الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

كارثة صريحة.. كيف تؤثر حرب أوكرانيا على الأزمة الإنسانية في اليمن؟

كارثة صريحة.. كيف تؤثر حرب أوكرانيا على الأزمة الإنسانية في اليمن؟

Changed

ناقش برنامج "صباح جديد" التحذيرات الأممية من تداعيات الفقر على اليمنيين (الصورة: غيتي)
تنتج أوكرانيا نحو ثلث إمدادات القمح إلى اليمن، ما يثير خشية من تفاقم الجوع في بلد ارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية أكثر من الضعف منذ العام الماضي.

تمتد آثار الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى ما هو أبعد من حدود أوكرانيا، وبدأ اليمنيون يتلمسونها، في بلد غارق في أزمة يصفها الخبراء بأنها واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية خطورة في العالم.

وبينما تمتد الحقول المزروعة بالقمح في شمال غرب اليمن، إلا أن هذه الكميات غير كافية لإطعام اليمنيين الذين يتخوفون من نقص القمح بسبب الحرب في أوكرانيا.

وتنتج أوكرانيا نحو ثلث إمدادات القمح إلى اليمن، ما يثير خشية من تفاقم الجوع في بلد ارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية أكثر من الضعف منذ العام الماضي، وبات غالبية السكان، بطريقة أو بأخرى، غير قادرين على إعالة أنفسهم.

وتحذّر المنظمات الإغاثية من أنّ نقص التمويل، وأحد أسبابه غياب ممولين رئيسين، سيؤدي إلى تفاقم عواقب الحرب التي تدخل سنتها الثامنة.

"صورة قاتمة للغاية"

وقالت ياسمين فاروقي، كبيرة مستشاري السياسة في منظمة "ميرسي كوربس" الإنسانية، لموقع "صوت أميركا"، إن تداعيات الأزمة في أوكرانيا ستؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في اليمن، كما سيواجه ملايين الناس نقصًا كبيرًا في الغذاء والوقود.

وبعد زيارتها لليمن خلال الأيام الماضية، وصفت فاروقي الصورة في اليمن بأنها "قاتمة للغاية"، مضيفة: "رأيت معظم العائلات تعيش على وجبة واحدة في اليوم في بيئة أمنية غير مستقرة للغاية، مع ارتفاع الأسعار بشكل كبير".

وأوضحت أنه في المدن الكبرى انخفضت التجارة بشكل كبير، مما جعل الكثير من الناس غير قادرين على كسب المال لشراء الطعام. وأشارت إلى أن انخفاض حصص الغذاء خارج هذه المدن، تجعل الأطفال الصغار غير قادرين على النمو بشكل طبيعي.

وهذه ليست السنة الأولى التي يعاني فيها اليمن من أزمة إنسانية، لكن فاروقي أشارت إلى أن "العالم يعامل اليمن كما لو أنه في العام الأول من أزمة طارئة، بينما يدخل في السنة الثامنة من الأزمة".

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بأن الحرب في اليمن خلّفت 23.7 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، تحتاج الغالبية العظمى منهم إلى مساعدات غذائية. كما نزح الملايين من اليمنيين داخليًا بسبب العنف المستمر، مما يجعل إيصال هذه المساعدات أمرًا صعبًا.

"كارثة صريحة"

وفي 14 مارس/ آذار، أي بعد ثلاثة أسابيع من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، ذكرت "اليونيسف" أن "أزمة الجوع الشديدة بالفعل في اليمن تتأرجح على حافة كارثة صريحة".

ورجّح تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل، وهو قياس أعدته الأمم المتحدة وأكثر من اثنتي عشرة منظمة غير حكومية أخرى، أن يتدهور الوضع في اليمن خلال الأشهر المقبلة.

ويتوقع محلّلون أن يعاني حوالي 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة في اليمن، وحوالي 1.3 مليون امرأة حامل ومرضعة، من سوء التغذية الحاد على مدار عام 2022.

وقال جوردان تيغ، المدير المؤقت لتحليل السياسات وبناء التحالفات في منظمة "الخبز للعالم" لموقع "صوت أميركا": "كانت اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم منذ سنوات، حيث يعتمد 80% من اليمنيين بالفعل على المساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية فقط من أجل البقاء على قيد الحياة".

وأكد تيغ أن آثار الحرب في أوكرانيا محسوسة بالفعل هناك، إذ تُنتج أوكرانيا في الواقع ما يقرب من ثلث إمدادات القمح اليمني".

وأشار تيغ إلى أن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة اضطر إلى تقليل حصص الغذاء التي يوفّرها لشعب اليمن، وعزا ذلك أساسًا إلى ارتفاع الأسعار الذي يجعل الوكالة تكافح من أجل تحمل الإمدادات اللازمة.

سوء تغذية وموت الأطفال

حتى قبل الحرب في أوكرانيا، شهدت اليمن ارتفاعًا في الأسعار: ارتفع متوسط سعر سلة المواد الغذائية التي قدّمها برنامج الأغذية العالمي بنسبة 170% عام 2021. وفي الشهر الذي أعقب بدء الحرب على أوكرانيا، قفزت أسعار القمح في اليمن بنسبة إضافية 30%.

وأشارت فاروقي إلى أن العديد من السكان في القرى الجبلية في تعز يموتون بسبب سوء التغذية الحاد، وأن العديد من الضحايا هم أطفال صغار تتراوح أعمارهم بين سنتين وأربع سنوات.

وقالت: "كان الأطفال يعانون من الجوع لفترة طويلة لدرجة أن أجسادهم فقدت القدرة على الاحتفاظ بالطعام، حتى عندما يتوفر لديهم".

وأضافت: "هذه الأنواع من الآثار السلبية المتتالية مؤشر على ما يعنيه عدم وجود ما يكفي من الغذاء والمغذيات لأجيال من اليمنيين وقدرتهم على الوجود، والبقاء على قيد الحياة على أساس يومي".

مخاوف من نقص الخبز

داخل مخبز في صنعاء، ينكب محمد الجلال والعاملين لديه على انتاج أرغفة الخبز. وقال الجلال لوكالة فرانس برس إن "الدقيق متوفر في السوق، لكننا خائفون من انعدامه بسبب الحرب بين اوكرانيا وروسيا".

وأوضح أنه يتوجّب على التجار استيراد كميات كافية من القمح، داعيًا "السلطات المحلية إلى دعم المزراعين لزراعة القمح" من أجل تحقيق "الاكتفاء الذاتي".

من جهته، يؤكد علي الخالد، مسؤول الإعلام في المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب التابعة للحوثيين لفرانس برس: "بسبب العدوان والحصار وبسبب الأزمة الحاصلة في أوكرانيا، لا سبيل أمامنا إلا التوجه للأمن الغذائي داخل البلد".

وأوضح أنه في مواجهة ذلك "نسعى إلى التوسع في زراعة الحبوب في اليمن بشكل عام ومنطقة الجوف بشكل خاص".

ومنذ نحو أسبوع، دخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ. وأثارت هذه الهدنة الهشة تفاؤلًا حذرًا لدى كثير من السكان، الذين يخشون أن يصابوا بخيبة أمل جديدة.

وحذر علي الكبوس، الذي يعمل في استيراد وبيع القمح، من أنه  "إذا استمرت الحرب بين اوكرانيا وروسيا، فإن سعر القمح سيزيد هنا"، مضيفًا أن ارتفاع أسعار المشتقات النفطية أيضًا بسبب الحرب "سيزيد العبء على المواطنين".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close