الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

كندا تستدعي سفير روسيا لإطلاعه على الصور "المروّعة" لقتلى بوتشا

كندا تستدعي سفير روسيا لإطلاعه على الصور "المروّعة" لقتلى بوتشا

Changed

تقرير حول معاناة الأوكرانيين في ظل المعارك المتواصلة وصعوبة إيصال المساعدات (الصورة: غيتي)
أكّدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي أنّ بلادها ستفرض قريبًا عقوبات إضافية على روسيا بهدف خنق النظام الروسي.

أعلنت كندا أمس الأربعاء أنها استدعت السفير الروسي في أوتاوا لإطلاعه على الصور "المروّعة" للقتلى في بوتشا، مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بتسريع تحقيقها في الاتهامات الموجّهة لموسكو بارتكاب جرائم حرب في المدينة الأوكرانية.

وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي لصحافيين في بروكسل قبيل مشاركتها في اجتماع لحلف شمال الأطلسي: "لقد أصدرت تعليمات لنائبي باستدعاء سفير روسيا في أوتاوا للتأكّد من إطلاعه على صور ما حدث في بوتشا".

ووفقًا للمدّعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا فقد تمّ العثور على جثث 410 مدنيين في بوتشا ومناطق أخرى من منطقة كييف انسحبت منها القوات الروسية مؤخرًا.

ونفى الجيش الروسي الاتهامات التي وجّهتها له السلطات الأوكرانية والدول الغربية بقتل مدنيين في بوتشا، مؤكّدًا أنّ الأمر برمّته مجرد "فبركات" من جانب كييف.

عقوبات إضافية على روسيا

وأكّدت الوزيرة الكندية أنّ بلادها ستفرض قريبًا عقوبات إضافية على روسيا. وقالت جولي: إنّ "هدفنا هو خنق النظام الروسي". 

وأرسلت أوتاوا عناصر من شرطة الخيالة الكندية الملكية (الشرطة الفدرالية) بناءً على طلب المحكمة الجنائية الدولية لجمع عناصر أدلّة محتملة على جرائم حرب مفترضة في أوكرانيا.

وأوضحت الوزيرة أنّ هذا الفريق سيساهم في "ضمان استمرار التحقيق الجاري بسرعة". وشدّدت على أنّ "ما رأيناه في بوتشا لا يمكن أن يمرّ من دون عقاب". 

كندا لن تطرد الدبلوماسيين الروس

وخلافًا لفرنسا وألمانيا والعديد من الدول الغربية الأخرى التي طردت هذا الأسبوع عشرات الدبلوماسيين الروس المعتمدين لديها منذ اكتُشفت مجازر قرب كييف نُسبت إلى القوات الروسية، فإنّ كندا لا تعتزم اتّخاذ إجراء مماثل.

وقال رئيس الوزراء جاستن ترودو لصحافيين: "أنا بكل بساطة لست متأكّدًا من أنّ المبادرة الرمزية بطرد الدبلوماسيين الروس تستحقّ أن نخسر دبلوماسيّينا في موسكو". 

وأضاف: "نحن نعلم جيدًا أنّ الدبلوماسيين الروس الموجودين هنا في كندا ينشرون معلومات مضلّلة. وهذه مشكلة".

لكنّ ترودو حذّر من أنّه "إذا طردنا الدبلوماسيين الروس من كندا، فربّما نفقد جميع دبلوماسيينا في روسيا"، معتبرًا أن هؤلاء يقومون "بعمل مهم للغاية" يتمثل في "معرفة ما يحدث في روسيا". 

غضب عالمي

وتصاعد الغضب العالمي عقب انتشار واسع النطاق لصور جثث ملقاة في شوارع مدينة بوتشا الأوكرانية وفي مقابر جماعية. وندد الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء، في تعليق جديد على ما حدث في بوتشا، بـ"جرائم حرب كبيرة"، متحدثًا عن "الجثث التي تركت في الشوارع بعد انسحاب الروس" و"إعدام مدنيين بدم بارد".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدوره قد قال في مقابلة نشرت أمس الأربعاء: إن عمليات القتل المزعومة في بلدة بوتشا الأوكرانية "من المرجح جدًا أن تكون جرائم حرب".

من جهتها، وصفت وزارة الخارجية التركية، في بيان لها أمس الأربعاء، صور المدنيين القتلى في منطقتي بوتشا وإربين بـ"المرعبة" و"المحزنة للبشرية". وأوضحت الوزارة أن تركيا تتقاسم مع الشعب الأوكراني أوجاعه وآلامه.

وأضاف البيان أنه من غير الممكن قبول استهداف المدنيين الأبرياء، مبينًا أن أنقرة تنتظر أن يخضع الموضوع لتحقيق مستقل، وأن تتم معرفة المسؤولين ومحاسبتهم. وأكد أن أنقرة ستواصل العمل من أجل إنهاء "المشاهد المخزية للإنسانية" كافة وضمان السلام في أقرب وقت.

من جانبه، قال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، اليوم الأربعاء: إنّ العالم لا بد أن يتحرك لوقف أعمال "القتل الجماعي" في أوكرانيا، مشبهًا قتل مدنيين على أيدي القوات الروسية بالإبادة الجماعية في البوسنة عام 1995.

وقال جاويد لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "هذا قتل جماعي على نطاق غير مسبوق في أوروبا. أعتقد أننا لم نشهد مثل هذا منذ عام 1995".

في المقابل، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتشديد العقوبات وعزل روسيا في صفوف الأسرة الدولية. وحض إلى التحرك "فورًا" لمواجهة روسيا نظرًا إلى "جرائم الحرب" التي ترتكبها في أوكرانيا على حد قوله، مطالبًا خصوصًا بطردها من مجلس الأمن الدولي وهي من الأعضاء الدائمين فيه وتتمتع بحق الفيتو.

وبعد مأساة بوتشا، عزز الاتحاد الأوروبي وواشنطن ضغوطهما الاقتصادية والدبلوماسية على موسكو الخاضعة أساسًا لكم كبير من العقوبات.

ويأتي ذلك فيما يستمر الهجوم الروسي على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي دون أن تنجح جولات المفاوضات بوقفه. وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها". 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close