الأحد 12 مايو / مايو 2024

في ظل استياء من ضآلة حجم المساعدات.. قافلة ثانية تدخل شمال سوريا

في ظل استياء من ضآلة حجم المساعدات.. قافلة ثانية تدخل شمال سوريا

Changed

فقرة ضمن برنامج "شبابيك" حول دخول دفعة ثانية من المساعدات إلى الشمال السوري عبر معبر باب الهوى (الصورة: الأناضول)
تثير كمية المساعدات الدولية الضئيلة التي تصل شمال غرب سوريا غضب منظمات محلية وسكان وناشطين نظرًا لحجم الكارثة التي خلفها الزلزال في المنطقة.

بعد مرور خمسة أيام على وقوع الزلزال المدمر في سوريا وتركيا، دخلت قافلة مساعدات ثانية من الأمم المتحدة الجمعة إلى شمال غربي سوريا، وفق ما أعلن مسؤول في المعبر الحدودي والمنظمة الدولية للهجرة.

وأتى ذلك غداة إرسال منظمة الهجرة الدولية قافلة محدودة من ست شاحنات تحتوي معدات خيم وتكفي لخمسة آلاف شخص فقط أمس الخميس.

وتثير كمية المساعدات الضئيلة غضب منظمات محلية وناشطين في المنطقة.

وقال المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا مازن علوش الجمعة: "دخلت قبل قليل قافلة مساعدات ثانية من الأمم المتحدة مؤلفة من 14 شاحنة".

من جهته، أعلن متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة بول ديلون من جنيف أن القافلة الثانية تحتوي على "مستلزمات إنسانية، ومصابيح تعمل على الطاقة الشمسية وأغطية" وحاجات أخرى، إلا أنها لا تتضمن المواد الغذائية.

وأشار ديلون إلى أن المساعدات الجديدة تكفي لنحو 1100 عائلة فقط في إدلب.

ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في محافظة إدلب وريف حلب الشمالي المجاور أكثر من أربعة ملايين شخص، جزء كبير منهم من النازحين.

استياء من ضآلة حجم المساعدات

وانتقد الدفاع المدني السوري المساعدات الضئيلة التي ترسلها الأمم المتحدة والتي لا تحتوي معدات لفرق البحث والإنقاذ.

هذا في حين اتهم مدير المنظمة الأمم المتحدة بالفشل في إيصال المساعدات الإنسانية المناسبة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في البلاد بعد أن دمرها الزلزال القوي والهزات الارتدادية التي أعقبته.

وقال رائد الصالح: إن المنطقة لم تتلق أي مساعدات من الأمم المتحدة بهدف الاستجابة للكارثة منذ الزلزال الذي وقع يوم الاثنين، وإن الشاحنات الست التي عبرت الحدود إلى سوريا أمس الخميس كانت من الشحنات المعتادة لكنها تأخرت.

وقال للصحافيين عبر رابط فيديو من إدلب: إن الشاحنات التي دخلت أمس هي قافلة كان من المقرر أن تدخل يوم الإثنين لكنها تأخرت بسبب الزلزال وأضاف أنه حتى الآن لم تصل أي مساعدات إلى شمال غرب سوريا من الأمم المتحدة في إطار الإغاثة من الزلزال. ووصف الصالح استجابة الأمم المتحدة بأنها "كارثية" وقال: إن على الهيئة الاعتذار للشعب السوري عن نقص المساعدة التي تقدمها.

وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن حول المساعدات العابرة للحدود. لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما أثر مؤقتًا على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.

ولم يتم إرسال مساعدات من داخل سوريا إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق النظام شمالًا منذ حوالي ثلاثة أسابيع.

إلا أن حكومة النظام أعلنت موافقتها اليوم الجمعة على "إيصال مساعدات إنسانية" إلى مناطق خارج سيطرتها شمال البلاد، وفق ما نقلت وكالة أنباء "سانا".

وأعلن مجلس الوزراء في بيان إثر جلسة استثنائية أن "إشراف الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري على توزيع هذه المساعدات بمساعدة منظمات الأمم المتحدة سيكفل وصولها إلى مستحقيها".

مخزون الأمم المتحدة غير كاف

وكان مسؤول في الأمم المتحدة حذر الأربعاء من أن مخزون الأمم المتحدة في المنطقة يكفي لإطعام مئة ألف شخص لمدة أسبوع واحد.

واجتاح الدمار الناتج عن الزلزال ومركزه في تركيا خمس محافظات سورية، وأودى بأكثر من 22 ألف شخص في سوريا وتركيا، بينهم أكثر من 3300 في سوريا.

وتنهمك منذ الإثنين فرق الإغاثة بالبحث عن ناجين تحت الأنقاض في ظل نقص في الإمكانات، فيما يتضاءل تدريجيًا الأمل بالعثور على أحياء.

وفي مناطق سيطرة النظام السوري، تهبط منذ يومين تباعًا طائرات محملة مساعدات إغاثية للمتضررين في مطارات دمشق وحلب واللاذقية، العدد الأكبر منها من دولة الإمارات، إضافة إلى روسيا وإيران وفنزويلا وليبيا والصين وتونس والهند وباكستان والأردن ودول أُخرى.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد طلب الجمعة، 77 مليون دولار لمساعدة 874 ألف شخص تضرّروا جراء الزلزال في تركيا وسوريا.

وأوضحت الوكالة الأممية التي تتخذ من روما مقرًّا أنّ "برنامج الأغذية العالمي يطلب 77 مليون دولار لتقديم مساعدة على شكل حصص غذائية ووجبات ساخنة لما مجموعه 874 ألف شخص تضرّروا من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا".

ويشمل هذا الرقم 284 ألف شخص شُرّدوا أخيرًا في سوريا و590 ألف شخص في تركيا، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close