الأحد 5 مايو / مايو 2024

قطر تدين تخريب مقر سفارتها.. الضربات الجوية تزداد ضراوة في الخرطوم

قطر تدين تخريب مقر سفارتها.. الضربات الجوية تزداد ضراوة في الخرطوم

Changed

مراسلة "العربي" ترصد ردود الفعل في السودان بعد إقالة حميدتي (الصورة: غيتي)
أدى القتال الدائر إلى انهيار القانون والنظام مع تفشي أعمال النهب التي يتبادل الطرفان اللوم بشأنها وسط تناقص مخزونات المواد الضرورية سريعًا.

تصاعدت خلال الـ 24 ساعة الماضية حدة المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم، حيث انهالت الضربات الجوية على ضواحي العاصمة، وسط محاصرة المدنيين بأزمة إنسانية ونزوح أكثر من مليون شخص جراء الاقتتال.

وطالت ضربات جوية، جنوب أم درمان وشمال بحري، وهما مدينتان مقابلتان للخرطوم على الضفة الأخرى من نهر النيل، كما وقعت بعض الضربات بالقرب من هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني في أم درمان.

وضع متأزم في السودان

أما في الخرطوم، فإن الوضع هادئ نسبيًا رغم سماع طلقات نارية متفرقة. إذ تتمركز قوات الدعم السريع في أحياء سكنية، ما يعرضها لضربات جوية شبه مستمرة من قوات الجيش.

واندلع قتال بري مجددًا في الأيام الماضية في مدينتي نيالا وزالنجي في ولاية دارفور.

وتبادل طرفا الصراع الاتهامات في بيانات صادرة أمس الجمعة بشأن اندلاع القتال في نيالا، وهي واحدة من أكبر مدن البلاد ساد الهدوء النسبي فيها لأسابيع بفضل هدنة بوساطة محلية.

وأدى الصراع الذي اندلع في 15 أبريل/ نيسان الماضي، إلى نزوح ما يقرب من 1.1 مليون داخليًا أو فرارهم إلى بلدان مجاورة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه أسفر عن سقوط نحو 705 قتلى و5287 جريحًا على الأقل.

كما أدى القتال الدائر إلى انهيار القانون والنظام مع تفشي أعمال النهب التي يتبادل الطرفان اللوم بشأنها. وتتناقص مخزونات المواد الغذائية والنقدية والاحتياجات الضرورية سريعًا.

ولم تكن المحادثات التي جرت برعاية الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في جدة مثمرة، وتبادل طرفا الصراع اتهامات بانتهاك العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار.

30 قتيلًا على الأقل

وقال ناشط محلي لوكالة "رويترز"، إن اشتباكات متفرقة بالنيران وقعت بالقرب من السوق الرئيسية بالمدينة بالقرب من مقر قيادة الجيش صباح اليوم السبت.

وقال نشطاء إن ما يقرب من 30 شخصًا لقوا حتفهم في اليومين السابقين من القتال.

ولليوم الخامس والثلاثين على التوالي، تدور معارك عنيفة في الخرطوم وفي إقليم دارفور عند الحدود مع تشاد حيث يشارك مقاتلون قبليون ومدنيون مسلحون في المعارك. وأوقعت الاشتباكات في نيالا، عاصمة ولاية شمال دارفور، 18 قتيًلا الخميس. 

وأعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في وقت متأخر أمس الجمعة، عن تقديم ما تزيد قيمته على مئة مليون دولار للسودان والدول التي تستقبل السودانيين الفارين، بما في ذلك مساعدات غذائية وطبية ضرورية للغاية.

وقالت مديرة الوكالة سامانثا باور "من الصعب وصف حجم المعاناة التي تحدث الآن في السودان".

قطر تدين تخريب سفارتها بالخرطوم

في غضون ذلك، أدانت قطر بأشد العبارات قيام قوات مسلحة غير نظامية باقتحام وتخريب مبنى سفارتها في الخرطوم، مؤكدة في الوقت ذاته، إجلاء طاقم السفارة سابقًا، وعدم تعرّض أي من الدبلوماسيين أو موظفي السفارة لأي سوء.

وشددت وزارة الخارجية، في بيان اليوم السبت، على ضرورة تجنيب السفارات والبعثات الدبلوماسية ومقار المنظمات الدولية والمنشآت المدنية تبعات القتال الدائر في السودان، وملاحقة الجناة وتحميلهم عواقب هذا الفعل "الإجرامي المشين" الذي يمثل انتهاكاً للقانون والاتفاقات الدولية.

بيان وزارة الخارجية القطرية بشأن الاعتداء على مقر السفارة بالخرطوم - تويتر
بيان وزارة الخارجية القطرية بشأن الاعتداء على مقر السفارة بالخرطوم - تويتر

وجددت الوزارة تأكيد موقف دولة قطر الداعي إلى وقف القتال في السودان فورًا، و"ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام إلى صوت العقل وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعات القتال".

وأعربت عن تطلع قطر إلى أن تنتهج جميع الأطراف الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات.

وفيما يبدو أن المفاوضات تدور من أجل هدنة إنسانية لا تحقق أي نتائج، حصلت تغييرات على رأس الدولة والجيش، إذ أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الجمعة إقالة نائبه الذي أصبح عدوه اللدود محمد حمدان دقلو وأحاط نفسه بمقربين إليه على رأس الجيش والدولة.

وشُكل مجلس السيادة من مدنيين وعسكريين في أغسطس/ آب 2019 عقب الإطاحة بعمر البشير وأوكلت إليه مهمة قيادة البلاد خلال مرحلة انتقالية تقود إلى تحول ديمقراطي وتسليم الحكم إلى سلطة مدنية منتخبة.

غير أن البرهان الذي ترأسه ودقلو نائبه في المجلس قاما معًا بانقلاب لإزاحة المدنيين من السلطة، وبعد أقل من عام واحد، وصف دقلو الانقلاب بأنه "فاشل" وبدأ التوتر في التصاعد بين الرجلين.

واندلع الصراع في الخرطوم بعد خلافات تتعلق بخطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وتسلسل القيادة في المستقبل بموجب اتفاق مدعوم دوليًا لانتقال السودان إلى الديمقراطية، بعد عقود من الحكم الاستبدادي حافلة بالصراعات.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close