الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

سيغموند فرويد في ذكرى وفاته.. وُوجهت نظرياته بالإنكار ولم ينل "نوبل"

سيغموند فرويد في ذكرى وفاته.. وُوجهت نظرياته بالإنكار ولم ينل "نوبل"

Changed

وُلد سيغموند فرويد في 6 مايو 1856 في مورافيا التي أضحت اليوم جزءًا من جمهورية التشيك - تويتر
وُلد سيغموند فرويد في 6 مايو 1856 في مورافيا التي أضحت اليوم جزءًا من جمهورية التشيك - تويتر
ترك الطبيب النمساوي سيغموند فرويد بوفاته في 23 سبتمبر 1939 نهجًا مهمًا في فهم سلوك الإنسان، وعلاج اضطراباته النفسية.

كان سيغموند فرويد أقوى من أن تهزّه رياح الانتقادات أو أن يميل أمام موجات الإنكار أو حتى السخرية، التي قوبلت بها نظرياته التي أسّست للتحليل النفسي، قبل أن يحظى وإياها بالاعتراف والتقدير. 

المنهج الذي أوجده الطبيب النمساوي أثار جدلًا كبيرًا، وجعل منه أحد أبرز الشخصيات التي طبعت القرن العشرين. وقد ترك بوفاته في 23 سبتمبر/ أيلول 1939 نهجًا هامًا في فهم سلوك الإنسان، وعلاج اضطراباته النفسية.

من هو سيغموند فرويد؟

وُلد سيغموند فرويد في 6 مايو/ أيار 1856 في مورافيا، التي أضحت اليوم جزءًا من جمهورية التشيك.

انتقلت عائلته إلى مدينة لايبزيغ قبل أن تستقر في فيينا، وكان حينها سيغموند في الرابعة من عمره. فتلقى هناك تعليمه، ودرس الطب وتخصّص في الأمراض العصبية.

عمل على علاج الهستيريا مع جوزيف بروير من خلال استدعاء التجارب المؤلمة تحت التنويم المغناطيسي. وقبل أن ينطلق بعيادته الخاصة لمعالجة الاضطرابات العصبية والدماغية، سافر إلى باريس من أجل الدراسات التكميلية مع طبيب الأعصاب جان مارتن شاركو.

وفرويد الذي تزوّج من مارثا بيرنايز وأنجب منها 6 أطفال، طوّر نظرية "اللاوعي" حيث صراع الدوافع الجنسية والعدوانية الدائم مع الدفاعات التي تقف في وجهها.

وأشار إلى دور التجارب المؤلمة التي حدثت في الماضي في العديد من حالات العصاب. فيقول إن تلك التجارب كانت مؤلمة إلى درجة لا يمكن التعايش معا وبقيت مخفية عن ذواتنا الواعية.

وبحسب مقال في صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد خلص إلى أن "لا وعي يكمن فيه قدر هائل من المعلومات عن أنفسنا، إذا تم الكشف عنها ستخلصنا من اضطراباتنا النفسية والعقلية.

 لا جائزة نوبل لفرويد

في العقد الأخير من القرن التاسع عشر لم يكن لمنهج سيغموند فرويد أتباع عمليًا، وجرى إنكار الأهمية القصوى التي يعلّقها على الدوافع الجنسية في مجال العقل الباطن من قبل غالبية العلماء، وسخر منها القارئ العادي، في مقال أرشيفي لصحيفة "إنترناشيونال هيرالد تريبيون".

وفي مطلع القرن العشرين، نُشر كتاب "تفسير الأحلام"، الذي حلل فيه الأحلام من حيث الرغبات والتجارب اللاواعية.

تبعته في الأعوام الخمس التالية كتب "علم النفس المرضي للحياة اليومية"، و"النكات وعلاقتها باللاوعي"، و"ثلاث مقالات في النظرية الجنسية"، التي تعد هي أيضًا من أبرز أعماله.

وبحسب "بي بي سي"، أمضى سيغموند فرويد وقتًا أقل في المراقبة السريرية بعد الحرب العالمية الأولى، وراح يركز على تطبيق نظرياته على التاريخ والفن والأدب والأنثروبولوجيا.

غادر فرويد فيينا بعد وقت قصير من ضم النازيين للنمسا - تويتر
غادر فرويد فيينا بعد وقت قصير من ضم النازيين للنمسا - تويتر

وفي العام 1923، نشر كتابًا اقترح فيه نموذجًا هيكليًا جديدًا للعقل قسّمه إلى "الهو" و"الأنا" و "الأنا العليا".

وقد تم ترشيحه مرارًا من قبل العلماء للحصول على جائزة نوبل دون أن يكون له ذلك.

وفي هذا الصدد، تورد وكالة "فرانس برس" نقلًا عن إليزابيث رودينسكو صاحبة كتاب "سيغموند فرويد في زمنه وفي زمننا"، أن فرويد أدرك أنه لا يمكنه الحصول على الجائزة العلمية، فالتحليل النفسي لم يكن معتبرًا آنذاك علمًا حقيقيًا، وهذا ما أزعجه كثيرًا.

حتى أن عالم الفيزياء ألفريد آينشتاين، الذي جمعته صداقة بفرويد وأصدرا معًا كتابًا في العام 1933 بعنوان "لماذا الحرب؟"، كان مترددًا هو الآخر في الحكم على نظرياته.

وبعد صدور كتابه الأخير في العام 1939، كتب آينشتاين لفرويد رسالة فيها ظاهريًا من المجاملة، لكنها حملت ذمًا مبطنًا لأفكاره العلمية. فقال له: "أنا معجب كثيرًا بهذا الكتاب، مثل كل كتاباتك.. من الناحية الأدبية".

في العام 1938، غادر فرويد الذي ينحدر من عائلة يهودية لكنه لم يكن ممارسًا للطقوس الدينية، فيينا بعد وقت قصير من ضم النازيين للنمسا.

وبينما استقر في لندن، توفي عن 83 عامًا بعد بضعة أشهر من انتقاله إلى العاصمة البريطانية جرّاء سرطان الفك الذي أنهكه على مدى أعوام وأجبره على الخضوع لعدد كبير من العمليات الجراحية.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close