السبت 4 مايو / مايو 2024

عدّها "جريمة".. عون: دول تسعى إلى دمج اللاجئين السوريين بالمجتمع اللبناني

عدّها "جريمة".. عون: دول تسعى إلى دمج اللاجئين السوريين بالمجتمع اللبناني

Changed

نافذة إخبارية لـ "العربي" عن تهديد لبنان بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم (الصورة: الأناضول)
كشف الرئيس اللبناني أن بلاده تعد دراسة ستُرفع الى الأمم المتحدة حول مسألة النزوح السوري، معتبرًا أن بعض الدول تسعى إلى "دمج" اللاجئين بالمجتمع اللبناني.

اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون الأربعاء، أنّ "سعي بعض الدول إلى دمج النازحين السوريين" الموجودين في بلاده "جريمة لن يقبل لبنان بها"، على حدّ وصفه.

جاء ذلك خلال لقائه وزير التنمية الدولية الكندي هارجيت ساجان، الذي بدأ الأربعاء زيارة إلى العاصمة بيروت تستمر يومين، بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.

وقال عون: إنّ "لبنان لن يقبل بهذا الدمج مهما كلّف الأمر"، مشيرًا إلى أنّ القوانين المحلية والإقليمية والدولية ترفض إبعاد شعب عن أرضه لأي سبب كان".

وأردف بحسب البيان الذي نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: "إذا كان الهدف توطين النازحين السوريين في لبنان، فإننا نرفض ذلك رفضًا قاطعًا كما رفضنا سابقًا توطين الفلسطينيين على أرضنا".

كما أبلغ عون الوزير الكندي، أن "لبنان في طور إعداد دراسة قانونية سيرفعها الى الأمم المتحدة حول مسألة النزوح السوري، وأمل من الدول الصديقة "دعم بلاده ولا سيما وأن الأوضاع الحالية في سوريا تساعد على تحقيق عودة النازحين الى بلادهم".

وشدد الرئيس اللبناني على أن بلاده لم تعد قادرة على" تحمل الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والصحية والأمنية المترتبة على وجود نحو مليون و500 ألف لاجئ سوري على أراضيه"، وفق تعبيره.

وبحسب التقديرات الرسمية اللبنانية، يبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 1.5 مليون، 880 ألفًا منهم مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما يحتضن لبنان حوالي 200 ألف لاجئ فلسطيني.

"لعودة آمنة وطوعية"

ووضعت الحكومة اللبنانية مؤخرًا خطة لإعادة 15 ألف لاجئ الى سوريا شهريًا، إلا أن الخطة تصطدم برفض الأمم المتحدة التي ترى أن الأمن في سوريا لم يستتب بعد، وتطلب من لبنان التريث في الوقت الراهن.

ويشكو لبنان من ضعف المساعدات المالية التي تقدمها الأمم المتحدة لاستضافة اللاجئين، فمثلًا عام 2021، تلقى لبنان مساعدات بقيمة 1.69 مليار دولار من أصل 2 مليار دولار تكلفة استضافة اللاجئين السوريين خلال عام واحد، وفق بيانات رسمية.

بدوره، جدد ساجان أمام الرئيس عون موقف كندا حول عودة اللاجئين، مشددًا على أنها "يجب أن تكون كريمة، طوعية، آمنة وطبقًا للقانون الدولي".

ولفت الوزير الكندي إلى أن أوتاوا ترى أن الظروف في سوريا لا تسمح حاليًا بعودة اللاجئين السوريين، مسلّطًا الضوء على تأثير عمل دولته في المجالين الإنساني والتنموي على المجتمعات المضيفة كما على اللاجئين السوريين، مع التركيز بشكلٍ خاص على الفئات الأكثر ضعفًا بما في ذلك النساء والفتيات.

تهديد بطرد اللاجئين

وسبق وهدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في يونيو/ حزيران الماضي، بأن بلاده ستعمل على إخراج السوريين بالطرق "القانونية اللبنانية"، في حال عدم تعاون المجتمع الدولي لإعادة اللاجئين إلى بلدهم.

في هذا الإطار، قالت الصحافية والناشطة الحقوقية مريم مجدولين اللحام في حديث سابق مع "العربي" إنّ "على لبنان، الطرف الأهم في معادلة إعادة اللاجئين السوريين في لبنان إلى سوريا الأسد، أن يعي أنه في صدد التعامل مع داهية العصر بشار الأسد، الذي لا يريد أن يتم حل ملف الذين تخلص من وطأتهم بأي شكل من الأشكال".

واعتبرت اللحام أن من المرجح أن يبقى هذا الملف عالقًا ومراوحًا مكانه، أي لن يتخطى مرحلة التهديد والوعيد، لافتة إلى أن المسألة هي كالعادة "ورقة مقايضة وضغط على المنظمات الأممية ليُدفع لهم مال أكثر وتفتح اعتمادات أخرى".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close