برّأت هيئة محلفين الملياردير الأميركي والمدير التنفيذي لشركة "تسلا" إيلون ماسك من المسؤولية عن خسائر تكبدها مستثمرون، عندما نشر تغريدة عام 2018 تشير إلى أنه حصل على دعم مالي لإخراج أسهم شركته لصناعة السيارات الكهربائية من البورصة.
وأجرى المحلّفون مداولات لمدة ساعتين تقريبًا قبل العودة إلى قاعة المحكمة في سان فرانسيسكو أمس الجمعة ليعلنوا أنهم اتفقوا بالإجماع على أن لا ماسك ولا مجلس إدارة "تسلا" ارتكبا عمليات احتيال عبر التغريدة وعقبها.
وكان مستثمرون في "تسلا" قد رفعوا دعوى قضائية ضدّ الملياردير الأميركي متّهمين إياه بالتسبب في خسارتهم ملايين الدولارات، عندما "ضللهم" في تلميحه إلى رغبته في إخراج شركة "تسلا" من البورصة، بينما دافع ماسك عن نفسه أمام المحكمة من الاتهامات الموجهة له بالاحتيال.
"غلبت حكمة الشعب"
وعقب تبرئته، غرّد ماسك الذي حاول مرارًا نقل المحاكمة إلى تكساس بذريعة أن المحلّفين في كاليفورنيا سيتحيّزون ضدّه، وكتب: "الحمد لله غلبت حكمة الشعب!".
وأضاف ثاني أغنى شخص في العالم: "أنا أقدّر بشدّة النتيجة التي توصلت إليها هيئة المحلفين بالإجماع بشأن البراءة في قضية تسلا 420 لإخراج الشركة من البورصة".
وفي أغسطس/ آب 2018، غرّد ماسك بأنه حصل على "تمويل مضمون" لجعل "تسلا" شركة خاصة بسعر 420 دولارًا للسهم، أي بزيادة 23% عن إغلاق في اليوم السابق حينها.
وعليه، ارتفع سعر السهم بعد التغريدة ثم انخفض عندما تبيّن أن الاستحواذ لن يحدث، لذلك يقول مساهمون في الشركة إنهم خسروا مليارات الدولارات بسبب استثماراتهم في الأسهم والأوراق المالية الأخرى للشركة.
وخلال إدلائه بشهادته الأسبوع الماضي، قال ماسك: إن "التمويل لم يكن مشكلة على الإطلاق". ومع ذلك، أقرّ بأنه لم تكن لديه اتفاقيات ملزمة مع مستثمرين مقابل مبالغ محددة، تاركًا لهيئة المحلفين تقرير ما إذا كان قد ضلل المساهمين.
جدل محتدم
بدوره، جادل المحامي نيكولاس بوريت الذي يمثل غلين ليتلتون ومستثمرين آخرين في "تسلا"، في المحكمة بأن القضية أقيمت من أجل ضمان أن يلتزم الأغنياء والنافذون القواعد نفسها للأسواق المالية مثل أي شخص آخر.
فقال بوريت للجنة المؤلفة من تسعة محلفين خلال المرافعة الختامية: "نشَر إيلون ماسك تغريدات كاذبة مع تجاهل متهوّر لحقيقتها".
كما أشار بوريت إلى شهادة خبراء قدّرت أن مزاعم ماسك بشأن التمويل، والتي تبيّن أنها غير صحيحة، كلّفت المستثمرين مليارات الدولارات في المجموع، وأنه يجب أن يدفع ماسك ومجلس إدارة "تسلا" تعويضات.
لكن أليكس سبيرو، محامي ماسك، نجح في الرد بأن الملياردير ربما أخطأ في صياغة تغريدة متسرّعة، إلا أنه لم يخدع أحدًا.
ولم تقترب صفقة الاستحواذ قط من النجاح لأن المستثمرين، وخاصة المساهمين الأفراد، عبّروا عن رغبتهم في إبقاء الشركة عامة، بحسب شهادة ماسك.
"تسلا" في مأزق
ويأتي هذا الحكم، بعد أسابيع من إعلان الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" أنه لن يبيع أيًا من أسهم شركة السيارات الكهربائية لمدة عامين تقريبًا، في وقت سجلت فيه أسهم الشركة خسائر فادحة وسط مخاوف من الركود في عام 2023.
فقد شهدت شركة تصنيع السيارات الكهربائية، التي يديرها ماسك، خسائر متتالية تسبّبت في تراجع أسهمها بنحو 60% خلال العام المنصرم.