الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

عام على حرب أوكرانيا.. هل كُسرت صورة الجيش الروسي الذي لا يُقهر؟

عام على حرب أوكرانيا.. هل كُسرت صورة الجيش الروسي الذي لا يُقهر؟

Changed

حلقة من برنامج "قراءة ثانية" تحلل أداء الجيش الروسي بعد عام على الحرب في أوكرانيا (الصورة: رويترز)
وضع أداء الجيش الروسي علامات استفهام كبرى حول أسطورته، وجعل الإعجاب بعقيدة موسكو العسكرية القائمة على مفهوم الحرب الهجينة يتضاءل.

نشأت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 وانفراد الولايات المتحدة الأميركية بقيادة النظام الدولي سجالات في حقل العلاقات الدولية حول ما إذا كان بمقدور روسيا استعادة مكانتها باعتبارها دولة عظمى على المستويين الإقليمي والدولي.

وردًا على هذه التساؤلات، اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي زبغنيو بريجينسكي في كتابه رقعة الشطرنج الكبرى، أن تعاظم القوة الروسية مشروط بامتدادها الجيو-إستراتيجي، قائلًا إن روسيا من دون أوكرانيا، لا يمكن أن تشكل إمبراطورية عظمى في النظام الدولي.

الحرب على أوكرانيا

بحلول عام 2008، وإبان غزو روسيا لجورجيا والحرب في منطقة الدونباس بين عامي 2014 و2015، وانتشال روسيا للنظام السوري من الانهيار، بدا وكأن موسكو استعادت بالفعل مكانتها العالمية.

إلا أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما أنكر ذلك في تصريح أدلى به بعد مرور أيام على الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم، معتبرًا أن روسيا ليست أكثر من دولة عظمى إقليمية من الدرجة الثانية.

لاقى هذا الادعاء رواجًا بعد 9 سنوات من صدوره، بفعل سلوك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وساسة روسيا أنفسهم، الذين كانوا على قناعة تامة بقدرة قواتهم على احتلال العاصمة الأوكرانية كييف في غضون 72 ساعة.

لكن اليوم، وبعد عام كامل على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، قوبلت التقديرات بإحصاءات تشير إلى سقوط ما يقارب من 200 ألف جندي روسي بين قتيل وجريح، إلى جانب الفشل على مستويي الاستخبارات وسلاح الجو، والأخطاء التكنولوجية في الأسلحة الدقيقة، والفشل الميداني في أسلحة المدرّعات والمدفعية والمشاة، وحتى في التصدي لبعض الهجمات السيبرانية، إلى جانب الخسائر المعنوية والسياسية.

هذا الواقع، وضع علامات استفهام كبرى حول أسطورة الجيش الروسي، وجعل الإعجاب بالعقيدة العسكرية الروسية القائمة على مفهوم الحرب الهجينة يتضاءل.

خطأ إستراتيجي

في هذا السياق، يرى رئيس برنامج الدراسات الأمنية في معهد الدوحة للدراسات العليا عمر عاشور أن "الجانب الروسي أخطأ إستراتيجيًا بتقديره بأن قيادة أوكرانيا لن تقاوم وستهرب إلى الغرب عند انطلاق الحرب".

ويلفت عاشور، في حديث لـ"العربي" إلى أن "الخطأ الثاني في التقدير كان في توقع موسكو بأن الجيش الأوكراني لن يقاتل، مع العلم أنها اختبرته في معركة القرم".

ويقول: "أما الخطأ الثالث فكان في تقدير أن الشعب الأوكراني كان ينتظر القوات الروسية لاستقبالها، وهو ما لم يحصل".

ويضيف: "على المستوى العملياتي، الأداء الروسي كان مختلفًا على الجبهات، ففي الجنوب، أدت قوات موسكو بشكل جيد ونجحت في اختراق الدفاعات الأوكرانية نحو خيرسون".

ويتابع قائلًا: "لكن المشكلة ظهرت في جبهة الشمال التي لم تكن مدعومة، ما عرقل وصول هذه القوات إلى كييف وكبّدها خسائر كبيرة".

أثر العقوبات

من جهتها، تشير الأستاذة في جامعة دراسات الحرب في وارسو مارزينا زاكوفسكا إلى أن "سوء أوضاع الجيش الروسي أثّر على سير العمليات".

وتوضح زاكوفسكا، في حديث إلى "العربي" من وارسو أن "إستراتيجية روسيا في المرحلة الأولى من الحرب واستخدام أساليب تقليدية للفوز أثر على سير عملياتها".

وتؤكد أن "هناك عوامل أخرى أثّرت على الحرب، مثل الضغوط من المجتمع الدولي التي مورست ضد روسيا".

وتقول: "العقوبات المفروضة أثرت كثيرًا ووضعت موسكو في ظروف صعبة اقتصاديًا، وقللت من قدرتها على تحديث جيشها وشراء عتاد جديد".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close