أعلنت كوريا الجنوبية، اليوم الأحد، أن كوريا الشمالية أطلقت أقوى صاروخ لها منذ عام 2017، وسط تخوف من تنفيذ بيونغ يانغ قريبًا تهديدها باستئناف تجاربها النووية أو إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
بدورها، نددت الولايات المتحدة بما قد يكون سابع جولة من التجارب الصاروخية هذا الشهر، ودعت كوريا الشمالية إلى الكف عن المزيد من الأعمال المزعزعة للاستقرار.
ومنذ بداية العام، شرعت بيونغ يانغ في سلسلة جديدة من الاختبارات، شملت صواريخ فرط صوتية، وذلك في أعقاب خطاب ألقاه كيم في ديسمبر/ كانون الأول، جدّد فيه التزامه تحديث الجيش.
تجارب متتالية تثير الريبة
وفقط هذا الأسبوع، كانت بيونغ يانغ قد أجرت اختبارَين آخرين، وأربع تجارب أخرى على الأقلّ هذا الشهر.
أما اليوم الأحد فأشارت كوريا الجنوبية إلى أنّ جارتها الشمالية تتبع "مسارًا مشابهًا" لمسار عام 2017 عندما كانت التوترات في ذروتها في شبه الجزيرة الكورية.
وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية إنها رصدت فجر الأحد إطلاق "صاروخ بالستي متوسط المدى بزاوية عالية باتجاه الشرق".
وأطلق الصاروخ بحسب وكالة "فرانس برس" من مقاطعة جاغانغ الشمالية، أي مِن حيث كانت كوريا الشمالية أطلقت أيضًا ما تزعم أنها صواريخ فرط صوتية.
وأشارت هيئة الأركان المشتركة إلى أن الصاروخ قطع مسافة 800 كيلومتر في 30 دقيقة وطار على ارتفاع ألفي كيلومتر قبل أن يسقط في بحر اليابان.
وآخر مرة أجرت كوريا الشمالية عددًا كبيرًا من التجارب خلال مدة زمنية قصيرة كانت عام 2019 بعد انهيار المحادثات بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب.
ومنذ ذلك الحين، بلغت المحادثات بين البلدين طريقًا مسدودًا وأصبح اقتصاد بيونغ يانغ يعاني من جراء العقوبات الدولية وإغلاق الحدود الذي فرضته كوريا الشمالية على نفسها في مواجهة كوفيد-19.
#كوريا_الشمالية.. تجارب صاروخية متتالية تزيد قلق دول الجوار تقرير: هاني عدس pic.twitter.com/FKwaOrrfLO
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 27, 2022
أميركا تندد وكوريا تتجاهل
وقالت القيادة العسكرية الأميركية في منطقة المحيط الهادي والمحيط الهندي في بيان، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة تندد بأحدث تجربة صاروخية أجرتها كوريا الشمالية وتدعو بيونغ يانغ إلى الكف عن المزيد من الأعمال المزعزعة للاستقرار.
وذكر البيان وفق "رويترز"، أن تقييم القيادة للتجربة الصاروخية يشير إلى أنها لم تمثل تهديدًا مباشرًا لأراضي الولايات المتحدة أو أفرادها أو حلفائها.
وفي وقت سابق، حذّرت واشنطن من اتخاذ إجراءات أقوى ضد بيونغ يانغ، بعد أن فرضت إدارة الرئيس جو بايدن عقوبات جديد مطلع العام الجاري.
من جهتها، قالت اليابان إن الأمر يتعلق بصاروخ متوسط أو طويل المدى. وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو إن طوكيو "احتجت بشدة على كوريا الشمالية"، متهمة إياها "بتهديد أمن اليابان وسلمها" بهذه الاختبارات.
والجمعة نشرت وكالة الأنباء الرسميّة الكوريّة الشماليّة صورًا لكيم خلال زيارته مصنعًا للذخيرة، بعد أسبوع على تهديد بيونغ يانغ باستئناف تجاربها للصواريخ النووية والبالستية الطويلة المدى التي علّقتها منذ 2007.
وأثارت هذه السلسلة من الاختبارات المحظورة إدانة عالميّة واستدعت عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي. كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ردا على ذلك، ما أثار غضب كوريا الشمالية.
كما تعتبر سول أن عمليات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية تهديد لأمنها، لكنها أكدت منذ حوالي الأسبوع على قدرة جيشها على رصد تلك الصواريخ واعتراضها.