اعتبر ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن ألمانيا تستعد لحرب مع موسكو، وذلك في تزايد لحد التوتر بين موسكو وبرلين عقب انتشار ما يرجح أنه تسجيل صوتي لمحادثات عسكرية سرية بين ضباط في الجيش الألماني بشأن الحرب في أوكرانيا.
وتعليقًا على تسريبات صوتية لضبّاط ألمان يتحدثون فيما بينهم حول إمكانية ضرب جسر القرم بصواريخ توروس الألمانية في إطار دعم برلين لكييف، قال ميدفيديف: إنه لا أحد يعلم عما إذا كان المستشار الألماني أولاف شولتس على علم بهذه التسجيلات الصوتية أم لا".
"ألمانيا تستعد لحرب مع روسيا"
وأضاف ميدفيديف في منشور عبر حسابه على منصات التواصل الاجتماعي، "إنه حتى ولو لم يكن على اطلاع بها فإن هناك نماذج كثيرة من التاريخ لتوجيه الجيوش الحكومات المدنية نحو إشعال فتيل الحروب".
وراح ميدفيديف يقول ردًا على تسريبات ضباط القوات الجوية الألمانية: "ألمانيا تستعد لحرب مع روسيا".
وكانت مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير شبكة "Russia Today" الإعلامية في روسيا، قد نشرت في وقت سابق تسجيلًا صوتيًا مدته نصف ساعة، يتضمن حديث ضباط رفيعي المستوى في الجوية الألمانية، حول فرضية استخدام القوات الأوكرانية لصواريخ توروس الألمانية البعيدة المدى لتأثيرها المحتمل على استهداف جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة مع الأراضي الروسية.
والجسر رئيسي فوق مضيق كيرتش الذي يربط البر الرئيسي الروسي بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد صرحت بأن موسكو طلبت توضيحًا من برلين حول التسجيلات المذكورة، فيما وصفها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بـ"المدهشة"، متهمًا "زملاءه" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بـ"الكذب".
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الألمانية إطلاق تحقيق حول كيفية حصول روسيا على التسريبات الصوتية، مؤكدة أن الاستخبارات العسكرية (MAD) في البلاد اتخذت التدابير اللازمة بهذا الخصوص.
برلين: بوتين يسعى "لزعزعة استقرار ألمانيا"
وفي هذا السياق، اتهم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، اليوم الأحد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسعي إلى "زعزعة استقرار ألمانيا".
وقال بيستوريوس لصحافيين في برلين: "يتعلق الأمر ببساطة باستخدام هذا التسجيل لزعزعة الاستقرار" في ألمانيا.
وأضاف: "من الواضح أن ثمة مسعى لتقويض وحدتنا، وزرع الانقسام السياسي داخليًا، وآمل بصدق ألّا ينجح بوتين في ذلك وأن نبقى متّحدين".
وأكّدت ناطقة باسم وزارة الدفاع الألمانية السبت صحة التسجيل مع حصول تنصت على محادثة سرية للقوات الجوية.
ويشكل محتوى التسجيل مصدر حرج لألمانيا التي تطالبها كييف منذ فترة طويلة بتزويدها بصواريخ توروس القادرة على إصابة أهداف على بعد ما يصل إلى 500 كيلومتر.
وامتنع شولتس رسميًا حتى الآن عن تلبية هذا الطلب، متخوّفًا من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد النزاع وإثارة توترات إضافية مع روسيا.
ولهذا تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس السبت خلال زيارة لروما بإجراء تحقيق شامل حول التسجيلات.
