الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

صدمة مزدوجة في أوكرانيا.. مرضى السرطان والسل يكافحون من أجل العلاج

صدمة مزدوجة في أوكرانيا.. مرضى السرطان والسل يكافحون من أجل العلاج

Changed

مراسل "العربي" يرصد الرعب من القصف الروسي على كييف (الصورة: غيتي)
أكد الأطباء أنهم أصبحوا يعالجون المرضى من صدمة مزدوجة: المرض المزمن الذي يلازمهم، والخوف من القصف المستمر.

بينما يدخل الهجوم الروسي على أوكرانيا أسبوعه الرابع، وسط القصف المستمر على المدن الأوكرانية، يعيش المصابون بأمراض مزمنة في أوكرانيا، أزمة حادة بحيث يلازم خطر الموت حياتهم في كل لحظة.

ويشتكي القائمون على قطاع الصحة في أوكرانيا من عدم قدرتهم على التكفّل الصحيح بهؤلاء المرضى.

وذكرت الإذاعة الوطنية الأميركية العامة "أن بي آر"، أن مستشفى السرطان الإقليمي في لفيف، أصبح ملجأ لجميع المرضى، بحيث تضاعف العبء على القائمين عليه، بينما ازدادت حدة بحث النازحين من المصابين بمختلف السرطانات عن العلاج، بعيدًا عن القصف الروسي.

نفاد الإمدادات الطبية وإرهاق نفسي

ورغم الأمان النسبي في هذه المدينة، بدأت الإمدادات الطبية بالنفاد، حيث يملك المستشفى احتياطات تكفي لحوالي ثلاثة أسابيع فقط، بعد أن تعذّر الوصول إلى مخزوناته بالقرب من العاصمة كييف وفيها. وبالتالي، بات المستشفى بحاجة ماسة إلى إعادة الإمداد الطبي.

وأكد الأطباء أنهم أصبحوا يعالجون المرضى من صدمة مزدوجة: المرض المزمن الذي يلازمهم، والخوف من القصف المستمر.

وقالت أخصائية الأورام السريرية آنا هونشاروفا: "المرضى من الشرق ومنطقة كييف، مرهقون نفسيًا من الحرب والمرض".

وأضافت: "الوضع أصعب بكثير مما كان عليه خلال وباء كوفيد 19، وعدد المرضى بات أكثر بكثير مما لدينا عادة. هؤلاء يروون قصصًا عن التفجيرات، وكيف أصبحوا في الملاجئ بعد أن فقدوا منازلهم. إنه أمر مروع".

الطاقم الطبي يعاني

أما بالنسبة للطاقم الطبي، فقد اختار أفراده واجب رعاية المرضى على سلامتهم الشخصية.

وقال الدكتور أوريست تريل، نائب مدير المستشفى: "لا يمكنك التوقّف في منتصف عملية جراحية، عندما تنطلق صفارات الإنذار من الغارات الجوية، لذلك قررنا مواصلة العمل على الرغم من الحرب".

لكنه، في الوقت نفسه، اضطر تريل الى ابلاغ المرضى في المناطق المحاصرة بأنه يمكنهم القدوم إلى المستشفى ولكن ليس لديهم الدواء لعلاجهم.

ويصف تريل الأمر بأنه "صعب أخلاقيًا".

ويجد الأطباء صعوبة في الوصول إلى المستشفى لأن التحرك في الخارج أمر خطير، والطرق مدمرة.

وكشفت كونستانتينوفسكا أن بعض الأطباء يسيرون ثلاث ساعات ذهابًا وإيابًا إلى العمل ومنه يوميًا، بينما اضطرت رئيسة مستشفى السل في خاركيف للعيش في مكتبها لأن شقتها تدمرت.

الحرب ضدّ السل متوقفة

إلى ذلك، صعّبت الحرب مهمة الأطباء بمتابعة تطور الحالة الصحية لمرضاهم الذين يعانون من أمراض مزمنة على غرار السل.

وقالت أولها كونستانتينوفسكا، الطبيبة المختصة بالأمراض الصدرية: "لدينا 20 مريضًا بالسل لا يمكننا العثور عليهم، لذلك لا نعرف ما إذا كانوا على قيد الحياة أم لا".

ويعتبر مرض السل مشكلة كبيرة في أوكرانيا، وسجّلت البلاد رابع أعلى معدل للإصابة بالمرض في أوروبا، وأحد أعلى معدلات السل المقاوم للأدوية المتعددة في أي مكان في العالم.

وأضافت كونستانتينوفسكا أن ما يخيفها هو أن مرض السل عدوى بكتيرية خطيرة تصيب الرئتين، وبقاء المرضى وسط المواطنين، في ظروف الهلع التي يفرزها القصف اليومي، تصعّب عزل المصابين به.

وفي مستشفى السل في خاركيف، حيث تعمل كونستانتينوفكا، يوجد حوالي 70 مصابًا فقط في المبنى الذي يمكنه استيعاب 200 سرير.

وأوضحت أنه "في بداية الحرب، قمنا بتسريح أكبر عدد ممكن من الأشخاص لحمايتهم من القصف".

وأكدت أن المستشفى يعاني من نقص رهيب في التموين، لا سيما البطاطس والخبز، "لدينا أدوية ولكن ليس لدينا طعام".

وهذا المستشفى هو المكان الوحيد في المنطقة الذي يمكن فيه لمرضى السل تلقي الأدوية والعلاج وحتى الجراحة إذا لزم الأمر.

وحذّرت من أنه "بسبب ضغوط الجوع والإصابة؛ أو ضعف جهاز المناعة، يمكن أن يصبح المرض قاتلًا".

وأوضحت أن أحد عشر مريضًا نازحًا يحاولون العثور على الأدوية لأنهم توقفوا عن العلاج قبل أسبوعين.

وفي هذا الإطار، ينسق مكتب مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون العالمية في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ومنظمة "يو أس ايد" (USAID) لتتبّع المرضى داخل وخارج أوكرانيا لمعرفة مكان وجودهم وما يحتاجون إليه من الأدوية الخاصة بهم والتأكد من عدم وجود ثغرة في العلاج.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close