الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

كاميرات مسلطة على البيوت.. الاحتلال ينتهك خصوصية المقدسيين

كاميرات مسلطة على البيوت.. الاحتلال ينتهك خصوصية المقدسيين

Changed

قضية اليوم تسلط الضوء على الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق المقدسيين والتي تتمثل بكاميرات المراقبة المزروعة بكثافة والتي يتم تسليطها نحو المنازل (الصورة: تويتر)
يعاني عشرات آلاف المقدسيين من انتهاك لخصوصيتهم على مدار الساعة، بسبب كاميرات مراقبة حديثة زرعها الاحتلال في كل زوايا المنطقة ترصد تحركاتهم حتى داخل بيوتهم.

ينتهك الاحتلال الإسرائيلي خصوصية المواطنين المقدسيين، بزرع كاميرات مراقبة حديثة يسلطها على منازلهم وتحديدًا في محيط البؤر الاستيطانية.

وزارت مراسلة "العربي" إحدى الأسر في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، حيث لا تخلع السيدة نعيمة الرويضي حجابها حتى داخل منزلها بسبب هذه الكاميرات.

فمثل أي ربة منزل تنشغل نعيمة بمهامها اليومية، لكن المختلف أنها ترتدي حجابها في مطبخها داخل بيتها، بسبب كاميرات المراقبة التي يسلطها الاحتلال الإسرائيلي حتى على غرفة نومها، كونها جارة الأقصى.

وأكدت الرويضي التي تؤرقها أجهزة المراقبة هذه أنها تقفل النوافذ والستائر في كل المنزل إن أرادت خلع منديلها والجلوس بحرية في منزلها برفقة بناتها. وتضيف: "لا فرق بين الشارع ومنزلي".

المقدسيين يعيشون "حالة رعب"

كما تؤكد نعيمة أنها تعيش مع أسرتها حالة من الرعب بسبب كاميرات حراس المستوطنين التي ترصدها على مدار الساعة وتعتدي على حقها في الخصوصية، مشددة على أن هدف الاحتلال من ذلك هو تهجير جيران الأقصى من بيوتهم لكن هذا لن يحصل أبدًا، على حد قولها.

ويبلغ عدد أهل سلوان نحو 55 ألف فلسطيني، يعيشون ما تعيشه عائلة السيدة نعيمة، ويعانون مع نسائهم وبناتهم وأفراد عائلاتهم بسبب الأجهزة المنصوبة بكثافة في البلدة التي يقيم الاحتلال على أرضها 82 بؤرة استيطانية يسكنها 1200 مستوطن.

من جهته، يلفت مدير مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام أنه "حتى بحسب القانون الإسرائيلي تعد الكاميرات ممنوعة بهذا الشكل الذي يراقب الناس.. ونحن اعترضنا في أماكن عدة منها محاكم الاحتلال ولدى السلطات المختصة من أجل إزالتها أو إزاحتها عن منازلنا لكن الاحتلال لا يأبه".

عدد كاميرات الاحتلال في القدس

ومن القدس، يكشف الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب في حديث مع "العربي" أن الكاميرات التي وضعتها بلدية الاحتلال وشرطته يتخطى عددها المئات، فهي تبدأ من جنوب القدس من منطقة جبل مكبر وصولًا إلى منطقة سلوان وداخل البلدة القديمة ووادي الجوز والشيخ جراح وكل المناطق المحيطة بالبلدة القديمة.

وكانت التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 340 كاميرا مراقبة حديثة، إلا أن الشرطة الإسرائيلية ترفض حتى اليوم الإفصاح عن المعلومات بشأن أعدادها الحقيقية ومواقعها، فضلًا عن البيانات التي تحتفظ بها.

ويرى أبو دياب أنه في كل مدن العالم هناك كاميرات للحفاظ على أمن المواطن، إلا أن سلطات الاحتلال تضع هذه الأجهزة التي توجّه إلى منازل المواطنين والشوارع لمراقبة تحركات الفلسطينيين واستهداف خصوصيتهم مقابل حماية المستوطنين، مقدرًا أن يكون عدد الكاميرات قد تخطى الـ 800.

أما عن التجاوزات التي يتخوف منها الباحث المقدسي، فيلفت إلى أنه يسكن على سبيل المثال في حي البستان في منطقة سلوان والشارع الذي يمر بالقرب بيته طوله حوالي 400 متر، مستغربًا وجود 63 كاميرا فيه مسلطة على منازل الفلسطينيين.

ويتابع: "أنا وزوجتي وأطفالنا وضيوفنا لا نجلس بقرب النوافذ ولا حتى في محيط المنزل.. فكلنا مراقبون ويتم تسجيل كل تحركاتنا يعلم بها الاحتلال الذي يشارك المستوطنين في فرض رقابة على المواطنين".

كما نبّه أبو دياب إلى أن ما يقوم به الاحتلال هو انتهاك صارخ للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، بهدف إخافة الفلسطينيين وإيصال رسالة أن المقدسي عندما يسير في الشوارع وحتى في داخل منزله "تحت رقابة قوات الاحتلال ومخابراته".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة