخل أذربيجان فيما الاشتباكات الأخيرة قائمة على المناطق الحدودية.

 أما عن الدور التركي في هذا الملف، فيقول علييف: إن "اتهام تركيا بدعم أذربيجان وزعزعة الاستقرار غير دقيق؛ حيث إن الجانب الأذربيجاني أكّد مرارًا دعم تركيا له معنويًا وسياسيًا ودبلوماسيًا فقط".

ويشير إلى وجود بعض الدول الأخرى التي دعمت أذربيجان أيضًا معنويًا وسياسيًا خلال حربها مع أرمينيا، مؤكّدًا أن "هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة فتركيا وروسيا لهما مصالح معينة وكل منهما تسعى إلى التهدئة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close