الأحد 12 مايو / مايو 2024

كازاخستان.. انطلاق الجولة 18 من مسار "أستانة" حول سوريا

كازاخستان.. انطلاق الجولة 18 من مسار "أستانة" حول سوريا

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول الجولة 17 من مباحثات أستانة (الصورة: الأناضول)
من المرتقب أن يتناول المشاركون في المحادثات الوضع الإنساني والاقتصادي ـ الاجتماعي في سوريا، وقضايا توفير ظروف عودة اللاجئين، وأعمال اللجنة الدستورية في جنيف.

بمشاركة ممثلي تركيا وروسيا وإيران، انطلقت الأربعاء محادثات "أستانة 18" حول سوريا في العاصمة الكازاخية نور سلطان.

وبدأت المحادثات مع عقد اجتماعات تقنية ثنائية وثلاثية بين الوفود المشاركة، ومن المقرر أن تستمر يومين.

ويشارك من الجانب التركي رئيس قسم سوريا في وزارة الخارجية السفير سلجوق أونال، ومن الجانب الروسي ممثل الرئيس الخاص في سوريا أليكسندر لافرينتيف، ومن الجانب الإيراني مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية علي أصغري حاجي.

كما يشارك في المحادثات أيضًا وفدا المعارضة (برئاسة أحمد طعمة) والنظام (برئاسة معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان)، وروبرت دون، المسؤول عن القضايا السياسية عند مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، إضافة إلى الوفد الأردني بصفة مراقب.

ومن المرتقب أن يتناول المشاركون في المحادثات الوضع الإنساني، والاقتصادي، والاجتماعي في سوريا، وقضايا توفير ظروف عودة اللاجئين، وأعمال اللجنة الدستورية في جنيف، وإجراءات بناء الثقة، وإطلاق سراح الأسرى، والبحث عن المفقودين.

وقبيل انطلاق المحادثات، أشار لافرينتيف في تصريح صحفي إلى توتر الوضع في سوريا، مؤكدًا أن الأزمة الراهنة ستبقى ضمن أولويات السياسة الخارجية الروسية.

وزعم أن الوضع في البلاد "تعقد" أكثر بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بخصوص إطلاق عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية شمالي سوريا.

أجندة الجولة الـ18

وفيما يخص أجندة الجولة الجديدة وجدول أعمالها، قال متحدث وفد المعارضة أيمن العاسمي: إنها "تدور حول ما يجري في الشمال السوري، وما يمكن أن يجري، وضرورة تطهير المنطقة من تهديد المجموعات الانفصالية الإرهابية حتى نتمكن من إيجاد أرضية لحل سياسي".

وأضاف بخصوص اللاجئين أن "العمل مستمر على ملف اللاجئين بطريقة جدية، لأن عملية التضليل التي يقوم بها النظام من خلال إصدار عفو لن تجدي نفعًا".

واعتبر العاسمي أن موضوع اللاجئين "يحتاج إلى معالجة حقيقية، وروسيا تتحمل مسؤولية مناورات النظام في هذا الملف".

وكشف أن الاجتماع "سيتناول قضية المساعدات الإنسانية، واحتمالية استخدام روسيا حق النقض الفيتو بمجلس الأمن لتوقيف آلية تمديد المساعدات".

وتابع: "سنطالب روسيا بتنفيذ تعهداتها بما يتعلق بالحل السياسي"، مؤكدًا أنها "لم تبذل جهدًا في هذا الصدد، بل زاد الوضع سوءًا بعد تدخلها في 2015".

مسار أستانة

وفي يناير/ كانون الثاني 2017، انطلق مسار أستانة في جولته الأولى ضمن مباحثات أعقبت توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين النظام السوري والمعارضة، في العاصمة التركية أنقرة في ديسمبر/ كانون الأول 2016.

وكانت قوات النظام قد سجلت تقدمًا بشكل كبير في مدينة حلب (شمال)، فجاء توقيع الاتفاق ليوفر خروجًا آمنًا للمعارضة من المناطق المحاصرة في المدينة.

وعقدت جولة "أستانة 2" في 15 و16 فبراير/ شباط 2017، وانتهت دون بيان ختامي، وجرى الحديث بين الدول الضامنة عن تشكيل لجان متابعة لمراقبة وقف إطلاق النار.

ورفضًا لاستمرار خروقات قوات النظام، غابت المعارضة عن "أستانة 3"، يومي 14 و15 مارس/ آذار 2017، وخلصت المحادثات إلى الاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية، تضمّ تركيا وروسيا وإيران، لمراقبة الهدنة.

وبعد فترة من "عدم الثقة" ضربت مسار أستانة جراء استمرار خروقات وقف إطلاق النار، لا سيما من طرف النظام السوري، عُقد اجتماع "آستانة 4" بمشاركة المعارضة في 3 و4 مايو/ أيار 2017.

وفي "آستانة 5"، يومي 4 و5 يوليو/ تموز 2017، جرى الحديث عن آليات لمراقبة مناطق خفض التوتر، ونشر قوات فيها.

لكن الاجتماع فشل في التوصل إلى توافقات بشأن القوات التي ستنتشر في هذه المناطق، وجرى الاتفاق على تشكيل لجان فنية تجتمع لاحقًا لمناقشة ما لم يتمّ التوافق عليه.

وبعد انقطاع دام أكثر من شهرين، عادت الاجتماعات بجولة "آستانة 6" في 14 و15 سبتمبر/ أيلول 2017، وأعلنت الدول الضامنة توصّلها إلى اتفاق لإنشاء منطقة خفض توتر في إدلب.

واعتبر هذا الاتفاق إنجازًا كبيرًا، لكن قابله تعثر ملف المعتقلين، إذ لم تتوصل الأطراف الضامنة إلى اتفاق بشأنه، ما شكّل خيبة أمل كبيرة، خاصة لدى المعارضة وتركيا.

وفشلت اجتماعات "آستانة 7" نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2017، في التوافق على تبادل الأسرى والمعتقلين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون انقطاع إلى المناطق المحاصرة.

واتفقت الدول الضامنة في اجتماع "آستانة 8"، الذي جرى يومي 21 و22 ديسمبر 2017، على تشكيل مجموعتي عمل من أجل المعتقلين والمفقودين وتبادل الأسرى والجثث، وإزالة الألغام.

وفي اجتماع "آستانة 9" يومي 14 و15 مايو 2018، أكدت الدول الضامنة، استمرار العمل باتفاقية "مناطق خفض التوتر"، وحماية وقف إطلاق النار، ومواصلة العمل على ملفّي المعتقلين والحلّ السياسي.

وفي يوليو 2018، عقدت الجولة العاشرة بمدينة سوتشي، وفي العام نفسه عقدت الجولة الحادية عشرة في نوفمبر/ تشرين الثاني، لتعقد لاحقًا الجولة 12 في أبريل/ نيسان، والـ 13 في أغسطس/ آب، والـ14 في ديسمبر عام 2019، قبل أن تتوقف الاجتماعات لأكثر من عام بسبب جائحة كورونا.

وعادت العجلة إلى الدوران مجددًا باجتماع استضافته مدينة سوتشي في فبراير/ شباط 2021، ضمن اجتماع "آستانة 15"، واكتملت الاجتماعات والمسار بالجولات اللاحقة.

وأكدت الدول الضامنة لمسار أستانة في نهاية اجتماع "آستانة 16" الذي عقد في يوليو 2021، ضرورة عقد الاجتماع السادس للجنة الدستورية السورية في جنيف السويسرية، في أقرب وقت.

وأكد البيان أن روسيا وتركيا وإيران تجدد التزامها بوحدة أراضي سوريا، مشددة على مواصلة التعاون ضد المخططات الانفصالية التي تهدد سيادة سوريا والأمن القومي لدول الجوار.

والجولة الـ17 التي عقدت في 21 ـ 22 ديسمبر الماضي، لم تخرج بجديد لكن الدول الضامنة أكدت مجددا تعاونها في ما يتعلّق بمكافحة التنظيمات الإرهابية التي تستهدف المدنيين السوريين.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close