السبت 27 أبريل / أبريل 2024

قمة روسيا والناتو.. هل ينجح الحوار رغم تصاعد الخلافات ولغة التهديد؟

قمة روسيا والناتو.. هل ينجح الحوار رغم تصاعد الخلافات ولغة التهديد؟

Changed

أكد حلف الأطلسي أنه لن يسمح لموسكو بالوقوف في وجه طموح أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، فيما حذرت روسيا من أنها قد تلجأ إلى الحلول العسكرية لتحييد التهديدات التي تواجه أمنها.

شكّلت أوكرانيا محور محادثات صعبة بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا بعدما عُقدت محادثات سابقة على مدى ساعات بين الجانبين الأميركي والروسي وانتهت إلى شعور كل طرف بألا تطمينات أو ضمانات من الطرف الآخر.

لكن الكل يتمسك بالحوار كمبدأ رغم التهديد باستخدام أوراق القوة وتدفيع الثمن فيما لو حصل تجاوز للخطوط الحمراء.

وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن الحلف مستعد لإجراء محادثات حول الأسلحة لكنه لن يسمح لموسكو بالوقوف في وجه طموح أوكرانيا للانضمام إلى الحلف يومًا ما، وهو مطلب أساسي تقول روسيا إنها لن تتنازل عنه.

وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي: "هناك خطر حقيقي من نشوب صراع مسلح جديد في أوروبا".

وأضاف: "هناك خلافات كبيرة بين أعضاء الحلف من جهة وبين وروسيا من الجهة الأخرى... ولن يكون من السهل تجاوز خلافاتنا".

في المقابل، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو قوله إن موسكو ستلجأ إلى الحلول العسكرية لتحييد التهديدات التي تواجه أمنها إذا لم تكن الوسائل السياسية كافية لتحقيق ذلك.

في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أنه ينبغي ألا يفاجأ أحد إذا نشرت روسيا معلومات مغلوطة بشأن التزامات لم يتم التعهد بها بعد محادثات مع الولايات المتحدة أو إذا افتعلت شيئًا ما ليكون ذريعة لمزيد من زعزعة الاستقرار في أوكرانيا.

"حصول الحوار خطوة إيجابية"

الباحث السياسي فيتشسلاف ماتوزوف يلفت إلى أن مجرد عقد اللقاء بين موسكو وحلف الناتو هو أمر إيجابي، مشددًا على أن الخطوة الأولى يجب أن تتمثل بتفهم كل طرف موقف الطرف الآخر.

وأشار في حديث إلى "العربي" من موسكو إلى أن الطرفين (روسيا والناتو) ابتعدا عن بعضهما بعد عام 2014، لافتًا إلى أن موسكو تعتبر أن السلطة في كييف حاليًا موالية للولايات المتحدة ومعادية لروسيا.

ويتحدث ماتوزوف عن أمر واقع جديد حصل بعد قمة الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن، ما فتح المجال لحوار بين الجانبين الروسي والأميركي على أرضية الناتو، معتبرًا أن هذا الأمر ضرورة ملحة.

ويقول إن روسيا لديها أسباب عديدة لتكون قلقة من التطورات التي تحصل على حدودها، متوقعًا أن لا تعود الثقة فورًا بعد اللقاءات التي تحصل بين روسيا وكل من أميركا وحلف الناتو، معتبرًا أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت وصبر ونية طيبة.

"محاولات روسية لإحداث شرخ بين أميركا وأوروبا"

من جهته، يعتبر الباحث السياسي بيار لويس ريموند أن التهديدات العسكرية الروسية عند حدود أوكرانيا يراها الاتحاد الأوروبي تهديدًا لأمنه، لافتًا إلى أن روسيا تعلم هذا الأمر جيدًا.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من ليون إلى أن اللقاء بين روسيا وحلف الناتو يمكن اعتباره بداية تقارب.

ويشدد على أن آلية إدارة التوتر بين روسيا وأوكرانيا التي يقترحها مفوض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية جوزيب بوريل لا يمكن أن تأتي من دون موافقة ومباركة من جانب واشنطن.

ويذكّر ريموند بكلام بوريل الذي قال إننا في الاتحاد الأوروبي لا نملك ذات قدرات الردع العسكرية التي تملكها واشنطن ولكن لدينا كل الإمكانيات التي تسمح لنا برفع صوتنا وبضمان أمن الدول الأعضاء.

ويتحدث عن محاولات روسية لإحداث شرخ في العلاقات بين أميركا والاتحاد الأوروبي، معتبرًا أنها لن تجدي نفعًا.

"بوتين مصمم على العمل العسكري"

أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن نبيل ميخائيل يعتبر أنه من الواضح أن بوتين يعدّ العدة للقيام بعمل عسكري محدود في أوكرانيا، ويرى أن الغرب والولايات المتحدة يتوقعان هذه الخطوة.

ويشير إلى "العربي" من واشنطن إلى أن الرئيس الروسي يعتمد استراتيجية معينة، بحيث يخاصم حلف الناتو، ويريد أن تفرض روسيا على الغرب تعريف الأمن الأوروبي ويطالب بعدم استفزاز موسكو من خلال ضم دول كانت سابقًا في الاتحاد السوفيتي مثل أوكرانيا وجورجيا إلى حلف شمال الأطلسي.

ويرى أن الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة يريدون فرض عقوبات أكثر تشددًا على روسيا، إلا أن هذا الأمر لن يثني بوتين عن القيام بعمل عسكري.

ويقول ميخائيل إن هناك الكثير من الأمور التي تحصل لمصلحة بوتين وسيستغلها للقيام بعمله العسكري، مبديًا اعتقاده بأن الكفة الإستراتيجية تميل لمصلحة موسكو.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close