السبت 27 أبريل / أبريل 2024

صواريخ وغواصات وطائرات شبح.. ترسانة بوتين العسكرية التي يتحدى بها العالم

صواريخ وغواصات وطائرات شبح.. ترسانة بوتين العسكرية التي يتحدى بها العالم

Changed

طائرة "سوخوي- تشيك مايت" الروسية.
طائرة "سوخوي- تشيك مايت" الروسية (تويتر)
تفقّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المُقاتلة التي ظلّت المعلومات عنها شحيحة حتى اليوم، والتي لن تقوم بطلعتها الأولى قبل 2023.

كشفت روسيا، الثلاثاء، رسميًا عن طائرتها الشبح الجديدة "تشيك ميت" (Checkmate)، أي "كش ملك" باللغة العربية، في إطار الجهود الروسية لتكثيف الاختبارات العسكرية وسط توترات متزايدة مع الغرب.

وذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن المقاتلة الجديدة هي من الجيل الخامس التي تصل سرعتها إلى ضعف سرعة الصوت، ويمكن تحويلها إلى نسخة غير مسلّحة، على أن يبدأ التسليم بحلول عام 2026.

وتفقّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المُقاتلة التي ظلّت المعلومات عنها شحيحة حتى اليوم، والتي لن تقوم بطلعتها الأولى قبل 2023. وتأمل شركة "روستوك" الحكومية المصنّعة ببيعها للأسواق الخارجية في المعرض الدولي للطيران والفضاء 2021 في جوكوفسكي بالقرب من موسكو.

ويأتي الكشف عن المقاتلة بعد أيام فقط من اختبار روسيا لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، وهو جزء من ترسانة متنامية وصفها بوتين بأنها "لا تقهر"، ويقول محللون إنها تُغذّي سباق تسلّح جديد.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الإثنين، أنها أطلقت صاروخ "كروز تسيركون" على هدف في شمال بحر بارنتس، وأن الصاروخ قطع مسافة حوالي 200 ميل بسرعة تزيد عن سبعة أضعاف سرعة الصوت.

أنظمة ذات قدرات نووية

ورجّحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن تزعزع مثل هذه الصواريخ، التي يُمكن استخدامها لاستهداف مدمّرات بحرية غربية في صراع محتمل، "الاستقرار وتُشكّل مخاطر كبيرة لأنها أنظمة ذات قدرة نووية".

وأجرت موسكو بالفعل العديد من الاختبارات على صواريخ "تسيركون"، بما وصفه بوتين بأنه "حدث عظيم ليس فقط في حياة قواتنا المسلّحة، ولكن بالنسبة لروسيا بأكملها".

ومن المقرّر إجراء المزيد من الاختبارات الشهر المقبل. كما تُخطّط روسيا لتجهيز السفن الحربية والغواصات بهذه الصواريخ.

وخلال السنوات الأخيرة، كشف بوتين عن عدد من الأسلحة الجديدة التي يزعم أنها تستطيع الالتفاف حول أنظمة الدفاع الحالية، ودفعت الغرب "إلى محاولة اللحاق" بركب روسيا.

وتشمل هذه الأسلحة صواريخ "أفانغارد"، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تمّ نشرها عام 2019. وآنذاك، قال الرئيس الروسي: "إن أفانغارد لا يُمكن اعتراضه من قبل أي وسيلة دفاع صاروخي حالية ومحتملة".

وهذا الأسبوع أيضًا، أصدر الجيش الروسي اللقطات الأولى لاختبار صاروخ "بروميثيوس S-500 "، والذي يُقال إنه "فريد من نوعه ويؤمن الحماية من الهجمات الجوية".

وإلى جانب سياسة التباهي بأسلحتها، تصعّد موسكو خطابها العدواني، حيث وعد بوتين بردّ "سريع وقاس" إذا حاولت أي دولة أجنبية تجاوز "الخطوط الحمراء" لروسيا.

لكن بافيل فيلجنهاور، المحلل العسكري المقيم في روسيا، قلّل من مزاعم موسكو حول نمو قدراتها.

وقال فيلجنهاور، لصحيفة "تلغراف" البريطانية: إن الجيش الروسي لا يزال يستخدم أسلحة من العهد السوفياتي، ويعمل بـ"عقلية سوفياتية"، التي ترجّح كفّة الحجم على الابتكار الحقيقي، وتحدّث عن "فجوة تكنولوجية" بين روسيا والولايات المتحدة.

واعتبر أن اختبار صاروخ "تسيركون" كان بمثابة "هدية للبنتاغون"، بينما تراجع واشنطن إنفاقها العسكري. وقال: "يجب أن يكون هناك تهديد لإقناع الناس بالإنفاق على السلاح".

وبالفعل، طلبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن زيادة تمويل البحوث في تكنولوجيا تفوق سرعة الصوت، بحوالي 3.8 مليار دولار لعام 2022، بارتفاع من 3.2 مليار دولار عن العام السابق. وتعمل الصين أيضًا على تطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت على مدار العقد الماضي.

بوتين "يُحاول تخويف" الغرب

واعتبر فيلجنهاور أن موسكو تعمل على تطوير مثل هذه المعدات بشكل أساسي باعتبارها رادعًا لإقناع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بأنه لا يستحق المشاركة بما تعتبره روسيا مجال نفوذها.

وقال: "يحاول بوتين تخويف الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يلتزم الغرب الحياد عندما تتحرّك موسكو عسكريًا نحو أوكرانيا، على سبيل المثال".

والشهر الماضي، اختبرت روسيا غوّاصة نووية جديدة عملاقة، وهي أكبر غواصة مطوّرة في العالم منذ ثلاثة عقود.

وقالت موسكو: إن غواصة "بيلغورود" لن تعمل فقط بصفة سفينة أم للغواصات الصغيرة، ولكنها ستحمل أيضًا ستة طوربيدات نووية من طراز "بوسيدون".

وحاليًا، تعمل روسيا على تطوير صاروخ "بوسيدون"، الذي تقول إنه طوربيد طويل المدى يعمل بالطاقة النووية، ومن المحتمل أن يكون قادرًا على تدمير المدن الساحلية.

ووصف فيلجنهاور هذه التكنولوجيا بأنها "غير أخلاقية" لأنها تستهدف السكان المدنيين، وستتسبّب بخسائر جماعية في الأرواح.

لكن بافيل لوزين، المحلل العسكري المستقلّ، أشار إلى أنه سيكون من "المستحيل ماديًا" نشر "بوسيدون"، مضيفًا أن موسكو تفاخرت بإنجازاتها للدعاية، وليس لأغراض عملية.

وأضاف لوزين أن "قعقعة السيوف الروسية تهدف لتعويض أوجه القصور في مجالات أخرى"، مشيرًا إلى أن موسكو تُحاول أن تكون قوة عظمى بدون قدرة اقتصادية كافية، وبدون قدرة تكنولوجية كافية، وبدون رأس مال بشري كافٍ".

وأكد أن "العاصمة الوحيدة لروسيا هي رأس المال العسكري، ولهذا السبب تُولي روسيا الكثير من الاهتمام، وتُنفق الكثير من الأموال على القدرات العسكرية العالمية".

خصائص الأسلحة الروسية

  • طائرة "سوخوي- تشيك مايت": يمكنها الطيران بمعدل ضعف سرعة الصوت، ويبلغ مداها 1900 ميل.
  • صاروخا "تسيركون" و" أفانغارد": تزعم موسكو أن "تسيركون" يعمل بسرعة تصل إلى تسعة أضعاف سرعة الصوت، بمدى يصل إلى 600 ميل. كما أن "أفانغارد" استهدف هدفًا على مسافة 4 آلاف ميل تقريبًا.
  • "بروميثيوس S500": هو أطول اختبار لنظام صاروخ أرض-جو في العالم في عام 2018، حيث اشتبك مع هدف على مسافة 300 ميل.
  • "بوسيدون": طوربيد ذاتي التحكّم ومسلح نوويًا بمدى يصل إلى آلاف الأميال. وشكّك المحللون في قدراته الفعلية.
  • "بيلغورود": أكبر غواصة بُنيت منذ 30 عامًا، بطول 600 قدم.

المصادر:
تلغراف

شارك القصة

تابع القراءة
Close