الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

غرق الطراد "موسكفا".. الكرملين يتهرب من تقديم حصيلة الخسائر الرسمية

غرق الطراد "موسكفا".. الكرملين يتهرب من تقديم حصيلة الخسائر الرسمية

Changed

"أنا العربي" يعرض تفاصيل غرق السفينة الروسية "موسكفا" (الصورة: تويتر)
منذ غرق السفينة الرائدة في أسطول البحر الأسود الروسي، تكتمت القوّات البحرية أو وزارة الدفاع عن حصيلة حادثة الغرق التي شكلت ضربة قوية لموسكو.

ما تزال حادثة غرق الطرّاد الروسي "موسكفا" في البحر الأسود والتي شاركت في الهجوم على أوكرانيا على مدى 50 يومًا، تثير تساؤلات لا سيما عن حصيلة الخسائر البشرية للسفينة التي كان طاقمها يضمّ مئات الأفراد.

ورفض الكرملين، الإثنين التعقيب على شهادات تفيد بفقدان أثر جنود منذ غرق سفينة القيادة الروسية موسكفا في البحر الأسود الأسبوع الماضي والتي قالت كييف إنها قصفتها.

واعتبر الناطق باسم الرئاسة دميتري بيسكوف أن كلّ المعلومات تأتي من وزارة الدفاع، مشيرا إلى أنه ليس من صلاحياته الإدلاء بتصريحات في هذا الصدد.

ومنذ غرق السفينة الرائدة في أسطول البحر الأسود الروسي، تكتمت القوّات البحرية ووزارة الدفاع عن حصيلة حادثة الغرق التي شكلت ضربة قوية في ميزان العملية العسكرية التي تشنها روسيا ضد جارتها منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.

وعقب الحادثة كشف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، الجمعة الماضية، أن الطراد الروسي موسكفا أغرق بصاروخين أوكرانيين، مؤكدًا أنها "ضربة قاسية" لروسيا.

روايات أقرباء الجنود

وخلال الأيّام الأخيرة، أفادت عدّة شهادات نشرتها وسائل إعلام ناطقة بالروسية وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بفقدان أثر عدّة بحّارة، البعض منهم كان يؤدّي الخدمة العسكرية.

ومساء الأحد، نشر رجل يعيش في شبه جزيرة القرم اسمه دميتري تشكريبيتس، يقول إنه والد فرد من الطاقم فُقد أثره، رسالة على شبكة التواصل الاجتماعي الروسية "فكونتاكتي" تساءل فيها عمّا كان يفعله ابنه، المجنّد حديثًا، في منطقة نزاع.

وأخبرت امرأة تدعى يوليا تسيفوفا عدّة وسائل إعلامية بفقدان أثر ابنها.

وتفيد السلطات الروسية من جهتها بأنّه جرى إجلاء طاقم موسكفا، ولم تسفر حادثة غرق الطرّاد لا عن قتلى ولا عن جرحى ولا عن مفقودين.

وبحسب الرواية الروسية، فقد غرقت هذه السفينة الحربية التي كانت تؤدّي دورًا رئيسيًا في التنسيق بين سفن الأسطول الروسي في البحر الأسود، إثر حريق ناجم عن انفجار ذخائر، أما أوكرانيا، فتقول من جهتها إنها أغرقتها بضربات صاروخية.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية السبت شريط فيديو يظهر، بحسب ما قالت، لقاء بين قائد البحرية وعشرات الناجين من حادثة غرق الطرّاد الذي كان طاقمه يضمّ رسميا قرابة 680 فردًا.

ويظهر في هذا الشريط الذي يمتدّ على حوالي ثلاثين ثانية رجال يرتدون زيّ البحرية مصطفين في وضعية الاستعداد قبالة قائد القوّات البحرية نيكولاي إييفمينوف.

وأقرّت روسيا في 25 مارس الماضي، بسقوط 1351 قتيلًا في صفوف جنودها خلال شهر من المعارك في أوكرانيا. وسبق أن أعلن الكرملين أن مجنّدين حديثا شاركوا خطأ في المعارك الدائرة في أوكرانيا قبل سحبهم من ساحة القتال.

مميزات "موسكفا"

وتعتبر "موسكفا" السفينة الرائدة من فئة "Project 1164 Atlant" لطرادات الصواريخ الموجهة في البحرية الروسية، ودخلت الخدمة عام 1983 تحت اسم "غلوري"، ثم في عام 1996، حملت اسمها الحالي، ومقر الطراد في قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في سيباستوبول بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

ووضع هذا الطراد القاذف للصواريخ من فئة أتلانت في الخدمة عام 1983 أثناء الحقبة السوفياتية باسم "سلافا" (المجد)، وقد صمم ليكون قادرًا على تدمير حاملة طائرات.

والطراد الذي يبلغ طوله 186 مترًا وأعيدت تسميته بـ"موسكفا" (موسكو) في مايو/ أيار 1995، مزود بـ16 صاروخًا مضادًا للسفن من طراز بازلت/فولكان وصواريخ فورت ونسخة بحرية من صواريخ إس-300 طويلة المدى وصواريخ أوسا قصيرة المدى، كما يحمل قاذفات صواريخ ومدافع وطوربيدات.

وشارك الطراد في ثلاثة نزاعات، في جورجيا في أغسطس/ آب 2008، وفي سوريا بعدما تدخلت روسيا في 31 سبتمبر/ أيلول 2015 لمنع سقوط نظام بشار الأسد، وبقي الطراد حتى يناير/ كانون الثاني 2016 في شرق البحر المتوسط لضمان "الدفاع المضاد للطائرات" في قاعدة حميميم الجوية، وفق وزارة الدفاع الروسية.

وحاليًا شارك "موسكفا" في الهجوم الذي أطلقه فلاديمير بوتين في 24 فبراير/ شباط الماضي على أوكرانيا.

ونال الطراد موسكفا شهرة في بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا عندما انتشر تسجيل لجنود أوكرانيين يحرسون إحدى الجزر وهم يتوجهون إلى طاقم السفينة عبر جهاز اتصال لاسلكي بأن "يذهب إلى الجحيم" بعد أن دعاهم للاستسلام.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close