الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

أول زيارة منذ حرب أوكرانيا.. بوتين يصل بكين لتعزيز الشراكة غير المحدودة

أول زيارة منذ حرب أوكرانيا.. بوتين يصل بكين لتعزيز الشراكة غير المحدودة

Changed

الرئيسان الصيني والروسي
وصل حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين إلى مبلغ قياسي قدره 190 مليار دولار العام الماضي- غيتي/ أرشيفية
تأتي زيارة بوتين إلى الصين كأول زيارة إلى دولة كبرى بعد حالة العزلة التي يعيشها إثر هجومه العسكري على أوكرانيا.

يلتقي الرئيسان الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين مجددًا في بكين غدًا الأربعاء سعيًا لتعميق الشراكة "غير المحدودة" بين بلديهما.

وكان الرئيس بوتين قد وصل الثلاثاء إلى بكين في زيارة تستهدف تعزيز العلاقات مع حليفة بلاده في إطار قمة تخيّم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على جدول أعمالها.

وتأتي زيارة بوتين في إطار منتدى "مبادرة الحزام والطريق" واسعة النطاق التي أطلقها شي والتي يشارك فيها ممثلين عن 130 دولة. 

ويعد بوتين من أبرز الحاضرين، إذ يقوم بأول زيارة له إلى قوة كبرى منذ أدى الهجوم العسكري على أوكرانيا إلى عزل نظامه دوليًا.

ومن المقرر بأن يعقد محادثات مع شي على هامش المنتدى الأربعاء، وفق ما أفاد الكرملين.

وأفاد بيان للكرملين أنه "خلال المحادثات، سيتم التركيز بشكل خاص على القضايا الدولية والإقليمية"، من دون تقديم تفاصيل.

وأكدت بلدان غربية على رأسها الولايات المتحدة وقوفها إلى جانب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عندما شنّت حماس هجومها الكبير ضمن عملية "طوفان الأقصى".

وكانت الولايات المتحدة قد طلبت من الصين استخدام نفوذها للمساعدة في خفض التصعيد في الحرب التي نزح على إثرها أكثر من مليون شخص في قطاع غزة المحاصر من منازلهم في ظل القصف الإسرائيلي ردًا على الهجوم.

أكبر شريك تجاري

ورعت الصين اتفاقًا بين إيران، الداعم الأبرز لحماس، وخصمتها الإقليمية السعودية، في وقت سابق هذا العام. ومن المقرر أن توفد مبعوثها إلى الشرق الأوسط تشاي جون إلى المنطقة المضطربة هذا الأسبوع.

ولم ترد أي تفاصيل عن المكان الذي سيتوجه إليه تشاي على وجه التحديد ولا موعد الزيارة، رغم أن شبكة البث الصينية الرسمية "سي سي تي في" ذكرت بأنه سيضغط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإجراء محادثات سلام.

ودعت روسيا التي تقيم تقليديًا علاقات جيّدة مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء إلى "وقف فوري لإطلاق النار".

ويسعى بوتين في بكين إلى تعزيز العلاقات الوثيقة أساسًا مع جارته الشيوعية، رغم أن الخبراء يشيرون إلى أن موسكو باتت الشريك الأصغر بشكل متزايد في هذه العلاقة.

وتعد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا فيما وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مبلغ قياسي قدره 190 مليار دولار العام الماضي، وفق بيانات بكين الجمركية.

وأثارت بكين انتقادات من البلدان الغربية بسبب موقفها من الحرب الأوكرانية التي تصر بكين بأنها تلزم الحياد حيالها وإن كانت رفضت انتقاد موسكو لإطلاقها الهجوم.

وبينما يوفر منتدى "مبادرة الحزام والطريق" فرصة جديدة لبوتين وشي لإظهار تحالفهما، لا يتوقع خبراء بأن يتم الإعلان عن أي اتفاقات جديدة كبرى.

وقال مدير "مركز كارنيغي روسيا وأوراسيا" ألكسندر غابويف لفرانس برس إن "روسيا تدرك بأن الصين لا ترغب بالتوقيع على أي اتفاقيات دعائية.. تمسك الصين بجميع الأوراق".

دعم مبادرة الحزام والطريق

وأطلق شي القمة الثلاثاء عبر عقده محادثات مع الرئيسين التشيلي غابريال بوريك والكازاخستاني قاسم-جومارت توكاييف، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي الصيني.

والتقى بعد ذلك رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، واصفًا الزعيم المحافظ بـ"الصديق" فيما شكره على دعمه "مبادرة الحزام والطريق"، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة. كما التقى برئيسي وزراء بابوا غينيا الجديدة وإثيوبيا. وقبيل المنتدى، بدا التناغم واضحًا بين وزيري خارجية روسيا والصين لدى لقائهما في بكين الإثنين.

وشكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الصين على دعوتها بوتين ليكون "كبير الضيوف" في المنتدى، وفق نص للمحادثة نشرته موسكو، مشيرة إلى أن الأول سيتوجّه إلى كوريا الشمالية بعد بكين.

وأبلغ لافروف وزير الخارجية الصيني وانغ يي بأن بوتين وشي سيناقشان علاقات البلدين "بأكملها" عندما يجتمعان هذا الأسبوع.

ويرتبط البلدان بتحالف قائم على التكافل، إذ تقدّر الصين دور روسيا كحصن في مواجهة الغرب، بينما تعتمد موسكو بشكل متزايد على دعم موسكو التجاري والجيوسياسي.

وقال بيورن ألكسندر دوبن من جامعة جيلين الصينية ل"فرانس برس": "منذ أطلقت موسكو هجومها على أوكرانيا، باتت في موقع حيث تعتمد بشكل غير مسبوق على الصين".

وتعد الشراكة التي تزداد عمقًا في قلب العلاقة بين شي وبوتين اللذين وصف كل منهما الآخر بـ"الصديق العزيز".

وقال بوتين لشبكة "سي جي تي إن" الصينية الرسمية قبيل الزيارة "الرئيس شي جينبينغ يصفني بالصديق وأنا أناديه صديقي أيضًا"، وذلك وفقًا لنص المقابلة الذي نشره الكرملين.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close