تُستهلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي ومشروبات الطاقة وغيرها على نطاق واسع. وقد خلصت دراسة تايلاندية إلى أن جرعة منخفضة من الكافيين تحسّن وظائف الذاكرة وصحة الدماغ فضلًا عن زيادة النشاط والانتباه.
وقد أجريت الدراسة باستخدام تخطيط كهربائية الدماغ "إي إي جي" والاختبارات المعرفية التي أظهرت انخفاضًا في نشاط موجة "ألفا" وهو نوع من نشاط الدماغ وغالبًا ما يرتبط بالنعاس، وفقًا لما نشره موقع "سايبوست" نقلًا عن دورية "سايكولوجي آند بيهايفير".
جرعة منخفضة تحسن الوظيفة المعرفية
وسعى باحثو الدراسة لاستكشاف ما إذا كانت جرعة واحدة منخفضة من الكافيين تحتسى للاستيقاظ الصباحي يمكن أن تؤثر على نشاط موجة الدماغ والوظيفة الإدراكية.
وقد أظهرت النتائج الرئيسة أن القوة المطلقة لموجة "ألفا" تتضاءل بعد ثلاثين دقيقة من شرب خمسين ملغ من الكافيين، بينما يظهر نمط مماثل في نشاط موجات "دلتا" و"بيتا" و"ثيتا"، إذ تحسّنت الوظيفة المعرفية، أي سرعة المعالجة الحركية المرئية والذاكرة العاملة والانتباه.
ووفقًا للدراسة فالجرعات المعتدلة من الكافيين تعمل على تحسين الرفاهية وزيادة الدافع والطاقة للعمل دون أي آثار سلوكية ضارة.
من جهته، يلفت المتخصص في جراحة الأعصاب والدماغ لؤي حلالشة إلى أن هذه هي الدراسة الأولى التي تستخدم تخطيط الدماغ لمعرفة تأثير الكافيين عليه.
مضار نفسية وفوائد جسدية
ويوضح في حديث إلى "العربي" من عمان أن الكافيين يحسّن قدرة الإنسان الإدراكية، لكنّه يؤكد أن للقهوة مضارا عديدة ولاسيما على الصعيد النفسي، ويتحدث عن دراسات ربطت بين تناول القهوة بكثرة والقلق والضغط العصبي والاكتئاب.
كما يتحدث في الوقت نفسه عن تأثير الكافيين الإيجابي على جسد الإنسان حيث تحسّن من وظائف الكبد.
وينصح حلالشة بتناول من 20 إلى 50 ملغرام من القهوة يوميًا، وأن تؤخذ من مصادرها الطبيعية وليس المصنعة حيث يُضاف إليها السكر ومواد أخرى.
ويشدد على أنشطة أخرى تحسن، الأداء العقلي مثل الحمية الغذائية المتوازنة والرياضة والتمارين العقلية مثل حلّ الألغاز والأحجيات والمسائل الرياضية.