الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

غضب واحتقان في لبنان.. 5 ضحايا جدد نتيجة "زورق طرابلس" ودعوات للتحقيق

غضب واحتقان في لبنان.. 5 ضحايا جدد نتيجة "زورق طرابلس" ودعوات للتحقيق

Changed

"العربي" يناقش الهجرة غير النظامية بحرًا في شمال لبنان (الصورة: مواقع التواصل)
أوضح الجيش اللبناني أنّ غرق المركب جاء نتيجة تسرّب المياه بسبب ارتفاع الموج وحمولة المركب ‏الزائدة، فيما طلب رئيس الجمهورية فتح تحقيق في ملابسات الحادث.

أكد الجيش اللبناني، اليوم الأحد، أنّ قواته البحرية تمكنت من إنقاذ 48 شخصًا بينهم طفلة متوفية كانوا على متن مركب تعرّض للغرق في أثناء محاولة تهريبهم بطريقة غير نظامية قبالة شاطئ القلمون شمالي البلاد ليل أمس.

جاء ذلك في وقت انتشل الجيش اللبناني الأحد خمس جثث لمهاجرين بعد انتشال جثة طفلة السبت، ليرتفع عدد ضحايا غرق المركب إلى ست، بحسب حصيلة موقتة نقلتها الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

وفي بيانه، أوضح الجيش اللبناني أنّ غرق المركب جاء نتيجة تسرّب المياه بسبب ارتفاع الموج وحمولة المركب ‏الزائدة، مضيفًا أن قواته البحرية عملت بمؤازرة مروحيات تابعة للقوات الجوية وطائرة "سيسنا" على سحب ‏المركب وإنقاذ معظم من كان على متنه.

عون يطلب فتح تحقيق بالملابسات

بدوره، أعلن المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية أنّ الرئيس ميشال عون "تابع تفاصيل غرق الزورق وعمليات إنقاذ الركاب وتقديم العلاج لهم، وطلب من الأجهزة القضائية والعسكرية فتح تحقيق في الملابسات التي رافقت حادثة الغرق". 

أما رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي فتابع مع قائد الجيش جوزف عون ملف البحث عن ركاب الزورق والتحقيقات الجارية في الحادثة. وأبدى "حزنه الشديد للحادثة المؤلمة"، مشدّدًا على أنّ "الإسراع في التحقيقات لكشف ملابسات الحادث  مسألة ضرورية لمعرفة حقيقة اسباب الحادث المؤلم".

وتمنى ميقاتي على "المواطنين الشرفاء ألا يقعوا ضحية عصابات تستغل الأوضاع الاجتماعية لابتزازهم بمغريات غير صحيحة وغير قانونية".

وكانت منظمة الصليب الأحمر اللبناني أعلنت مساء أمس عن غرق الزورق وقالت في بيان لها: "غرق زورق وعلى متنه حوالي 60 شخصًا. وجّه الصليب الأحمر اللبناني 7 سيارات إسعاف إلى ميناء طرابلس" في شمال البلاد.

وأكد الجيش اللبناني في بيان اليوم، أن قواته تواصل عملياتها برًا وبحرًا وجوًا لإنقاذ آخرين ما زالوا في عداد المفقودين، كما قام بتوقيف أحد الأشخاص للاشتباه بتورطه في عملية التهريب.

وأوضح بيان الجيش بأن التحقيقات بوشرت بإشراف القضاء المختص، كما أنه قدم للناجين الإسعافات الأولية ونُقل المصابون منهم إلى مستشفيات المنطقة. 

توتر واتهامات

ويأتي بيان الجيش وسط توتر كبير تشهده مدينة طرابلس التي ينتمي إليها معظم من كانوا على الزورق، حيث جرى إطلاق نار كثيف في الهواء، تعبيرًا عن الغضب جراء الكارثة، ووسط اتهامات من قبل بعض الناجين بأن زورقًا أمنيًا هو من اعترض الزورق بطريقة عنيفة، ما أدى لغرقه. 

وقالت صحيفة "النهار" اللبنانية: إنّ أهالي ركاب الزورق حاولوا مرارًا دخول المرفأ، لكن الجيش منعهم ريثما تنتهي عمليات الإنقاذ. ونقلت الصحيفة عن إحدى الناجيات بأن "زورقًا اصطدم بالقارب الذي تعطّل على الفور، وأخذت الأمواج الكبيرة ترتطم به والمياه تملؤه". وزعمت الناجية التي كانت على متنه مع أطفالها الأربعة أن "الزورق الذي طاردهم كان أمنيًا وحاول منعهم من إكمال الرحلة نحو إيطاليا". 

وتناقل الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات فيديو أظهرت الأهالي وهم في حالة غضب كبير، وقد حمّلوا رموز النظام اللبناني في السلطة مسؤولية ما آلت إليه أوضاع الناس اجتماعيًا في لبنان، ما أدى إلى سعيهم خلف الهجرة حتى بطريقة غير نظامية. 

ويعاني لبنان الذي يناهز عدد سكانه ستة ملايين نسمة، أزمة مالية غير مسبوقة يقول البنك الدولي إنها على نطاق تشهده عادة دول تعيش حروبًا. وفقدت الليرة أكثر من 90% من قيمتها الشرائية ويعيش غالبية السكان تحت خط الفقر، في ظل أزمة كهرباء ومحروقات وأدوية. 

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن 1570 شخصًا على الأقل بينهم 186 لبنانيًا حاولوا المغادرة في رحلات بحرية غير نظامية من لبنان باتجاه قبرص خلال العام الماضي.

وقدر الباحث محمد شمس الدين، في الشركة الدولية للمعلومات، خلال حديث لـ"العربي" في وقت سابق بأن 66 ألف لبناني هاجروا بشكل قانوني في عام 2019 و17 ألفًا هاجروا في عام 2020 ونحو 77 ألفًا هاجروا في عام 2021.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close