كشفت المخابرات العسكرية البريطانية اليوم السبت أن روسيا تقوم بنقل قوات الاحتياط من جميع أنحاء البلاد وتحشدها بالقرب من أوكرانيا، من أجل القيام بعمليات هجومية في المستقبل.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية على موقع "تويتر"، أن نسبة كبيرة من وحدات المشاة الروسية الجديدة تنتشر على الأرجح بمركبات مدرعة "إم تي-إل بي".
هجوم متواصل على دونيتسك
إلى ذلك، تواصل القوات الروسية زحفها إلى منطقة دونيتسك في شرق البلاد حيث يستمر القصف هناك، في حين وعدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية جديدة لكييف، بما فيها قاذفات صواريخ قوية وقذائف دقيقة.
والجمعة، قال حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو عبر "تلغرام": "خط الجبهة بأكمله يتعرض لقصف مستمر". وأضاف أن الروس "لا يكفون عن القصف باتجاه دونيتسك... باخموت وسلوفيانسك تُقصفان ليلاً نهارًا، وكذلك كراماتورسك".
وقبل ذلك خلال نهار الجمعة، أعلن كيريلينكو سقوط ستة قتلى و21 جريحًا خلال 24 ساعة في عمليات قصف للمنطقة.
وقال: إن الجيش الروسي "في طريقه إلى إعادة تجميع وحداته، أو بالأحرى إعادة تشكيل مجموعاته ويعد لعمليات جديدة في سلوفيانسك وكراماتورسك وباخموت".
وفي خاركيف (شمال شرق) ثاني أكبر مدينة في البلاد، أدى القصف الروسي إلى مقتل أربعة مدنيين وجرح تسعة آخرين خلال 24 ساعة، بحسب حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف.
من جانبه، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): إن المساعدة العسكرية الأميركية الجديدة التي تبلغ قيمتها 400 مليون دولار وتشمل أربع منظومات صواريخ متعددة من نوع "هيمارس" وقذائف من عيار 155 ملم، ستحسن قدرات أوكرانيا على استهداف مستودعات أسلحة وسلسلة التوريد للجيش الروسي.
وبفضل منظومات الصواريخ الثماني الأولى "هيمارس" التي تم تسليمها الشهر الماضي، يقدر الخبراء العسكريون أن الجيش الأوكراني تمكّن من تدمير أكثر من عشرة مستودعات ذخيرة روسية مثبتة وراء خط المواجهة في شرق البلاد.
وحتى الآن، قدمت واشنطن مساعدات عسكرية بقيمة 6,9 مليارات دولار إلى كييف منذ بدء الهجوم الروسي. ويتهم الغرب الروس بإطالة أمد الحرب من خلال تزويد كييف بالسلاح.
حرق المحاصيل
ومع سقوط ليستشانسك مؤخرًا، باتت القوات الروسية تسيطر على الجزء الأكبر من إقليم لوغانسك وتسعى الآن إلى السيطرة على مدينة دونيتسك لتحتل بذلك كل منطقة دونباس التي يُحكم الإنفصاليون الموالون لموسكو منذ عام 2014 قبضتهم عليها.
كذلك، ذكر حاكم المنطقة أن الجيش الروسي بدأ بإحراق المحاصيل الزراعية أيضًا، قائلاً: "هناك حرائق كثيفة في الحقول تسبب بها العدو عمدًا"، مضيفًا: "إنهم يحاولون تدمير المحاصيل بكل الوسائل ويقصفون الآلات الزراعية والحصادات".
وأدت الحرب في أوكرانيا التي تعتبر أحد خزانات الحبوب في العالم، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير وساهم في ارتفاع التضخم العالمي.