السبت 11 مايو / مايو 2024

فنيو النظام السوري في روسيا.. هل تكرّر موسكو تجربة البراميل المتفجرة في أوكرانيا؟

فنيو النظام السوري في روسيا.. هل تكرّر موسكو تجربة البراميل المتفجرة في أوكرانيا؟

Changed

تقرير بتاريخ (3 مايو 2019) عن استهداف غربي سوريا ببراميل متفجرة (الصورة: غيتي)
حذّر مسؤولو استخبارات أميركيون وأوروبيون من أن الجيش الروسي ربما يستعد لاستخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب على أوكرانيا.

نقلت صحيفة "الغارديان البريطانية عن مسؤولين أوروبيين قولهم إن أكثر من 50 فنيًا متخصصًا بالبراميل المتفجرة وصلوا من سوريا إلى روسيا للمساعدة في الاستعداد لحملة تدمير في أوكرانيا، مماثلة لما جرى في سوريا.

وقال مسؤولون أوروبيون من الاستخبارات، لم تكشف هوياتهم، إن الفنيين السوريين يتمتعون بخبرة واسعة في صنع المتفجرات، ووصلوا إلى روسيا منذ عدة أسابيع، ويعملون جنبًا إلى جنب مع مسؤولين من الجيش الروسي.

وذكرت الصحيفة أن وجودهم في روسيا كان أحد العوامل وراء التحذيرات الأميركية والأوروبية من أن الجيش الروسي ربما يستعد لاستخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب على أوكرانيا، والتي دخلت شهرها الرابع، من دون مؤشرات تُذكر إلى الاقتراب من حل.

ما هي البراميل المتفجّرة؟

البراميل المتفجرة هي عبارة عن متفجرات خام معبأة في أسطوانة، تُلقى من طائرات هليكوبتر على الأهداف، وتتمتع بقدرة تدمير عالية؛ كما أنها أرخص بكثير من حيث التكلفة من القنابل الموجّهة أو الذكية أو حتى القنابل القديمة التي تُرمى من الطائرات، لكنها أقلّ دقة بكثير، وتعتبر عشوائية إلى حد كبير.

وعمليًا، يمكن ملء البراميل المتفجرة بمواد كيميائية أخرى أو حتى مواد بيولوجية.

ما هو تأثيرها على الحرب السورية؟

استُخدمت هذه القنابل بشكل كبير في الحرب السورية، وكان لها تأثير مدمر جدًا. واتُهم النظام السوري بملء العبوات بالكلور وإلقائها على البلدات والمدن الخاضعة لسيطرة المعارضة، مما تسبب في سقوط مئات القتلى.

وترجّح تقارير أن أول استخدام للبراميل في سوريا كان عام 2012، عندما قصفت هليكوبتر من صنع روسي تابعة للنظام السوري مدينة داعل. كما استخدم النظام هذه البراميل في قصف محافظات اعتُبرت مركزًا للثورة، على غرار إدلب التي تحوّلت إلى مدينة أنقاض، وحلب، ودرعا، ومحافظات دمشق وريفها.

وعام 2014، أدان القرار رقم 2139 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، استخدام البراميل المتفجرة في سوريا، وطالب النظام السوري بإيقاف استخدامها، إلا أن النظام السوري أطلق أكثر من 60 ألف برميل منذ ذلك العام وحتى الآن.

هل يُمكن تكرار التجربة السورية في أوكرانيا؟

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الحرب في أوكرانيا مختلفة عما يحدث في سوريا.

وبينما لم يكن لدى المعارضة المناهضة للأسد سوى القليل لمواجهة التفوّق الجوي للجيش السوري، أوضحت "الغارديان" أن القوات الأوكرانية المسلّحة تمتلك صواريخ أرض-جو قادرة على إسقاط الطائرات والمروحيات الروسية، وتعطيل تقدّم القوات البرية وتعريضها لنيران المدفعية الأوكرانية.

لماذا انضمّ السوريين إلى القتال ضدّ أوكرانيا؟

يعتقد المسؤولون الأوروبيون أن ما بين 800 و1000 جندي من النظام سوري تطوّعوا حتى الآن للسفر إلى روسيا، حيث وعدهم الكرملين برواتب تتراوح بين 1500 و4000 دولار، أي ما يصل إلى 20 ضعف المبلغ الذي يتلقونه في سوريا، حيث دمر الانهيار الاقتصادي قيمة العملة المحلية.

وذكرت الصحيفة أن المتخصّصين في البراميل المتفجرة كانوا في طليعة القوات التي أرسلتها حكومة النظام السوري إلى روسيا لدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي دعم الأسد بدوره بشكل فعّال لتأمين قبضة النظام على السلطة.

وأشارت إلى أن الحكومة السورية أنشأت أربعة مراكز تجنيد رئيسة للانتشار الروسي في دمشق واللاذقية وحماة وحمص، حيث يتمّ نشر المجنّدين بموجب عقد مع مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة التي توظّف المرتزقة لدعم "مغامرات روسيا الخارجية".

وقال أحد السوريين، رفض ذكر اسمه للصحيفة، إن "عمّه الملازم في الجيش السوري تسجّل للقتال في أوكرانيا، ضمن كتيبة كاملة من جيش النظام، لمساعدة بوتين الذي قدّم لنا الكثير".

ما هو دور "فاغنر" في سوريا وأوكرانيا؟

في مطلع 2018، خاضت قوات "فاغنر" معركة ضارية مع القوات الأميركية والكردية في محافظة دير الزور السورية، قُتل فيها أكثر من 140 مرتزقًا معظمهم بالمدفعية الأميركية. وقال مسؤولون أوروبيون إن الحكومة الروسية أعطت الضوء الأخضر لهذا الهجوم.

وذكرت الصحيفة أن قوات "فاغنر" كانت من بين أوائل القوات التي تمّ نشرها في أوكرانيا، وهي متهمة بارتكاب فظائع في بوتشا، حيث قُتل ما يصل إلى 1000 شخص خلال بضعة أيام في أوائل أبريل/ نيسان الماضي.

وفي أواخر أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت الحكومة الأوكرانية أن حوالي 25 مقاتلًا ليبيًا أو سوريًا قُتلوا في بلدة بوباسنا، على الرغم من أن المسؤولين السوريين نفوا ذلك.

ويعتقد أن "فاغنر" نشرت ما يصل إلى 500 عنصر استطلاع في أوكرانيا. وقد تمّ نقل العديد منهم جوًا من النقاط الساخنة في جميع أنحاء شمال ووسط أفريقيا.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close