أمهل البرلمان الصومالي، اليوم الإثنين، رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة مهلة إضافية تبلغ عشرة أيام لتقديم التشكيلة الوزارية الجديدة.
وينتظر الصوماليون منذ شهر تشكيل حكومة، أملًا بتحقيق استقرار سياسي لم تشهده البلاد منذ أكثر من 30 عامًا.
وكلّف الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود في 15 يونيو/ حزيران حمزة عبدي بري بتشكيل حكومة ليرأسها بموجب الدستور خلال 30 يومًا من موافقة البرلمان على تعيينه الذي تم في 25 يونيو/ حزيران.
لكن رئيس الوزراء برّر هذا التأخير الإثنين بتأثير العملية الانتخابية الطويلة وما نجم عنها من انعدام للثقة. وقال حمزة عبدي بري في بيان: "بهدف تشكيل حكومة جيّدة ومتوازنة، من الأساسي أن أكرّس وقتًا كافيًا لاستشارة مختلف المسؤولين السياسيين في البلد وفي المجتمع المدني".
وكان بري قدّم مذكرة لرئاسة مجلس البرلمان، طالب فيها بمنحه 10 أيام لاستكمال جهود تشكيل الحكومة، بعد انقضاء المهلة الدستورية من دون تحقيق ذلك. ووافق البرلمان على طلبه وصوّت 145 نائبًا بالموافقة على الطلب مقابل صوتٍ واحد رافض، في جلسة حضرها 146 نائبًا من أصل 275.
وقد أصبح حمزة عبدي بري البالغ 48 عامًا النائب من ولاية جوبالاند (جنوب) والعضو في حزب الرئيس، رئيس الوزراء الحادي والعشرين للصومال في 15 يونيو/ حزيران. ليخلف بذلك محمد حسين روبل الذي تولى هذا المنصب منذ سبتمبر/ أيلول 2020.
وكان سلفه محمد عبد الله محمد المعروف باسم فارماجو، يرتبط بعلاقات متوترة مع رئيس وزرائه محمد حسين روبل وكذلك مع العديد من الولايات الفدرالية بما في ذلك جوبالاند.
من هو حمزة عبدي بري؟
وكان حمزة عبدي بري نائبًا عن مدينة كيسمايو العاصمة التجارية لجوبالاند في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وترأس اللجنة الانتخابية في تلك الولاية عامي 2019-2020.
كما شغل سابقًا منصب الأمين العام لحزب السلام والتنمية - حاليًا الاتحاد من أجل السلام والتنمية - منذ تأسيسه على يد حسن الشيخ محمود عام 2011 وحتى 2017. وكان بري مستشارًا لوزير الشؤون الدستورية في الحكومة الفدرالية بين عامي 2015 و2019 بعد أن كان مستشارًا لرئيس بلدية مقديشو لمدة عام.
تحديات تواجه الحكومة الجديدة
وتنتظر الحكومة الجديدة تحديات عديدة، فمنذ 15 عامًا تخوض جماعة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، تمردًا ضد الحكومة الفدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي وقوّة من الاتّحاد الإفريقي مكوّنة من جنود يتحدّرون من خمس دول إفريقيّة بينها إثيوبيا وكينيا.
كما تواجه الصومال أيضًا خطر مجاعة وشيكة ناجمة عن واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ 40 عامًا. ولم تكن مواسم الأمطار منذ نهاية 2020 كافية. وقد تسبب الجفاف أيضًا في الصومال بنزوح نحو 918 ألف شخص.
وبحسب الأمم المتحدة، يعاني نحو نصف سكان الصومال، أي 7,1 مليون صومالي حالة انعدام حادّ في الأمن الغذائي.