السبت 4 مايو / مايو 2024

لإحياء الاتفاق النووي.. الرئيس الإيراني يتهم مجددًا واشنطن بـ"المماطلة"

لإحياء الاتفاق النووي.. الرئيس الإيراني يتهم مجددًا واشنطن بـ"المماطلة"

Changed

تقرير على "العربي" حول طلب إيران من واشنطن توضيح موقفها أمام الرأي العام من مفاوضات النووي (الصورة: وكالة تسنيم)
تراجع التركيز على ملف إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى في العلن في وقت تشهد فيه المدن الإيرانية احتجاجات يومية.

بعد يوم من اتهام إيران للولايات المتحدة باتباع "سلوك مخادع" بشأن إحياء مفاوضات الاتفاق النووي المتعثرة منذ أسابيع، اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الثلاثاء أن واشنطن تماطل في المباحثات النووية.

وقال رئيسي: "اليوم على الأميركيين أن يتخذوا القرار، إلا أنهم يماطلون"، وذلك أمام ممثلي وكالات أنباء آسيوية يعقدون هذا الأسبوع مؤتمرًا في طهران.

مساع لرفع العقوبات

وشدد رئيسي على أن "الجمهورية الإسلامية تسعى لرفع الحظر (العقوبات)، لكنها وضعت أيضًا على جدول أعمالها مسألة تحييد آثار هذا الحظر".

ومنذ العام الماضي، أجرت طهران والقوى الكبرى مباحثات بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، بهدف إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، والذي انسحبت واشنطن منه في 2018.

واعتبرت الأطراف الغربية أن الرد الإيراني على مسودة تفاهم طرحها الاتحاد الأوروبي كان "غير بنّاء".

وأتاح الاتفاق بين إيران وكل من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية وضمان سلميّتها.

إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديًا منه، وأعاد فرض عقوبات قاسية على إيران.

وكان المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني، قال يوم أمس الإثنين في مؤتمر صحافي بالعاصمة طهران: إن الولايات المتحدة "تتبنى سلوكًا مخادعًا وترسل رسائل عبر جهات (لم يسمها)، وتعلن عن رغبتها بمواصلة المفاوضات، بينما تدعي أنها غير راغبة بمواصلة الحوار"، وفق وكالة "إرنا" الحكومية.

تأثير الاحتجاجات

وخلال الأسابيع الماضية، تراجع التركيز على الملف النووي في العلن في وقت تشهد فيه المدن الإيرانية احتجاجات يومية منذ 16 سبتمبر/ أيلول الماضي، تتخللها مواجهات عنيفة مع الشرطة، عقب وفاة الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا، والتي تم توقيفها من قبل شرطة الآداب المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.

ودعمت دول غربية عدة هذه الاحتجاجات، وفرضت عقوبات على طهران بسبب "قمع" السلطات لها. من جهتها، تتهم إيران "أعداء" تتقدمهم الولايات المتحدة، بالضلوع في "أعمال شغب" تشهدها.

واعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان السبت الماضي أن واشنطن تضغط على طهران عبر دعم الاحتجاجات، لانتزاع تنازلات منها في الملف النووي.

وأشار إلى أن الأميركيين يواصلون "تبادل الرسائل معنا" عبر الوسيط الأوروبي، لكنهم "يتطلعون إلى ممارسة ضغوط سياسية ونفسية ويريدون كسب التنازلات في المفاوضات" من خلال دعم الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إنّ الرئيس جو بايدن "لا يزال يعتقد أن النهج الدبلوماسي هو الأفضل" في الملف النووي الإيراني، مضيفًا: "لكننا لسنا قريبين من ضمان تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الاسم الرسمي للاتفاق.

وأكد أن تركيز واشنطن ينصّب حاليًا على "محاسبة" السلطات الإيرانية على تعاملها مع "المتظاهرين الأبرياء".

وقدرت جماعات حقوقية عدد القتلى في إيران بأكثر من 130، بينما أعلنت يوم أمس الإثنين أكثر من 40 منظمة مدافعة عن حقوق الإنسان من بينها منظمة العفو الدولية أن الحملة التي يشنها النظام الإيراني أدت "إلى تزايد أعداد القتلى من المتظاهرين والمارة" ومن بينهم 23 طفلًا على الأقل، خلال أربعة أسابيع من الاضطرابات.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close