الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

عوامل نفسية وبيولوجية.. كيف يمكن فهم التقلبات المزاجية؟

عوامل نفسية وبيولوجية.. كيف يمكن فهم التقلبات المزاجية؟

Changed

تقرير أرشيفي يتناول أعراض الضغط النفسي (الصورة: غيتي)
تُعَدّ التقلبات المزاجية جزءًا طبيعيًا من التجربة الإنسانية. لكنها قد تستوجب الانتباه إذا كانت أعراضها شديدة أو تتداخل مع الحياة اليومية للشخص.

لعلّك شعرت في يوم من الأيام بأنّ مزاجك أو مزاج أحد معارفك مثلاً، انقلب في لحظةٍ معيّنة، ومن دون سابق إنذار، من الابتهاج والنشوة إلى الحزن الشديد، وربما وجدت نفسك تبكي بلا سبب، فهذا هو تحديدًا جوهر ما يُعرَف بـ"التقلبات المزاجية".

ورغم أنّ هذه التقلبات قد تكون "دراماتيكية" في بعض جوانبها، إلا أنّها يمكن أن تصيبنا في أيّ وقت، إذ يمكن لأيّ شخص أن يعاني من تقلبات مزاجية "عرضية"، وفق ما تكشف الدكتورة إليزابيث واسينار، المديرة الطبية الإقليمية لمركز "باثلايت مود آند أنغزاييتي" في كولورادو.

وتشير واسينار بحسب ما ينقل عنها موقع "لايف سينس"، إلى أنّ التقلبات المزاجية تكون أكثر شيوعًا في أوقات معينة من حياة الإنسان، بما في ذلك أثناء تغيرات الحياة مثل البلوغ والحمل وانقطاع الطمث لدى النساء وأثناء فترات التوتر الشديد وقلة النوم.

وخلافًا لما قد يظنّه البعض، فإنّ هذه التقلبات المزاجية تُعَدّ جزءًا طبيعيًا من التجربة الإنسانية. لكنها قد تستوجب الانتباه إذا كانت أعراضها شديدة أو تتداخل مع الحياة اليومية للشخص، علمًا الأسباب والدوافع الكامنة خلفها تتفاوت، فبعضها بيولوجي وبعضها الأخر نفسي.

تُعتبَر التقلبات المزاجية جزءًا طبيعيًا من التجربة الإنسانية - غيتي
تُعتبَر التقلبات المزاجية جزءًا طبيعيًا من التجربة الإنسانية - غيتي

اضطرابات الصحة العقلية

تعتبر حالات الصحة العقلية معقدة، مع تعدد الأعراض والآليات الأساسية التي يمكن أن تختلف من شخص لآخر. ومع ذلك، ترتبط بعض الأعراض بتغيرات الحالة المزاجية.

وفي هذا السياق، تقول واسينار: "قضايا الصحة العقلية لها مكونات بيولوجية وعصبية نفسية معقدة، بما في ذلك الاضطرابات في المستويات المستقرة من الناقلات العصبية مما قد يؤدي إلى عدم استقرار الحالة المزاجية".

كذلك يرتبط اضطراب ثنائي القطب بتغيرات في المزاج. ووفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية، يتضمن ذلك نوبات من الشعور "بالضيق" تليها فترات من اليأس.

الضغط النفسي

والاكتئاب هو حالة صحية عقلية أخرى يمكن أن تسهم في تقلبات المزاج، وغالبًا ما تظهر على شكل حزن شديد وطويل الأمد، وفقًا لجمعية علم النفس الأميركية. 

ترتبط بعض أعراض اضطرابات الصحة العقلية بتغيرات في الحالة المزاجية - غيتي
ترتبط بعض أعراض اضطرابات الصحة العقلية بتغيرات في الحالة المزاجية - غيتي

كما يؤثر الضغط النفسي على المزاج. وتتنوع أعراضه بين اضطرابات الذاكرة وضعف التركيز ورؤية الأحداث السلبية فقط وتواتر الأفكار المتسارعة والمقلقة والشعور بالقلق العام.

ويتسبب الضغط النفسي بسرعة الانفعال والغضب والشعور بالاكتئاب والوحدة. ويتسبب كذلك بأعراض عضوية منها الشعور بآلام متفرقة منها في القلب والشعور بالدوخة والغثيان إضافة إلى المشاكل الهضمية.

وينعكس الضغط النفسي على سلوك الإنسان فقد يعاني البعض من زيادة أو نقصان في الشهية ومن الأرق أو الكوابيس. كما يلجأ البعض إلى الانعزال والوحدة، أو ربما إلى التدخين من أجل الاسترخاء. 

نمط الحياة

لا شكّ أنّ النوم هو أمر أساسي عندما يتعلق الأمر بالمزاج، كما يؤكد المعالج النفسي البريطاني علي روس، ويعود ذلك لأن النوم يعطل إيقاع الساعة البيولوجية ما يؤثر على الحالة المزاجية.

كما تتسبب التحولات والأحداث الرئيسية في الحياة، مثل الانتقال إلى مكان جديد أو تجربة وفاة أحد الأحباء إلى تغيرات في المزاج.

وأشارت ورقة بحثية نُشرت عام 2011 في مجلة "أميركان سيكولوجيست" إلى أنه غالبًا ما يتم تجاهل تأثير اختيارات نمط الحياة اليومية على الحالة المزاجية. فالنظام الغذائي والتمارين الرياضية والعلاقات كلها تؤثر على الصحة العقلية والمزاج.

عوامل بيولوجية

وتعاني العديد من النساء من تقلبات مزاجية مرتبطة بدورة الطمث. وتعرف الأعراض التي تعاني منها النساء في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية باسم متلازمة ما قبل الحيض، وفقًا لمكتب صحة المرأة. ويمكن أن تشمل تدني الحالة المزاجية والقلق والبكاء. 

يمكن أن تحدث التغيرات المزاجية أثناء الحمل بسبب الإجهاد البدني أو التغيرات الهرمونية- غيتي
يمكن أن تحدث التغيرات المزاجية أثناء الحمل بسبب الإجهاد البدني أو التغيرات الهرمونية- غيتي

وتوضح واسينار أن أسباب هذه التقلبات المزاجية غير مفهومة تمامًا، رغم أن تغيير الهرمونات هو أحد التفسيرات المحتملة.

كما يعد اضطراب ما قبل الحيض شكلًا أكثر شدة من متلازمة ما قبل الحيض، وفقًا لـ"جون هوبكنز ميديسن"، ويؤثر على حوالي 5 إلى 8% من النساء. فانخفاض مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون قد يؤدي إلى ظهور الأعراض، بينما قد يلعب السيروتونين، وهو مادة كيميائية في الدماغ تنظم الحالة المزاجية والجوع والنوم دورًا أيضًا، وفقًا لعيادة كليفلاند.

ويمثل انقطاع الطمث فترة أخرى من التقلبات الهرمونية التي تؤثر على المزاج، مع انخفاض هرمون الاستروجين والبروجسترون. 

كذلك يمثل الحمل تحولًا مهمًا في حياة الشخص يمكن أن يسبب تغيرات في المزاج. كما يمكن أن تحدث التغيرات المزاجية أثناء الحمل بسبب الإجهاد البدني أو التعب أو التغيرات في هرموني الإستروجين والبروجسترون، وفقًا لجمعية الحمل الأميركية.

ويؤكد روس أن الحالة المزاجية للناس تتغير في كل وقت. ويقول: "إنه جزء من أن تكون إنسانًا"، فيما تشير واسينار إلى أن "التقلبات المزاجية المستمرة التي تعطل حياة الإنسان الطبيعية قد تكون علامة على وجود خطأ ما ويمكن أن تكون علامة على اضطراب مزاجي كامن". 

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close