في مستهل القمة الأميركية الإفريقية التي تستمر ثلاثة أيام بالولايات المتحدة، حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم الثلاثاء، القادة الأفارقة من أنّ الصين وروسيا تلعبان دورًا "مزعزعًا للاستقرار" في القارة مع تنامي نفوذهما.
وتستضيف الولايات المتحدة القمة التي تهدف إلى تعزيز العلاقات مع القارة السمراء في ظل المواجهة مع الصين وروسيا.
مثير للقلق
ويأتي انعقاد القمة في إطار إستراتيجية "إفريقيا الجديدة" التي كشف عنها الرئيس الأميركي جو بايدن في أغسطس/ آب الماضي وتشمل إصلاحًا للتحركات الأميركية في القارة السمراء.
وخلال اجتماع مع عدد من القادة الأفارقة، قال أوستن: "أعتقد أن الجمع بين هذه الأنشطة من جانب هذين البلدين (روسيا والصين)، يستحق المراقبة. وبالتأكيد، أعتقد أن تأثيرهما يمكن أن يكون مزعزعًا للاستقرار".
واعتبر أوستن أن الصين تعزز وجودها في إفريقيا "بشكل يومي" من خلال تنامي نفوذها الاقتصادي.
وقال: إن "ما يثير القلق هو عدم تصرفهم دائمًا بشفافية فيما يتعلق بما يقومون به وهذا يخلق مشاكل ستؤدي في نهاية المطاف إلى زعزعة الاستقرار إن لم يكن قد قاموا بذلك بالفعل".
وأضاف أوستن أن روسيا "تواصل بيع أسلحة رخيصة" ونشر "مرتزقة في أنحاء القارة"، معتبرًا أن "ذلك مزعزع للاستقرار أيضًا".
55 مليار دولار لإفريقيا
وفي مسعاها لاستمالة شركاء أفارقة مترددين في بعض الأحيان، تعهّدت الولايات المتحدة "تخصيص 55 مليار دولار لإفريقيا على مدى ثلاث سنوات" بحسب البيت الأبيض.
وقال المستشار الرئاسي جايك ساليفان للصحافيين أمس الإثنين إن هذه الأموال، التي سيتم الكشف عن كيفية توزيعها خلال القمة التي تستمرّ ثلاثة أيام برعاية الرئيس جو بايدن، ستخصص للصحة والاستجابة لتغير المناخ.
وأعلنت إدارة بايدن الثلاثاء منح 4 مليارات دولار بحلول عام 2025 للتوظيف وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية في إفريقيا، لاستخلاص العبر من أزمة وباء كوفيد-19.
وفي إطلالة سابقة لمراسل "العربي" من واشنطن، أفاد بأنّ القمة الأميركية الإفريقية هي الأولى من نوعها والأضخم منذ انتشار وباء كورونا عام 2020، مشيرًا إلى أن انعقاد هذه القمة يأتي في سياق الصراع مع الصين على القارة الإفريقية.
وكان الرئيس الأميركي قد وجه دعوة إلى 49 رئيس دولة إفريقية، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي لحضور القمة التي تأمل الولايات المتحدة أن تسهم في تعميق وتوسيع الشراكة طويلة الأمد بين الجانبين وتعزيز الأولويات المشتركة وتمكين المؤسسات والمنظمات والمواطنين في الدول الإفريقية.