الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

غموض يحيط بمستقبل الذكاء الاصطناعي.. هل يهدد الوجود البشري؟

غموض يحيط بمستقبل الذكاء الاصطناعي.. هل يهدد الوجود البشري؟

Changed

حلقة من برنامج "قراءة ثانية" تسلط الضوء على تطور الذكاء الاصطناعي وتناقش إمكان تفوقه على البشر مستقبلًا (الصورة: غيتي)
دخل العالم عصر الذكاء الاصطناعي من بابه الواسع في محاولة لتسهيل حياة الإنسان، إلا أن المخاوف تتصاعد من أن يتفوق على الإنسان أو يُستعمل لغايات خبيثة.

بات مصطلح الذكاء الاصطناعي مصدر توجس في الأوساط العلمية كما عند العامة في ظل مخاوف متزايدة من خروج خوارزمياته عن السيطرة مع ظهور أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات وقرارات سلبية.

يأتي ذلك وسط تحذيرات من أن يتطور هذا الذكاء ما يطرح قضايا وتحديات أخلاقية وأمنية وسياسية واقتصادية.

فتقنية الذكاء الاصطناعي حققت قفزات نوعية وأبرز تجلياتها، تطوير شبكات عصبية تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري أي أنها قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتيًا من دون تدخل الإنسان من خلال قدرتها على التعرف على الصور وفهم الكلام والترجمة من لغة إلى أخرى وتحليل البيانات واتخاذ القرارات بدل الإنسان.

وتطرح استخدامات الذكاء الاصطناعي مخاطر رقمية مستقبلية في صورة القرصنة الإلكترونية واختراق البرمجيات واستغلال تقنياته في الدعايات المغرضة من خلال الإنتاج التلقائي للصور ومقاطع الفيديو المزيفة.

الوجه الآخر لشركات التكنولوجيا

ووفقًا لبعض الخبراء فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تكون أدوات مثيرة للخوف في حال أسيء استخدامها خاصة مع الطفرة التكنولوجية بسبب دخول خوارزميات الذكاء الاصطناعي في كل تفاصيل الحياة.

كما تتزايد المخاوف من تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية والتحكم بالبيانات الشخصية.

ومن أهم المخاطر التي بدأت تثير المخاوف ما يصطلح على تسميته بـ"عنصرية تطبيقات الذكاء الاصطناعي" التي تُبرمج وفق بيانات تتعلق بالعرق والجنس والدين وتوظف لاتخاذ قرارات فورية بدل الإنسان.

هذا الأمر يطرح مشكلة التحيز في أنظمة معالجة الخوارزميات التي حولت الذكاء الاصطناعي إلى آلة عنصرية تدوس على قيم المساواة والتسامح والتعايش.

ومن تجليات الوجه الآخر لشركات التكنولوجيا وعلاقتها الجدلية بسياسة الأنظمة في التضييق على الحريات وفق خوارزميات الذكاء الاصطناعي، مشروع "نيمبوس" لعملاق التكنولوجيا غوغل.

فالمشروع العسكري المشترك بين غوغل وأمازون والحكومة الإسرائيلية يتيح للأجهزة الأمنية الإسرائيلية استغلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من خلال التحكم بكاميرات المراقبة وفق قاعدة بيانات من دون أي تدخل من شركة غوغل.

ويرى مختصون أن وضع ضوابط أخلاقية وإنسانية في آليات عمل الذكاء الاصطناعي هو تحد ورهان مستقبلي لقطع الطريق أمام أي إشكالات تفرضها الخوارزميات على أسس عنصرية، الأمر الذي يستدعي سن تشريعات وقوانين عالمية لأنسنة الذكاء الاصطناعي وفق القيم البشرية.

"غموض مفاهيمي"

وفي هذا الإطار، يوضح أستاذ الأخلاق الحيوية في جامعة حمد بن خليفة محمد غالي أن أحد الإشكالات الكبرى للذكاء الاصطناعي يتمثل في بـ"الغموض المفاهيمي".

وأشار في حديث إلى "العربي" من الدوحة إلى أن الإشكالية معقدة فيما خص الذكاء أصلًا نظرًا لوجود مفاهيم متعددة له، وقد أضيف إليه مفهوم "الاصطناعي" ما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا.

غالي رأى أن هناك اتفاقًا بالحد الأدنى على بعض المفردات التي تحدد الذكاء الاصطناعي، أولها هو أن الآلة يصبح لها قدرة ذاتية على الحركة والفعل ولا تحتاج طيلة الوقت إلى تعليمات من الإنسان للقيام بفعل ما.

وحول المخاوف من أن تتمرد الآلة ذات الذكاء الاصطناعي على الإنسان يومًا ما، قال غالي: إن النقاش يدور حول هذا الأمر منذ فترة طويلة إلا أنه لا يوجد إجماع حول هذه المخاوف.

"لا يوازي الذكاء البشري"

بدوره، شرح أستاذ اللسانيات الحاسوبية في الجامعة اللبنانية غسان مراد أن الذكاء الاصطناعي هو مجموعة من البرمجيات وتنفيذ الخوارزميات، أي تنفيذ مجموعة من الآليات بشكل تسلسلي منطقي بهدف الوصول إلى نتيجة معينة.

وأوضح لـ"العربي" من بيروت أن الإنسان يستخدم في حياته اليومية العديد من هذه البرمحيات، معتبرًا أن الذكاء الاصطناعي لا يوازي فعلًا الذكاء البشري رغم إمكانيات المحاكاة.

ولفت مراد إلى أن الذكاء الاصطناعي هو نوع من السلوك الذكي للآلة وليس الذكاء على غرار الذكاء البشري، مشددًا على أن الإنسان هو من يبرمج الآلة ويحدد الآليات التي يجب أن يقوم بها برنامج معين.

وحول التخوف على مستقبل الإنسان بوجود الذكاء الاصطناعي، قال مراد: إن التقنيات الذكية موجودة وعلينا التعامل معها والاستفادة منها كباقي الآلات والتقنيات، مستبعدًا أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الإنسان.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة