الخميس 2 مايو / مايو 2024

فلسطين بين بايدن وترمب.. كيف تؤثر قضيتها على الانتخابات الأميركية؟

فلسطين بين بايدن وترمب.. كيف تؤثر قضيتها على الانتخابات الأميركية؟

Changed

يتفرد دونالد ترمب مرشحًا وحيدًا عن الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض في مواجهة الرئيس جو بايدن
يتفرد دونالد ترمب مرشحًا وحيدًا عن الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض في مواجهة الرئيس جو بايدن - وسائل التواصل
يرجح البعض أن يكون دونالد ترمب الخيار الأسوأ بالنسبة للفلسطينيين بحال وصوله لسدة الرئاسة خصوصًا وأن تاريخه شاهد على تأييد مطلق  للاحتلال.

بعدما أصبح المرشح الوحيد عن الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، أعلن دونالد ترمب صراحة تأييده للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مجددًا تأكيد دعمه لحكومة بنيامين نتنياهو، ورفض وقف إطلاق النار، واتهم إدارة الرئيس جو بايدن باللِّين، وفق تعبيره، في التعامل مع أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

في المقابل، وكما كان متوقعًا، أبدت إدارة الرئيس بايدن مؤخرًا مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل خشية استمرار نزيف التأييد الشعبي عقب موقفها المتشدد من عملية طوفان الأقصى، ووقوفها التام مع نتنياهو، لكن دون حصول أي تغيير جذري في النهج الذي تتبعه واشنطن حيال الصراع.

ولعل أكثر المحبطين من سياسة بايدن تجاه العدوان أنصار القضية الفلسطينية والعرب الأميركيون الذين قد يقاطعون الانتخابات، غير أنهم في الوقت ذاته واقعون بين خيارين أحلاهما مر، بايدن، أو ترمب.

وتثير معارضة اليساريين والعرب للسياسة التي ينتهجها بايدن تجاه العدوان مخاوف من أن تشكل عائقًا في إعادة انتخابه علاوة على الانخفاض الحاد في أصوات الشبان المؤيدين لبايدن. كل ذلك سيشكل معضلة، خاصة أن المنافسة قد تكون قوية جدًا، والنتيجة قد تحسمها أصوات قليلة.

ومع إعلان نيكي هيلي وقف حملتها الانتخابية يتفرد دونالد ترمب مرشحًا وحيدًا عن الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض في مواجهة الرئيس بايدن. وهو ما يقلق الناخبين العرب خاصة وأن تاريخ ترمب شاهد على تأييد مطلق  للاحتلال أبرز وجوهه الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وإن كانت مواقفه لا تختلف عن مواقف بايدن تجاه دعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا.

لكنَّ البعض يرجح أن يكون ترمب الخيار الأسوأ بالنسبة للفلسطينيين، فوجهة النظر هذه يعززها ما عبر عنه إيتمار بن غفير أبرزُ قادة اليمين المتطرف الإسرائيلي، بقوله: "لو كان ترمب في السلطة لكان سلوك الولايات المتحدة أفضل".

نقاط ضعف بايدن وترمب

وفي هذا الإطار، يرى الأستاذ المحاضر في كلية الشؤون الدولية في جامعة جونز هوبكنز في واشنطن إدوارد جوزيف، أن مواجهة ترمب لبايدن في نوفمبر المقبل باتت أمرًا محسومًا.

وفي حديث إلى "العربي" من واشنطن، يعرب جوزيف عن اعتقاده أن بايدن الذي يقود الحزب الديمقراطي لن ينتحى، مضيفًا أن نيكي هايلي أعلنت أنها ستعلق حملتها رغم أنها هزمت ترمب في ولاية من الولايات ما يظهر أن الرئيس الأميركي السابق لم يكن مُجمعًا عليه.

ويوضح أن بايدن وترمب لديهما نقاط ضعف، فالرئيس الحالي حسبما يقال عنه إنه طاعن في السن وصورته مهزوزة، بينما الرئيس السابق فنقاط ضعفه تتعلق بارتباطه بلوائح اتهامات، لافتًا إلى أنه من غير الواضح ما هي تداعيات هذه التهم الموجهة له.

يرجح البعض أن يكون ترمب الخيار الأسوأ بالنسبة للفلسطينيين
يرجح البعض أن يكون ترمب الخيار الأسوأ بالنسبة للفلسطينيين - وسائل التواصل

جوزيف يرى أن عدم التصويت لبايدن في عدد من الولايات لا يشكل أمرًا مهمًا لإعادة انتخابه، لافتًا إلى أن أرقام الممتنعين عن التصويت متواضعة بالنسبة للرئيس الحالي.

بين بايدن وترمب.. من المناصر الأقوى لإسرائيل؟

من جهتها، توضح الأستاذة المشاركة ورئيسة قسم العلوم السياسية بجامعة ماساتشوستس ليلى فرسخ، أن صمت ترمب حيال العدوان الإسرائيلي على غزة، كان بسبب انشغاله بالاتهامات الموجهة ضد، مرجحة أن تتأخر المحاكمات ضده إلى ما بعد الانتخابات في نوفمبر.

وفي حديث إلى "العربي" من بوسطن، أضافت فرسخ أن ترمب وبعد أن تأكد أنه المرشح الوحيد في الحزب الجمهوري، يريد أن يبتعد عن كل تصريحات بايدن، وأن يركز على أنه المناصر الوحيد لإسرائيل.

وفيما أشارت إلى أن ترمب يريد أن يؤكد أن الجمهوريين هم فعلًا مناصرون الأقوى لإسرائيل، تحدثت فرسخ عن نوع من المنافسة الزائفة بين بايدن وترمب حول هذا الموضوع، لأن كلًا منهما يظهر أنه المؤيد الأقوى لإسرائيل.

وتعرب فرسخ عن اعتقادها أن الأعداد التي امتنعت التصويت تشكل دليلًا على أنها صوت احتجاجي، وتدل على أن حجم نجاح الانتخابات سيكون ضيقًا جدًا، مضيفة أن الذين احتجوا ضد بايدن بأصواتهم يحاولون أن يمارسوا ضغطًا على سياسته، ويمكن أن يكون لهم تأثير.

مواقف الجمهوريين والديمقراطيين تجاه القضية الفلسطينية

أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات يوضح بدوره أن الدراسات والأبحاث التي أجريت على مواقف الجمهوريين والديمقراطيين في الإدارة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية خلال 20 عامًا، تظهر بأن الجمهوريين ازدادوا تطرفًا ويمينية فيما يخص القضية الفلسطينية، وأن الديمقراطيين ازدادوا يسارية، وأن هناك فجوة اتسعت بينهما على مدار هذه المدة.

قال فريحات لـ"العربي": "لا أحد يختلف على أن إسرائيل هي حليف إستراتيجي في المنطقة بالنسبة للولايات المتحدة، وأن أمنها من أمن أميركا، إلا أن هناك مفارقات في المواقف ما بين الإدارات الجمهورية والديمقراطية".

وأضاف أن أيًا من الإدارات الديمقراطية لم تقدم على نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، ولم تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولم تقم بصفقة القرن كما فعل ترمب خلال الفترة التي كان بها في البيت الأبيض.

وأعرب فريحات عن اعتقاده أن الموقف الأميركي سيأخذ في التطرف بشكل جوهري بشكل أكبر مما نراه اليوم في حال عودة ترمب إلى الحكم، خاصة لناحية إطلاق يد إسرائيل في المنطقة.

ولفت إلى أن من الفوائد التي يجنيها العرب والفلسطينيون بوصول إدارة جمهورية إلى البيت الأبيض أنها تحررهم من وهم أن الإدارة الأميركية سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية بإمكانها أن تفعل شيئًا للقضية الفلسطينية.

وشدد فريحات على وجوب أن يقوم الفلسطينيون بمشروع واضح وصريح ويوحدوا أنفسهم ويواجهوا الهمجية التي انتهجتها السياسية الأميركية في ظل حكم ترمب تجاه القضية الفلسطينية.

واعتبر أن تصريحات بايدن التي تحدث خلالها عن مشروع وقف إطلاق نار في غزة لمدة 6 أسابيع هي وهم كبير، لأن بعد ذلك ستعود الدبابات والجرافات الإسرائيلية إلى محو غزة عن الوجود.

وفيما لفت إلى أن سياسة ترمب ستكون أكثر تطرفًا حال عودته إلى الحكم، أوضح أن هناك وعيًا لدى الجالية العربية في أميركا وتحديدًا في ميشيغان بأنه لا بد أن يكون هناك وقفة ومساءلة لقيادة الحزب الديمقراطي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة