السبت 27 يوليو / يوليو 2024

"كان خطأ فادحًا".. إيطاليا تنسحب من مشروع "الحزام والطريق" الصيني

"كان خطأ فادحًا".. إيطاليا تنسحب من مشروع "الحزام والطريق" الصيني

شارك القصة

جورجيا ميلوني
تعتبر روما أن المستوطنات المقامة في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 تشكّل عقبة في طريق السلام- رويترز
قررت إيطاليا في 2019 الانضمام للمبادرة لتصبح الدولة الوحيدة في مجموعة السبع المشاركة في برنامج الاستثمارات الصيني.

أفاد مصدر حكومي اليوم الأربعاء بأن إيطاليا انسحبت رسميًا من مبادرة الحزام والطريق الصينية الضخمة للبنى التحتية، بعد أكثر من أربع سنوات على انضمام الدولة الوحيدة في مجموعة السبع إلى المشروع.

وذكرت صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية أن قرار الانسحاب من هذا المشروع الضخم للبنى التحتية البحرية والبرية الذي أطلقته الصين في 2013، والذي كان منتظرًا منذ عدة أشهر، أُبلغ إلى بكين قبل ثلاثة أيام، بدون أن يصدر أي بيان رسمي عن أي من الجانبين.

وأكد مصدر في الحكومة الإيطالية لوكالة فرانس برس أن روما انسحبت، من دون تقديم مزيد من التفاصيل، مكتفيًا بالقول إن ذلك تم بطريقة "لإبقاء قنوات الحوار السياسي مفتوحة".

"شراء النفوذ السياسي"

وعام 2019 قررت إيطاليا التي كانت ترزح تحت وطأة دين عام، الانضمام الى هذه المبادرة لتصبح الدولة الوحيدة في مجموعة السبع التي تشارك في برنامج الاستثمارات الصيني الضخم هذا.

وقالت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني قبل تسلمها السلطة العام الماضي إن القرار الذي اتخذته حكومة سابقة بالانضمام  للمشروع كان "خطأ فادحًا".

وندد معارضو الخطة الاستثمارية بالمشروع معتبرين إنه يهدف الى شراء النفوذ السياسي.

وهذا المشروع الطموح البالغة قيمته أكثر من ألفي مليار دولار والذي أطلق قبل عشر سنوات بدفع من الرئيس الصيني شي جينبينغ، يهدف الى تحسين العلاقات التجارية بين آسيا واوروبا وإفريقيا وحتى أبعد من ذلك، عبر بناء موانىء وسكك حديد ومطارات او مشاريع صناعية.

ويواجه البرنامج الذي انضمت اليه أكثر من 150 دولة بحسب بكين، انتقادات في العالم أيضًا بسبب المديونية الخطيرة التي يفرضها على دول فقيرة.

وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في سبتمبر/ أيلول إن الانضمام للمشروع "لم يؤد إلى النتائج التي كنا نأملها".

سكك حديد شديدة السرعة

ويتضمن المشروع، واسمه الرسمي "مبادرة الحزام والطريق"، بناء خطوط للسكك الحديد شديدة السرعة تعبر جنوب شرق آسيا وتنفيذ أشغال كبرى في قطاعات النقل والطاقة والبنى التحيتة في مختلف أنحاء آسيا الوسطى.

لكن عدم وجود شفافية حول تفاصيل هذا المشروع، عزز ارتياب حلفاء روما فيما أعرب الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة عن قلقهما اعتبارًا من العام 2019.

وكان من المقرر تجديد الاتفاق تلقائيا في مارس/ آذار 2024 ما لم تنسحب إيطاليا بحلول نهاية هذا العام.

لكن روما كانت حذرة من استفزاز بكين والمخاطرة بالانتقام من الشركات الإيطالية التي أضعفت بسبب انتشار وباء كوفيد-19 وبسبب العقوبات التي اعتمدت ضد روسيا بعد حربها على أوكرانيا.

وقالت ميلوني في مايو/ آذار إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بهذا الشأن بعد والذي "يجب أن يتم التعامل معه بالكثير من الحذر".

وأوضحت ميلوني للصحافيين في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي في أيلول/سبتمبر أنه إذا انسحبت روما من المشروع، فإنها "لن تعرض علاقاتها مع الصين للخطر".

وأشار الخبراء إلى أن اقتصادات أوروبية كبرى أخرى مثل المانيا وفرنسا لم تنضم الى المشروع لكنها أبرمت اتفاقات تجارية ضخمة مع بكين.

وقدّر تقرير نشره معهد "إيد داتا" للبحوث في جامعة وليام إند ماري بولاية فرجينيا الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أن تكون الصين قد أقرضت مبالغ يزيد مجموعها عن تريليون دولار في إطار مبادرة "الحزام والطريق" وأن نحو 80% من هذه القروض ممنوحة لدول تعاني من صعوبات مالية.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close