السبت 4 مايو / مايو 2024

عقوبات منتظرة على روسيا.. الاتحاد الأوروبي يدعم صندوق "تسليح" أوكرانيا

عقوبات منتظرة على روسيا.. الاتحاد الأوروبي يدعم صندوق "تسليح" أوكرانيا

Changed

نافذة إخبارية حول مناقشة الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على روسيا تشمل قطاع الصناعات العسكرية (الصورة: غيتي)
قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها صدت هجمات روسية على أربع تجمعات سكنية في دونيتسك وعلى ثماني تجمعات في لوغانسك المجاورة.

يتواصل التصعيد الروسي في أوكرانيا فيما يتوقع إعلان حزمة عقوبات أوروبية جديدة تطال موسكو، وذلك في وقت أعلنت فيه هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن القوات الروسية قصفت أهدافًا في شرق البلاد وجنوبها.

جاء ذلك في الوقت الذي يظل فيه الملايين من الأوكرانيين من دون كهرباء وسط درجات حرارة دون الصفر بعد تكثيف روسيا عمليات القصف على البنية التحتية الرئيسية.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، كثفت الدبلوماسية الأوكرانية نشاطها حيث تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع قادة الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا قبل اجتماعات مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين والتي قد تفضي لفرض مزيد من العقوبات على روسيا.

في الأثناء، لا توجد محادثات سلام أو نهاية تلوح في الأفق لأكثر النزاعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والتي تصفها موسكو بأنها "عملية عسكرية خاصة"، بينما تعتبرها أوكرانيا وحلفاؤها "عملا عدوانيا غير مبرر".

دعم صندوق "تسليح أوكرانيا"

في غضون ذلك، وافق الاتحاد الأوروبي على إضافة ملياري يورو (2.1 مليار دولار) إلى صندوق يستخدم للمساعدة في تسليح أوكرانيا، فيما يسعى إلى ضمان مواصلة تسليم الأسلحة إلى كييف.

واستنفد التكتل الذي يضم 27 دولة ميزانية "منشأة للسلام" كان من المفترض في الأساس أن تستمر حتى 2027، في غضون 10 أشهر من الحرب فقط، إذ غطت كلفة بعض الأسلحة التي يتم إرسالها لمواجهة الهجوم الروسي.

وكتب مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على وسائل التواصل الاجتماعي: "لا يزال الاتحاد الأوروبي ملتزمًا تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا والشركاء الآخرين على حد سواء".

وقال بيان إن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل الإثنين توصل إلى "اتفاق سياسي" لإضافة ملياري يورو إضافية للصندوق العام المقبل، مضيفًا أن هذا المبلغ قد يرتفع إلى 5.5 مليار يورو بحلول عام 2027 إذا اتفقت الدول الأعضاء في وقت لاحق على وجود حاجة لذلك.

واستُخدم الصندوق لتغطية كلفة إمدادات الأسلحة من دول الاتحاد الأوروبي بشكل منفرد إلى كييف.

النهج الأميركي 

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين اليوم الإثنين إن روسيا لا ترى بعد نهجًا أميركيًا "بناء" تجاه الصراع في أوكرانيا، وفق ما أفادت وكالة الإعلام الروسية. وأجرى البلدان سلسلة من الاتصالات في تركيا لحل هذه الأزمة.

من جهته، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ زيلينسكي خلال اتصال هاتفي أمس الأحد بأن واشنطن تعطي الأولوية لجهود تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية.

وقال زيلينسكي إنه شكر بايدن على المساعدة "الدفاعية والمالية غير المسبوقة" التي قدمتها الولايات المتحدة لبلاده.

استئناف العمل في ميناء أوديسا

من جهة أخرى، استأنف ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود اليوم الإثنين عملياته بعد توقفه عن العمل لمدة يومين جراء تعرض منشأتين للطاقة لهجوم روسي بطائرات مسيّرة إيرانية الصنع يوم السبت. وقد بدأت الكهرباء تعود إلى العمل ببطء إلى نحو 1.5 مليون شخص. 

وقال زيلينسكي إن مناطق أخرى تعاني من ظروف "صعبة للغاية" فيما يتعلق بإمدادات الطاقة، من بينها العاصمة كييف وأربع مناطق في غرب أوكرانيا ومنطقة دنيبروبتروفسك في وسطها.

وأشارت إدارة منطقة كييف إلى أن 14 تجمعًا سكنيًا هناك ما زالت بلا كهرباء وإن 37 أخرى بلا كهرباء جزئيًا. ولم ترد تقارير عن ضربات جديدة أو انقطاع للتيار الكهربائي منذ الليلة الماضية حتى اليوم الإثنين.

كما وصل منسق مساعدات الأمم المتحدة مارتن غريفيث إلى أوكرانيا اليوم الإثنين ليقف بنفسه على "تأثير الاستجابة الإنسانية والتحديات الجديدة التي نشأت مع تزايد الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية وسط درجات حرارة شديدة البرودة في الشتاء"، وفق ما أفاد مكتبه.

هجمات روسية جديدة

على الصعيد الميداني، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها صدت هجمات روسية على أربع تجمعات سكنية في منطقة دونيتسك الشرقية وعلى ثماني تجمعات في منطقة لوغانسك المجاورة.

واستمرت الهجمات الروسية على باخموت، التي أصبحت الآن في حالة خراب إلى حد بعيد، وعلى أفدييفكا وليمان.

وشنت القوات الروسية هجومين صاروخيين على البنية التحتية المدنية في كوستيانتينيفكا، وجميعها في منطقة دونيتسك، وهي واحدة من أربع مناطق تزعم موسكو أنها ضمتها من أوكرانيا بعد "استفتاءات "وصفتها كييف بأنها غير قانونية.

وقالت أوكرانيا إن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة على الجبهة الشرقية في قتال عنيف تسبب بخسائر كبيرة في صفوف قواتها.

كذلك نفّذت القوات الروسية أكثر من 60 هجومًا بأنظمة إطلاق الصواريخ استهدفت البنية التحتية المدنية في خيرسون، المدينة الجنوبية التي حرّرتها القوات الأوكرانية الشهر الماضي، والقوات الأوكرانية المتمركزة هناك، بحسب هيئة الأركان العامة.

وقالت إن روسيا قصفت أيضًا تجمعات سكنية على امتداد خط جبهة زابوريجيا في جنوب وسط أوكرانيا، بينما قصفت القوات الأوكرانية نقاط سيطرة روسية ومخازن ذخيرة وأهدافًا أخرى.

حزمة عقوبات جديدة

وفي الجانب الدبلوماسي، سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حزمة تاسعة من العقوبات على روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا. وستضع هذه الحزمة ما يقرب من 200 شخص وكيان آخر على قائمة عقوبات الاتحاد.

وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "إنه يأمل التوصل إلى اتفاق بشأن الحزمة في وقت لاحق اليوم الإثنين أو غدًا الثلاثاء". كما سيناقش الوزراء تقديم شحنات أسلحة إضافية بقيمة ملياري يورو (2.11 مليار دولار) لأوكرانيا.

وأشار مراسل "العربي" في بروكسل نبيل أبي صعب، إلى أن المجر تشكل العقدة الرئيسة أمام الموافقة على حزمة العقوبات الجديدة على روسيا، حيث إن القرار يتطلب إجماع أعضاء الاتحاد الأوروبي جميعًا.

وأوضح المراسل أن المجر لا تعترض على العقوبات بحد ذاتها، بل على إجراء آخر يتعلّق بميزانية مخصصة لها من الاتحاد الأوروبي لم تصرف لها بسبب خلاف حول القانون والفساد في المجر.

ولفت المراسل إلى أن حزمة العقوبات الجديدة تطال البنية الصناعية الروسية بهدف شل المجمع الصناعي الروسي ولا سيما الصناعات العسكرية.

كما ستفرض عقوبات على منتجات تستخدم لأهداف عسكرية مثل عدسات التصوير وأجهزة الكمبيوتر، إضافة إلى كل ما يتعلّق بالصناعات الإلكترونية والكيمياوية.  

وستشمل العقوبات لائحة من المؤسسات الإعلامية والإعلاميين والكتّاب والفنانين والمسؤولين العسكريين، إضافة إلى مؤسسات مالية ومصارف.

وأكّدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين لشبكة (سي.بي.إس) استمرار دعم واشنطن لجيش أوكرانيا واقتصادها "مهما استغرق الأمر"، وأن إنهاء الحرب هو أفضل شيء يمكن للولايات المتحدة فعله للاقتصاد العالمي.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close