طال تأثير جائحة كورونا العديد من العلاقات في حياتنا. وكان ارتفاع حدة المشاكل الزوجية، التي أدّت إلى الانفصال والطلاق لافتًا خلال هذه السنة.
وتشير التقارير والدراسات التي طرحت تأثير كوفيد-19 على الحياة الزوجية إلى حالة من "الهلع الكونية"، بحسب الدكتور أحمد عوني، المتخصص في علم النفس التربوي، الذي يتحدث عن "تهديد لمؤسسة الزواج".
ويؤكد عوني، في حديث إلى "العربي"، التأثير السلبي للجائحة بمضاعفة الضغط النفسي على العائلة بسبب الحجر الصحي، وانتقال العمل والمدرسة إلى المنزل؛ ما فرض تعايش أفراد الأسرة مع بعضهم في مساحة ضيقة لفترات طويلة.
ويظهر التعايش اليومي عيوب الأفراد لبعضهم البعض؛ ما يضخم المشاكل التي لا تنحصر بين الزوجين، بل تشمل العلاقات بين جميع أفراد الأسرة أنفسهم، وفقًا لعوني.
"المبالغة" في إظهار تأثر كوفيد-19 على الزواج
ويشير في المقابل، إلى "المبالغة" في إظهار التأثر السلبي لكوفيد-19 على الزواج.
وفي هذا السياق، يسلط عوني الضوء على دراسة شملت 1117 شخصًا متزوّجًا، وأظهرت أن 74% من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة استطاعوا تقوية علاقتهم الزوجية في زمن كوفيد-19.
كما أشار إلى أن 85% من هؤلاء الأشخاص شعروا بقيمة الشريك. وأكدت النسبة المتبقية الشعور بالضغط اليومي الذي ولّده انتشار الفيروس. كما أكّد أكثر من نصف الذين شملتهم الدراسة أن الجائحة لم تؤثر على علاقتهم الحميمة بأزواجهم.
ويعتبر عوني أن الحياة اليومية بمعزل عن كوفيد-19 هي مصدر ضغوط نفسية، ولا سيما في ظل الأزمات الاقتصادية والتحديات المهنية والدراسية.
ويرى الخبير التربوي أن الفترة المقبلة ستكون أقل وطأة على العلاقات الأسرية مع بدء حملات التلقيح، وتأقلم الناس مع الوضع الجديد.